علمت المصريون أن الأيام القليلة الماضية شهدت جهودا مكثفة بذلها قياديون بجماعة الإخوان المسلمين ومقربون منهم للضغط على "الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح" من أجل إعلان دعمها لمرشح الإخوان في انتخابات الرئاسة الدكتور محمد مرسي ، وأكدت مصادر "سلفية" للمصريون أن كلا من الدكتور محمد يسري الأمين العام للهيئة والمهندس خيرت الشاطر نسقا جهدا كبيرا واتصالات شخصية مكثفة بعدد من قيادات الهيئة من أجل حثهم على تأييد مرشح الجماعة عند التصويت عليه داخل الهيئة ، حيث يرتبط يسري والشاطر بعلاقات شخصية وأسرية قوية ، وكان الدكتور محمد يسري هو صاحب فكرة الدفع بالشاطر لرئاسة الجمهورية رغم اعتراض الإخوان وقتها ، حيث أكدت ذات المصادر للمصريون أن "يسري" يلعب دورا مهما للغاية في صناعة توجهات الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح وضبط بوصلة اختياراتها السياسية ، كما أنه حرص على ضم عدد من رموز الإخوان للهيئة في الآونة الأخيرة لضمان تحقيق حضور إخواني قوي فيها . وبذل "يسري" جهدا كبيرا في اتصالات مكثفة بقيادات سلفية في الاسكندرية للحصول على ضمانات بدعم مرشح الجماعة ، ولكنه لم يوفق كثيرا في التأثير على رموز سلفية بالقاهرة لا تشعر بالاطمئنان لدوره ولا ترتاح لدعم مرشح الإخوان في تلك المرحلة ، كما قررت الجماعة الإسلامية من جانبها أن يكون قرارها مستقلا في الموضوع رغم أنها ممثلة في الهيئة ببعض رموزها ، حيث من المنتظر أن تعلن الجماعة الليلة أو غدا الخميس على أبعد تقدير عن المرشح الذي تدعمه ، وهناك ميل قوي لدى قيادات الجماعة وحزبها لدعم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح باعتباره مرشحا توافقيا يناسب اللحظة الحالية ولا يمثل عبئا أو خصومة أو قلقا للتيارات الإسلامية غير الإخوانية أو التيارات الوطنية الأخرى . وعلى الرغم من أن الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح سوف تلقي بيانها الليلة عن المرشح الذي تدعمه إلا أن مصادر المصريون في الهيئة ذكرت أن قرار الهيئة لن يكون ذا تأثير كبير في خريطة التوازنات ، لأن كل كتلة إسلامية ممثلة في الهيئة سيكون لها في النهاية قرارها المستقل في ضوء ما تراه صالحا ومناسبا للحالة السياسية المتوترة والقلقة في مصر هذه الأيام ، وهي قرارات قد تكون مغايرة تماما لما تذهب إليه الهيئة التي شكا بعض قياداتها من اتساع مساحة الحضور الإخواني فيها خلال الأشهر الأخيرة .