أعلن نفتالي بينيت وزير التعليم الإسرائيلي زعيم حزب "البيت اليهودي" اليميني المتطرف, أن نتائج التحقيق بشأن إخفاقات الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة "الجرف الصامد" عام 2014 , كشفت أن نمط التفكير لدى صناع القرار في تل أبيب هو السبب الحقيقي للفشل أمام حركة حماس. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في مطلع مارس عن بينيت, قوله :" يجب الاعتراف صراحة أن النظرية الأمنية الإسرائيلية انهارت، ولا بد من إيجاد نظرية أمنية جديدة بديلة". كما نقلت "يديعوت أحرونوت" عن زعيم المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ قوله :" إن التقرير حول إخفاقات الحرب ينطوي على انتقاد استراتيجي مهم يجب قراءته على هذا النحو بدلا من اعتبار مراقب الدولة عدوا للشعب الإسرائيلي، لأنه كشف عن أوجه فشل خطيرة في الحرب على غزة 2014 ". وكان التقرير الذي أعده مراقب الدولة في إسرائيل القاضي المتقاعد يوسف شابيرا حول إخفاقات الحرب على غزة 2014 , اتهم كلا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق موشيه يعلون وقائد الجيش السابق بيني غانتس وقادة عسكريين آخرين بعدم الاستعداد بشكل كاف لمواجهة حماس إبان حرب 2014, خاصة فيما يتعلق بخطر الأنفاق التي استخدمتها الحركة خلال الحرب. وقال شابيرا في التقرير الذي نشرت أجزاء منه الثلاثاء الموافق 28 فبراير إن "هناك فروقات كبيرة في معلومات الشاباك (المخابرات الداخلية الإسرائيلية) وشعبة الاستخبارات (أمان) بشأن حماس في غزة أدت إلى نتائج الحرب الأخيرة وأدت إلى فشل ذريع". وجاء في التقرير أيضا "كانت المؤسسة السياسية والعسكرية والهيئات الاستخباراتية على علم بتهديد الأنفاق وحتى عرّفته بأنه إستراتيجي، لكن الأفعال التي اتخذت لم تكن على مستوى التهديد". وأضاف شابيرا في تقريره، الذي شرع في إعداده أوائل سبتمبر 2014 بعد انتهاء الحرب مباشرة، أن الجيش الإسرائيلي تأخر في التعامل مع الأنفاق، في حين أن نصف عدد هذه الأنفاق اخترق الحدود الإسرائيلية. وذهب التقرير إلى اتهام الجيش الإسرائيلي بعدم إعداد خطط عسكرية لمواجهة الأنفاق، وبالتقصير في إعداد وتدريب قواته على مواجهة هذا الخطر، كما أكد أن الجيش الإسرائيلي لم ينجح في تدمير حتى نصف ما كان بحوزة حماس من أنفاق. كما اتهم التقرير نتنياهو ويعلون وغانتس بإخفاء تقارير أمنية عن المجلس الأمني الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابنيت) بشأن الأنفاق، ولم يتضمن التقرير توصيات بالإقالة ولا العقاب، مكتفيا بتوجيه انتقادات إلى قيادات سياسية وعسكرية تولت زمام الأمور في الحرب في يوليو وأغسطس 2014. وبصفة عامة, حمل مراقب الدولة في إسرائيل القيادة السياسية والعسكرية المسئولية المشتركة عن الإخفاق في تحديد خطر الأنفاق بغزة. وبناء على تقرير مراقب الدولة، قررت لجنة مراقبة الدولة في الكنيست الإسرائيلي استجواب نتنياهو في الأسابيع المقبلة بشأن هذا التقرير. وحسب "الجزيرة", يقوم مراقب الدولة في إسرائيل بمهام مراجعة وتقييم أداء الأجهزة الرسمية، لكن ليس من صلاحياته التحقيق أو الإحالة إلى القضاء. وعقب صدور التقرير, دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هيرتسوغ رئيس الوزراء للاستقالة، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق عمير بيرتس إن تقرير مراقب الدولة عرض صورة قاتمة تكشف محاولات لتنصل نتنياهو من مسؤولياته. وبالمقابل، عارض نتنياهو مضامين تقرير شابيرا، وقال إن "حماس تلقت أثناء الحرب ضربات لم تتلق مثلها في تاريخها, وإن الاختبار الحقيقي لنتائج الحرب هو في الهدوء غير المسبوق الذي يسود البلدات الحدودية مع غزة", حسب زعمه. كما وصف وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه يعلون التقرير بالمسيس، في حين قال رئيس الأركان الإسرائيلي غادي إيزنكوت إن جيشه "قد استخلص العبر وبلور خطة لتحسين قدراته القتالية في غزة وتحقيق الانتصار". وفلسطينيا, قالت حركتا حماس والجهاد الإسلامي إن تقرير شابيرا "إقرار بهزيمة إسرائيل أمام المقاومة الفلسطينية" في هذه الحرب التي جرت في صيف العام 2014 . وقالت حركة حماس في تصريح صحفي إن تقرير مراقب الدولة الإسرائيلي يوسف شابيرا "إقرار ضمني بهزيمة إسرائيل أمام المقاومة الفلسطينية"، و"دليل على فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها". وأضافت الحركة التي تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2007 أن "قادة الاحتلال يعيشون حالة من الإرباك، ويضللون شعبهم ويكذبون عليهم، ومن حق المقاومة استخدام سلاح الأنفاق وتطويره للدفاع عن شعبنا الفلسطيني". كما قالت حركة الجهاد في بيان لها :"إن تقرير المراقب إقرار بفشل العدوان والحرب على غزة عام 2014". وحذرت الحركة من "توظيف تداعيات تقرير المراقب والصراع بين الأحزاب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني"، وشددت على أن "المقاومة تتأهب وتستعد لمواجهة أي عدوان". يذكر أن كتائب عز الدين القسام -الذراع العسكرية لحركة حماس- نفذت في تلك الحرب عمليات تسلل عبر الأنفاق قتلت وأسرت خلالها جنودا إسرائيليين. وشنت إسرائيل في 7 يوليو 2014 حربا على غزة أطلقت عليها اسم "الجرف الصامد", واستمرت الحرب نحو شهرين وأسفرت عن استشهاد 2322 فلسطينيا وإصابة نحو 11 ألفا آخرين. وفي المقابل، أفادت بيانات رسمية إسرائيلية بأن 68 عسكريا إسرائيليا قتلوا خلال الحرب، بالإضافة إلى أربعة مدنيين، كما أصيب 2522 شخصا، بينهم 740 عسكريا.