قال علي الأمين، عضو مجلس حكماء المسلمين، إن المجتمع البشري منذ تكوينه يحتاج في استمراره واستقراره إلى التعاون والوحدة بين أفراده. وأضاف أن التعاون بين أفراد المجتمع قد أخذ حيزًا مهمًا في الشريعة الإسلامية، ولأهميّته قد اعتبرته الشريعة مبدأً من مبادئها وواجبًا من الواجبات الضرورية لانتظام أمر المجتمع، كما يشير إليه قول الله تعالى "وتعانوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان". وخلال كلمته في فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل"، خلال جلسة عقدت بعنوان، "العمل معًا لدرء مخاطر التفكك والانقسام"، أوضح الأمين أن "المواطنة ليس شعورًا وإحساسًا فحسب لكننا نحتاج إلى تحويل هذا المفهوم إلى ممارسة وإلى قانون حتى يتحول إلى سلوك يحكم حياتنا". ورأى أن "مجتمع المدينةالمنورة في عهد الرسول "عليه الصلاة والسلام" يعتبر مثالاً واضحًا للاهتمام بعنصر سلامة العلاقات الداخلية بين أفراد المجتمع، وهو ما عبّرت عنه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية "بإصلاح ذات البين" الذي يعني العمل على إزالة أسباب الفرقة والاختلاف التي تهدد وحدة المجتمع بالتفكك والانقسام". وأشار إلى أن "الإصلاح عند وقوع الخلل والفساد الذي يهدد السلامة العامة للمجتمع ينبغي أن يقوم على العدل، وأن المجتمع سيفقد عنصر الاستقرار إذا قامت عملية الإصلاح على المجاملة والأخذ بمنطق الغلبة". من جانبه، قال الدكتور حاتم عوني الشريف، أستاذ الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى، إن "التوظيف الجائر للدين جاء من جماعات خارجة على القانون، وهي جماعات تقوم في العموم على أفكار متطرفة". وشدد على حاجة المجتمع إلى قوى سياسية وإعلامية وخطاب قوي الحجة لنشر الفكر الوسطي وسن قوانين من أجل محاربة تلك الأفكار المنحرفة، وتوعية الشباب بمخاطر المتطرفين الأساليب الخبيثة التي تتخذها تلك الجماعات لجذب الشباب. من ناحيته، قال الأب جورج ديماس، في كلمة ألقاها نيابة عن الدكتور ميشيل نصير، منسق برامج الشرق الأوسط بمجلس الكنائس العالمي بجنيف، إن الحوار ليس وسيلة يؤتى بها عند وقوع الأزمات؛ بل هو وسيلة يؤتى بها لتفادي وقوعها. وأوضح أن الأديان جاءت لخدمة الإنسان ورفع كرامته، والحوار الذي لا يهتم بالإنسان هو حوار عقيم لا يمثل الأديان، مضيفًا أن الله قد خلق الناس قبل أن توجد الهويات التي يساء استخدامها حاليا في نشر الكراهية والتفرقة بين الناس. وأكد ديماس ضرورة السعي نحو شراكة إسلامية مسيحية دون استبعاد أو إقصاء للمجتمع المدني حتى نصل لدولة المواطنة الكاملة التي تحترم فيها كرامة الإنسان، والعمل على بلورة خطاب وطني يخدم التآلف والعيش المشترك بين المواطنين على أساس المساواة في الحقوق والواجبات. ويعقد المؤتمر الدولي "الحرية والمواطنة .. التنوع والتكامل"، الأزهر ومجلس حكماء المسلمين، في الفترة من 28 فبراير إلى 1 مارس 2017م الجاري، وذلك بمشاركة أكثر من 50 دولة.