مطر: العلاقةُ الدِّينيَّةُ بَينَ المُسلمينَ وَالمسيحيِّينَ علاقةُ احترامٍ مُتبادَلٍ بن حمزة: يجب التخلص من مفهوم الأقلية واستبداله بالمواطنة فوزي: الأزهر يدعم الفكر الإسلامي الوسطي في العالم إمام: الأزهر على رأس المؤسسات التي تدعم قضية المواطنة زيادة: لا مفر لنا من استعادة أفكار رجال النهضة لتحقيق المواطنة مرقص: تحقيق المواطنة لن يتأتى إلا بالعمل الجماعي العربي
قال المطران بولس مطر، رئيس أساقفة بيروت، إن العلاقةُ الدِّينيَّةُ بَينَ المُسلمينَ وَالمسيحيِّينَ هِي علاقةُ احترامٍ مُتبادَلٍ لِلعقائدِ، مؤكدًا أن الإِسلامُ مُنذُ زمن الخلفاء الرَّاشدين جَعلَ مِن العَدلِ قِيمةً أَساسيَّةً، فصَارَ الخليفةُ عُمَر بن الخطاب رَمزًا لهذه العدالةِ المُقامةِ بَينَ النَّاسِ دون تفرقة بين المسلمين والمسيحيين. وأضاف - خلال كلمته بالجلسة النقاشية الثانية بمؤتمر "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل"، والتي أدارها الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية - أن "العَيشِ المُشتركِ وَالمُوَاطنةِ الكاملةِ بَينَ المُسلمينَ وَالمسيحيِّينَ في بُلدانِنَا هو ما سنحيا عليه، وهو طريقنا إلى الحياة التي تليق بنا على أرض الرسالات والديانات والأنبياء، مشيرا إلى أن إرساء قيم التعايش والمواطنة عمل حضاري يَجبُ تَشجيعُهُ وَالحفاظُ عليهِ".
من جانبه، قال الدكتور مصطفى بن حمزة، رئيس المجلس العلمي المحلي بوجده: "يجب أن نخرج بمفهوم المواطنة عن مجرد كونه حلاً إلى أن يكون صيغة نهائية تجيب عن جميع التساؤلات التي تؤرق مجتمعنا العربي"، مشيرًا إلى أنه "يجب التخلص من مفهوم الأقلية والأكثرية لصالح مفهوم المواطنة، والخروج من ضيق الطائفية إلى سعة الحقوق والواجبات". وأضاف: "يجب أن تكون هناك أدوارًا أوسع للأديان باعتبارها مصدرًا للقيم الروحية، كما يجب الابتعاد عن التمييز والكراهية والتفرقة وكل ما يدعو إليها بالفعل أو القول". وشهدت الجلسة مداخلات تدور حول المواطنة والعيش المشترك ومحاربة الطائفية. إلى ذلك، وأشاد الدكتور سامح فوزي نائب رئيس قطاع المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية، بدور الأزهر وبيت العائلة المصري الذي يترأسه شيخ الأزهر، في الحفاظ على المجتمع المصري، واحتضان طموحاته وآماله في الحرية، والعيش الكريم واحترام حقوق وواجبات غير المسلمين، مؤكدًا أن الأزهر مؤسسة تدعم الفكر الإسلامي الوسطي ليس فقط في مصر، أو المنطقة العربية، ولكن في العالم بأسره. فوزي في كلمته خلال جلسة المواطنة الثالثة بمؤتمر" الحرية المواطنة.. التنوع والتكامل"، أن نظرة الأزهر في العلاقة مع غير المسلمين عامة أو المسيحيين خاصة تنطلق من تصور ديني يستند إلي شريعة الإسلام التي تؤكد على مبادئ العدل والمساواة والحرية وحفظ كرامة الإنسان، مشيدًا بالمبادرات الحوارية التي ينخرط فيها الأزهر الشريف سواء مع الكنائس الشرقية، والكنيسة الانجليكانية، ومجلس الكنائس العالمي، وغيرها، مما يسهم في بلورة أسس الحوار، والعمل المشترك، وبناء جسور التعاون والتفاهم. من جانبه، قال الدكتور محمد كمال إمام، رئيس قسم الشريعة الإسلامية بجامعة الإسكندرية، إن الوعي بالمواطنة هو جوهر المواطنة سواء عززت هذه المواطنة من قبل المؤسسات والجماعات والأفراد، مؤكداً أن الأزهر الشريف على رأس المؤسسات التي تدعم قضية المواطنة بعدة وسائل منها إصداره عدة وثائق وطنية لرأب الصدع ولم الشمل بين أبناء الوطن، إضافة إلى دوره الدولي في نشر ثقافة السلام والعيش المشترك. وقال الدكتور خالد زيادة، سفير لبنان السابق بمصر، خلال كلمته بجلسة المواطنة الرابعة بمؤتمر "الحرية والمواطنة"، إن الرابطة الوطنية ليست رابطة بديهية ولكنها رابطة تُبنى بالفكر والمعرفة والتعليم، فإذا نظرنا إلى أحوال التعليم في بلداننا العربية والتدهور الذي أصابه لعرفنا أحد أسباب التدهور الذي أصاب رابطة المواطنة. وأكد زيادة أنه "لا مفر لنا من استعادة أفكار رجال النهضة والإصلاح في اللحظة التي نتطلع فيها إلى بناء المواطنة تبعًا لما اكتسبناه من تجارب ومعارف". من جانبه، قال الدكتور سمير مرقص عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان إن "الذي يجمعنا معًا هو الوطن والهدف هو بناء مصر الجديدة والارتقاء بها، مشيراً إلى أن تحقيق المواطنة في صورتها الشاملة لن يتأتى إلا بالعمل الجماعي العربي، وعليه بات من اللازم أن نعمل معا على قاعدة الشراكة الوطنية والمسؤولية التاريخية وأن "نجدد رابطة المواطنة". وأوضح مرقص، أن "المنطقة حل بها أزمات غير مسبوقة في تاريخها أدت إلى إحداث انقسامات عميقة في بناء المجتمعات العربية وانتشار مصطلح الأقليات"، مبينًا أن الخروج من هذه المعضلة بتفعيل تجديد المواطنة وبالاعتراف بالآخر والقبول بالتنوع. يذكر أن مؤتمر"الحرية والمواطنة .. التنوع والتكامل" يعقده الأزهر بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، بحضور عدد كبير من ممثلي الكنائس الشرقية ورجال الدين والمفكرين والكتاب لمناقشة قضايا ثقافة التعايش السلمي المشترك، وإرساء قيم المواطنة بين الجميع.