"ميزو" أو الشيخ محمد عبد الله نصر، هو آخر المتهمين في قضية ازدراء الأديان، حيث برزت هذه التهمة في الأيام الأخيرة بشكل لافت، وخلال فترة وجيزة حكمت المحاكم المصرية علي عدد من الإعلاميين والشخصيات العامة بالحبس بسبب تهمة ازدراء الأديان، أشهرهم الإعلامي إسلام البحيري والكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت. ومن قبل وجهت التهمة للمفكر الإسلامي نصر حامد أبو زيد، والكاتبة نوال السعدواي والمخرجة إيناس الدغيدي والكاتب سيد القمني والمطرب الشعبي حكيم. ويبقي السؤال.. ما هي تلك الجريمة أو التهمة التي تسمى ب"ازدراء الأديان" التي يعاقب من خلالها هذه الشخصيات، ومتى أدرجت في قانون العقوبات، وما عقوبتها وحكمها الشرعي؟ أدرجت المواد الخاصة بالقانون في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ومنها المادة "98" ووضعت عندما استخدمت الجماعة الإسلامية منابر المساجد؛ للإساءة للدين المسيحي، فوضع السادات قانونًا يجرم به استخدام أي دين لسب دين آخر. ونصت المادة "98" على أن "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تتجاوز ال5 سنوات أو بغرامة لا تقل عن 500 جنيه ولا تتجاوز ال1000 جنيه لكل من استغل الدين في الترويج بالقول أو الكتابة أو بأي وسيلة أخرى لأفكار منطوقة بقصد الفتنة أو تحقير أو ازدراء الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الإضرار بالوحدة الوطنية أو السلام الاجتماعي، فيما تنص المادة 161 على أن يعاقب بتلك العقوبات على كل تعد يقع بإحدى الطرق المبينة بالمادة 171 على أحد الأديان التي تؤدي شعائرها علنًا. ويقع تحت أحكام هذه المادة كل من طبع أو نشر كتابًا مقدسًا في نظر أهل دين من الأديان التي تؤدي شعائرها علنًا إذا حرّف عمدًا نص هذا الكتاب تحريفاً يغير من معناه أو قدم تقليداً أو احتفالاً دينياً في مكان عمومي أو مجتمع عمومي بقصد السخرية به". كما نصت المادة " 176" من قانون العقوبات، :"على أن يعاقب بالحبس كل من حرض على التمييز ضد طائفة من طوائف الناس بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة إذا كان من شأن هذا التحريض تكدير السلم العام". ومن جانبه قال الفقيه الدستوري فؤاد عبد النبي، إن ازدراء الأديان هو عبارة عن الاعتداء علي قدسية الاعتقاد الديني لكل شخص، منها الدين الإسلامي، مثل الإساءة للرسول أو مهاجمة العقيدة، وأي تحقير للأديان السماوية ومهاجمة السنة والإساءة للصحابة والسخرية من الأحاديث النبوية، يعد إساءة للدين ويسمي ازدراء للأديان. ولفت "عبد النبي"، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، إلى أن القانون يعرف جريمة ازدراء الأديان بأنه احتقار للدين؛ لأنه يعتبرها أمور مثيرة للفتن. وأشار إلى أن القانون الدولي وكافة المواثيق الخاصة بحقوق الإنسان تجرم تلك الجريمة وتعاقب عليها أشد العقاب، وهنا في مصر يعاقب عليها المتهم من سنتين لخمس سنوات. وكانت قد قضت محكمة جنح شبرا الخيمة، والمنعقدة بمجمع محاكم شبرا الخيمة، مساء أول أمس، الأحد، بالقضية رقم 1277 ازدراء أديان، بمعاقبة محمد عبد الله عبد العظيم الشهير بالشيخ "ميزو"، بالسجن 5 سنوات مع الشغل والنفاذ، لاتهامه بازدراء الأديان.