أوضح تقرير بريطاني، أن القائد العسكري لحركة حماس وخليفة إسماعيل هنية "يحيى السنوار"، يواجه بعد أيام من انتخابه مأزقًا صعبًا، فهو أمام خيارين في تحالفاته إما مصر أو إيران، ملخصةً الصراع بين الغذاء أو السلاح. وأضاف التقرير الذي نشره موقع "المونيتور"، أن الأمر لن يكون بالهين، مشيرًا إلى أن "السنوار" في الأيام التي تلت انتخابه أخبر "هنية" وعددًا من النشطاء والمسئولين بحركة حماس الذي جاءوا لتهنئته بمنصبه أنه يرى مصر صديقًا يجب أن تلتزم معها حماس بعلاقات أكثر تعاونًا وقربًا.
وأوضح التقرير، أن الأيام المقبلة ستظهر أكثر إذا ما كان "السنوار" يعني حقًا ما قاله، وما إذا كان سيقبل شروط مصر للمصالحة، مضيفًا أن الأخير بكل تأكيد يعلم أن نجاحه في وظيفته يتوقف على قدرته على تسهيل الضغط الاقتصادي على سكان غزة، ولو حتى جزئيًا.
في المقابل، اجتمعت كل الفصائل الفلسطينية خلال يوم تنصيب "السنوار" والذي وافق المؤتمر الولي للإنتفاضة الفلسطينية في طهران ما عدا حركة فتح، مشيرًا إلى أن القائد الأعلى لجمهورية إيران على الخامئني الذي شارك في الاجتماع أيضًا أكد على تقوية المقاومة الفلسطينية المسلحة تجاه إسرائيل تمثل أهمية عظمى بالنسبة لهم.
وتابع "الخامئني": دعم حركات المقاومة هو أمر حيوي، سواء كان عمًا بالمعدات، الأموال، الأسلحة، أو حتى التدريب، ليشير التقرير إلى أن تصريحات الأخير قد تمثل تحولًا في سياسات إيران تجاه الحركة، فخلال السنوات الأخيرة قطعت إيران دعمها عن حماس لما عُرف عن الأخيرة من دعم المعارضة في سوريا، متابعًا أن إيران قد تعود لدعمها للحركة من جديد ما دامت حماس تواصل محاربتها للإحتلال الإسرائيلي.
ونقل التقرير عن مصادر بالحركة، وجود نقاش محتدم بين قاة "حماس" ومن بينهم "مشعل" إذا ما كان يجب للحركة الاعتماد على دعم طهران والسعي لتحسين علاقتها بها مهما تطلب الأمر، أو اللجوء إلى لطلب المساعدة من المملكة العربية السعودية وقطر وبالتالي وبشكل غير مباشر تحصل على دعم مصر سياسيًا وإن تطلب الأمر تقديم تنازلات هي مستعدة لها، مشيرًا إلى أن الخيار بكل وضوح هو إما طهران أو القاهرة، إما تزويد جناحها العسكري بالسلاح لمقاومة إسرائيل، أو الحصول على المواد الغذائية وأساسيات الحياة لأهل غزة.
واعتبر التقرير، أن "السنوار" في أيامه الأولى يجد نفسه في مأزق مصيري بين المطرقة والسندان، فإما تلبية احتياجات الفلسطنيني اليائسين بحثًاعن أبسط ضروريات الحياة، وإما الخضوع للضغط الواضح من جانب الجناح العسكري للتسلح من إيران. يذكر أن "السنوار" أفرج عنه خلال صفقة "وفاء الأحرار" مقابل الإسرائيلي جلعاد شاليط، عام 2011 بعد بقائه في السجون الإسرائيلية لمدة 22 عامًا، مشيرًا إلى أن الشخص الذي بقى في السجون الإسرائيلية كل تلك الفترة يعلم جيدًا انه لن يجد الخلاص لدى الجانب الإسرائيلي، متابعةً أن انتخاب "السنوار" جاء بدعم واضح من الجانب العسكري للحركة كونهم يؤمنون بانه واحد منهم، وبالتالي فإن أبعاد الخيار تصبح واضحًا فالاتجاه إلى مصر يعني بقاءه في منصبه لسنوات طويلة، واللجوء إلى إيران على الرغم من أنه يقوي الجانب العسكري ل"حماس" إلا أنه إذا ما جنح للعنف تجاه إسرائيل قد يؤدي إلى فقدان السيطرة على غزة.