شهدت العلاقة بين مؤسسة الأزهر والفاتيكان، على مدار السنوات العشرين الماضية، حالة من عدم الاتزان، بين التجاذب والتنافر على المستوى الرسمي، إثر مواقف عدة على الصعيد الإقليمي. وكما يعد الأزهر الشريف أكبر مؤسسة إسلامية في العالم، تعد الفاتيكان مركزًا للقيادة الروحية للكنيسة الكاثوليكية في العالم والتي يربو عدد أتباعها على المليار نسمة. وترصد "المصريون" في التقرير التالي، المحطات التاريخية في العلاقة بينهما خلال العشرين عامًا الماضية. اللجنة المشتركة للحوار تأسست اللجنة المشتركة للحوار بين الأزهر والفاتيكان عام 1998، غير أن عملها توقف لعدة سنوات على خلفية تجميد الحوار بين الطرفين، قبل أن تستأنف هذا العمل عقب زيارة شيخ الأزهر أحمد الطيب، العام الماضي للفاتيكان. وانبثقت اللجنة من لجنة الاتحاد الدولي لحوار الثقافات والأديان وتعليم السلام وسميت ب"اللجنة الدائمة للأزهر الشريف للحوار بين الأديان السماوية"، وشارك في تأسيسها علي السمان، المدير السابق لجامعة الدول العربية في باريس آنذاك مع الأزهر والبابا يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان السابق. اعتذار عن الحروب الصليبية في أكتوبر 2000، طالبت لجنة حوار الأديان بالأزهر، بابا الفاتيكان، بإصدار إدانة واضحة للمذابح التي تشهدها مدينة القدس الفلسطينية آنذاك على يد الجيش الإسرائيلي، وكانت هذه أول وثيقة رسمية تصدر عن الأزهر للفاتيكان، إضافة إلى مطالبة اللجنة بتقديم اعتذار عن الحروب الصليبية، بينما رفض الفاتيكان المطالب مجملة. مزاعم البابا وفي سبتمبر 2006 قرر شيخ الأزهر الراحل سيد طنطاوي تجميد العلاقات بين الأزهر والفاتيكان إثر اقتباس البابا بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان الأسبق في جامعة ألمانية لمقولة لأحد الفلاسفة يربط فيه بين الإسلام والعنف، مما أثار استياء الأزهر، في ذلك الوقت، إلا أن طنطاوي ألغى قراره في فبراير 2008. كنيسة القديسين وفي مطلع 2011، قرر مجمع البحوث الإسلامية برئاسة شيخ الأزهر أحمد الطيب تجميد الحوار مع الفاتيكان، إلى "أجل غير مسمى"، عقب حادث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية؛ بسبب اعتبار البابا أن التفجير اضطهاد للمسيحيين في الشرق الأوسط, فيما اعتبره الأزهر والحكومة المصرية تدخلاً غير مقبول في شئونها الداخلية. زيارة السيسي عقب توليه الحكم في يونيو 2014، زار الرئيس عبدالفتاح السيسي، الفاتيكان، في نوفمبر من ذات العام، والتقى البابا فرانسيس الأول, وكانت هذه الزيارة هي الأولى من نوعها, وعادت العلاقات مرة أخرى وأطلق الأزهر آنذاك مبادرة مع الكرسي البابوي تجمع جميع الطوائف لمكافحة العبودية والاتجار بالبشر. الطيب يلتقي البابا وفي مايو 2016 استقبل بابا الفاتيكان فرانسيس الأول في إيطاليا لأول مرة شيخ الأزهر أحمد الطيب بعد قطيعة دامت خمس سنوات, ووجه الطيب آنذاك الدعوة إلى البابا لزيارة الأزهر وتشكيل لجان مشتركة لتفعيل دور مركز حوار الأديان. وخلال تلك الزيارة أثارت صورة للطيب وهو جالس أمام بابا الفاتيكان بصورة اعتبرها البعض غير لائقة بمقامه، جدلاً واسعًا في مصر؛ حيث سارع مثقفون ونشطاء إلى نشر الصورة والتعليق عليها، وانتقادها. الإسلام أقرب الديانات للمسيحية وأول أمس الأربعاء، قال الكاردينال جون لويس توران، رئيس المجلس البابوي لحوار الأديان بالفاتيكان، إن "الإسلام هو الدين الأقرب إلى المسيحية". جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة المشتركة للحوار، بين مركز الحوار في الأزهر ووفد المجلس البابوي للحوار بين الأديان (حاضرة الفاتيكان)، الذي يزور مصر حاليًا.