أشاد الدكتور عمرو عبد العاطي، الأستاذ بجامعة الأزهر، أول أزهري ومسلم يحصل على دبلومة في العلوم المسيحية من الفاتيكان، بزيارة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر للفاتيكان ولقائه البابا فرنسيس، بعد انقطاع العلاقات وتجميد الحوار لعدة سنوات. وقال «عبد العاطي» ل«صدى البلد»، إن زيارة شيخ الأزهر للفاتيكان تعد خطوة إيجابية لتعزير السلام والتعايش السلمي بين الأديان، وللتأكيد على أن الأديان بريئة من الإرهاب وتدين العنف والتطرف وليست مصدرا للحرب بل رسالتها السلام. وأشار إلى أن موافقة الأزهر على عودة العلاقات تدل على أن الإسلام دين يقبل الآخر ويتعايش في أي مكان، مشددًا على أن الإسلام ليس عنصريًا كما هو شائع في المجتمعات الغربية، حيث إن النبي -صلى الله عليه وسلم- تعايش مع اليهود والنصارى. وكان البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، استقبل صباح اليوم الاثنين، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بالمقر البابوي بالفاتيكان، فى لقاء تاريخي، بعد انقطاع 5 سنوات. وعقد لقاء بين شيخ الأزهر والبابا فرنسيس بالمقر البابوي، حيث ركز على تنسيق الجهود بين الأزهر الشريف والفاتيكان من أجل ترسيخ قيم السلام ونشر ثقافة الحوار والتسامح والتعايش بين مختلف الشعوب والدول، وحماية الإنسان من العنف والتطرف والفقر والمرض. جدير بالذكر أن الدكتور عمرو عبد العاطي يعتبر بادرة أمل في عودة العلاقات بين الأزهر والفاتيكان، حيث أرسله الأزهر استجابة لطلب رسمي من الفاتيكان في شعبان عام 2015، للحصول على دبلومة في العلوم المسيحية. وأكد عبد العاطي عقب حصوله على الدبلومة من الفاتيكان، أن الدورة كانت خطوة في توطيد العلاقات، منوهًا بأنه لمس أن الفاتيكان جاد في عودة العلاقة بما وجده من حفاوة وترحاب، منوهًا بأنهم يعرفون قيمة الأزهر جيدًا. * سبب اضطراب العلاقات: شهدت العلاقة بين «الأزهر والفاتيكان» اضطرابا، منذ عام 2006 - بعد تولي البابا بنديكت السادس عشر، بابا الفاتيكان السابق منصبه، حيث شهدت العلاقة من بدايتها تعقيداً بينه وبين العالم الإسلامي، عندما استشهد في أحد خطاباته بقول لأحد الفلاسفة الذي ربط بين الإسلام والعنف، في محاضرة كان يلقيها البابا بنديكت السادس عشر لطلبة كلية دينية؛ مما أثار استياء الأزهر. ورغم محاولات الفاتيكان العديدة توضيح أن هذا الأمر لم يكنْ خطأ مقصودًا، ولكنه سوء اقتباس، وأن البابا لم يقصد الإساءة إلى نبي الإسلام محمد -صلى الله عليه وسلم-، وتقديمه اعتذارا رسميا، إلا أن الأزهر لا يزال يرى أن ما حدث يُمثل إهانة وجرحًا لمشاعر المسلمين. وشهدت الأعوام من 2006 إلى 2010 توتراً في العلاقات بين الأزهر والفاتيكان جراء هذه التصريحات، حتى انقطعت العلاقات تماما في 2011 بعد تصريحات البابا بنديكت حول حادثة كنيسة القديسين بالإسكندرية، والتي طالب فيها بحماية المسيحيين بمصر؛ ما اعتبره وقتها شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، تدخلاً في الشئون المصرية. وأشار الأب رفيق جريش، رئيس المكتب الصحفي للكنيسة الكاثوليكية، في تصريحات صحفية له، بعد تصريحات البابا بنديكت عن "حادث القديسين" مباشرة، أن "انهيار العلاقة بين الكنيسة والأزهر راجع إلى قناة الجزيرة القطرية التي ترجمت خطأ حديث بابا الفاتيكان عام 2011، ونسبت له مطالبات بتدخل الغرب لحماية المسيحيين الموجودين بالدول العربية الإسلامية المختلفة، خاصة مصر، وذلك بعد حادث كنيسة القديسين؛ مما أثار استياء الأزهر، واعتبره تدخلا في شئون مصر. وأوضح الأب رفيق جريش، أن هذا ما لم يحدث، حيث إن البابا نادى وقتها بضرورة قيام الحكومة بدورها في حماية مواطنيها، ولم تكن هناك حالة خصام كما يروج البعض، بل إن العلاقات كانت مستمرة، وما حدث كان تجميدا لمهام لجنة الحوار المشترك بين البلدين. أخيرًا.. اتفق الأزهر الشريف والفاتيكان، في ال16 من فبراير الماضي، على أهمية عقد لقاء مشترك بينهما للترتيب لعودة الحوار بين الجانبين والذي توقف منذ سنوات بسبب بعض التصريحات للبابا السابق والتي أسهمت في توتر العلاقة بين الطرفين.