حذرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية, من استجابة إدارة دونالد ترامب لمحاولات موسكو, إبقاء نظام بشار الأسد في حكم سوريا, وقالت إن هذا يعني استمرار الحرب في سوريا, وانتشار التطرف, الذي سيهدد مصالح أمريكا بالأساس, حسب تعبيرها. وأضافت المجلة في مقال لها في 22 فبراير, أن مخططات روسيا لن تؤدي إلى استقرار الشرق الأوسط، لأن حكم نظام الأسد القاسي والوحشي أدى إلى نفور السوريين منه, وهو لن يكون قادرا على لمِّ شمل سوريا مرة أخرى, حسب تعبيرها. وتابعت " في ظل غياب سوريا القابلة للحياة, والتي توفر لمواطنيها بعض الأمل في المستقبل، فإن أي تنسيق بين موسكو وواشنطن لمحاربة تنظيمي الدولة والقاعدة, لن يأتي بالنتائج المرجوة". واستطردت المجلة " ينبغي على إدارة ترامب أن تسعى لإيجاد حل للنزاع في سوريا يحمي كل الأطراف، وأن يتم إقناع روسيا بأن الحرب في سوريا لا يمكن الفوز بها, وأن الأسد غير قادر على تحقيق الاستقرار في هذه الدولة المنكوبة". وكان مدير "مركز أبحاث ما بعد عصر الصناعة" بموسكو فلاديسلاف إنوزمتسيف, قال في وقت سابق إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد عودة بلاده لعظمتها، بينما يريد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تأمين مصالح بلاده بوقف حلف الناتو في حدوده الراهنة، وأن تبقى أوكرانيا ودول ما بعد الاتحاد السوفيتي الأخرى في إطار نفوذ روسيا. وأضاف إنوزمتسيف في مقال له بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية في 4 فبراير, أن بوتين يريد أيضا رفع العقوبات الغربية، والاعتراف بشبه جزيرة القرم أرضا روسية، وأن يبقى الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، معتبرا أن أيا مما يريده بوتين لن يمثل مشكلة لأمريكا. وتحدث الباحث الروسي عن ملامح الصفقة المحتملة بين بوتين وترامب, قائلا:" إن الرئيس الأمريكي سيعرض على نظيره الروسي إطلاق يده في أوكرانياوسوريا, مقابل تخليه عن تحالفه مع الصين". وتابع " البعض يعتقد أن أمريكا ستساوم روسيا على سوريا, لكن الحقيقة أن سوريا ليست مغرية للرئيس الأمريكي, الذي يرى أنها لن تستقر قريبا, وسيستمر تدفق اللاجئين منها". وخلص إنوزمتسيف إلى القول :" إن الصين هي الهاجس الأكبر لترامب, بينما أوكرانياوسوريا هما الهاجس الأكبر لبوتين، ولذا فإن أجندة كل منهما لا تتعارض مع بعضها البعض".