تحل اليوم الذكرى السادسة علي رحيل الفريق "سعد الدين الشاذلي"، الذي رحل عن دنيانا يوم 10 فبراير 2011، قبل تنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بيوم. الفريق "الشاذلي" اسمه الكامل، سعد الدين محمد الحسيني الشاذلي، وولد في أبريل عام 1922 بقرية شبراتنا التابعة لمركز بسيون بمحافظة الغربية، وكان والده الحاج الحسيني الشاذلي من أعيان الغربية ويتملك 70 فدانًا. وعندما وصل عمره ست سنوات أدخله والده مدرسة بسيون الابتدائية التي تبعد عن قريته حوإلي 6 كيلومترات. وبعد أن أكمل الشاذلي الابتدائية، انتقل والده للعيش في القاهرة وكان عمره حينها 11 عامًا، فأكمل تعليمه الإعدادي والثانوي في القاهرة. وكان الشاذلي محبًا للجيش والقوات المسلحة منذ الصغر، وكلما كبر سنه ازداد حبه للقوات المسلحة يومًا تلو الآخر حتى التحق بالكلية الحربية في فبراير 1939. وكان أصغر طالب في دفعته وتخرج منها برتبة ملازم سلاح المشاة، ثم تم انتدابه إلى الحرس الملكي. ومرت الأيام وشارك في الحرب العالمية الثانية وفي حرب فلسطين 1948. وعقب أن انتهي الشاذلي من الحرب، قام بتأسيس أول فرقة مظلات. وفي عام 1960، أرسله الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إلى الكونغو كأول قائد عربي يشارك مع قوات حفظ السلام لمنع بلجيكا من استعمار الكونجو مرة أخرى. وعقب انتهائه من تلك المهمة شارك في حرب اليمن قائدًا للواء أول مشاة، ثم قائدًا للقوات الخاصة، وذلك بعد دمج المظلات والصاعقة لتصبح اسمها "القوات الخاصة المصرية". وشغل "الشاذلي" عدة مناصب مهمة، منها منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 مايو 1971 وحتى 13 ديسمبر 1973، وأمين عام مساعد جامعة الدول العربية للشئون العسكرية، وسفير سابق لدى إنجلترا والبرتغال، ومحلل عسكري. هو أيضاً صاحب خطة المآذن العالية، أو "عملية بدر" لعبور القناة، وكان المخطط لتنفيذها في 1971. ولم يكن "الشاذلي" متميزًا فقط في الحياة العسكرية بل في الكتابة التي أبدع فيها، وكانت له عدة مؤلفات منها "حرب أكتوبر"، و"الباقي في الجزائر"، و"الخيار العسكري العربي"، و"الحرب الصليبية الثامنة"، و"أربع سنوات في السلك الدبلوماسي".