تصريح الدكتور أحمد فهمى (الإخوانى) رئيس مجلس الشورى عقب فوزه برئاسة المجلس بتغيير 48 قيادة صحفية بالمؤسسات الصحفية القومية خلال أيام, أكد رغبة الإخوان فى السيطرة على المؤسسات الصحفية القومية, وأنهم لن يقبلوا بعمل تلك المؤسسات بمعزل عن حزبهم. التصريح الصادر عن رئيس مجلس الشورى, جاء من غرفة برلمانية، بقاؤها محل رفض شعبى كبير بدليل عزوف ملايين الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم فى انتخابات الشورى مقارنة بتدافعهم فى انتخابات مجلس الشعب, ثم إن مختلف القوى السياسية تدعم فكرة إلغاء مجلس الشورى فى الدستور الجديد. فى النظام السياسى القديم الذى أسقطته ثورة يناير جرى إلحاق ما يسمى بالمجلس الأعلى للصحافة بمجلس الشورى, فكان رئيس الشورى يعين الصحفيين المرضى عنهم (من مؤسسات الرئاسة أو الحزب الوطنى أو المدعومين أمنيًا) لرئاسة تحرير الصحف القومية, وكان هؤلاء خدامًا لنظام حكم مبارك, فحولوا صحفهم إلى نشرات تغنت بمبارك وحكمه, فهل يقبل المصريون الذين أشعلوا تلك الثورة العظيمة التلاعب بالصحافة القومية مثلما جرى فى النظام السابق, فبالأمس كانت ناطقة بلسان الحزب الوطنى واليوم يريد الإخوان أن تكون ناطقة باسمهم وغدًا الوفد وبعده التجمع اليسارى, ويأتى كل حزب ليختار مؤيديه وتابعيه. المفترض أن يتوقف مجلس الشورى ورئيسه عن إطلاق تصريحات وقرارات فى مسائل حيوية بينما لا نعرف بقاء مجلس الشورى من عدمه فى الدستور الجديد, فكيف لمجلس يعيش فترة انتقالية أن يتخذ قرارات حاسمة فى قضايا رئيسية, ونعرف أن حزب الحرية والعدالة يرفض أن تطلق حكومة الجنزورى (الانتقالية) مشروعات قومية كبرى, فالأجدر أن يفعل الحزب هذا التوجه فى ملف الصحافة القومية بألا يتخذ مجلس الشورى قرارات جوهرية وهو مجلس انتقالى معلق وضعه حتى الآن. السيطرة على وسائل الإعلام خاصة الصحافة والتليفزيون فى مجتمع يعانى 40% من سكانه من الأمية و60% منه يقع تحت خط الفقر ولا يزال خارجًا لتوه من ثورة شعبية, مسألة حيوية لجماعة يمينية محافظة كالإخوان المسلمين الذين يهدفون إلى بسط سيطرتهم على كامل مؤسسات الدولة المصرية, فبعد سيطرتهم على البرلمان وفى الطريق الحكومة وتأسيسية الدستور والمنافسة على رئاسة الجمهورية, كان لابد من الإعلام الذى لا يكنون له أو للعاملين فيه شعورًا بالراحة, بل يرى مرشدهم أن الصحفيين هم سحرة فرعون (دون أن يقول لنا من هو فرعون ومن هو موسى الآن) هكذا تنظر الجماعة للصحافة والصحفيين. دعك من الاعتذارات التى أخرجها بعض قادة الجماعة لتلطيف الأجواء مع الصحفيين, هناك حالة ضيق عامة بين الإخوان تجاه الصحفيين يصاحبها استعلاء وتكبر فى عدم التواصل مع الكتاب والصحفيين, ورغم جبروت نظام مبارك ورجاله إلا أنهم كانوا على حالة تواصل مع الجميع بما فيهم كتاب المعارضة, بقيت عندى ملاحظات أود تسجيلها للحزب الحاكم الحالى أو القادم أيًا كان اسمه: 1- دفاع الجماعة الصحفية عن حرية الإعلام وفى القلب منها الصحافة, ليس دفاعًا عن مصلحة خاصة بل عن حق المجتمع فى المعرفة, فالصحافة هى كشافة الضوء ولا يغلق هذا الضوء إلا ديكتاتور يريد تغييب عقل المجتمع. 2- لن ينفرد أى حزب حاكم بوضع تصوراته وتخيلاته السماوية بعيدًا عن الالتقاء بالجماعة الصحفية للحوار والنقاش للخروج بتصورات ملزمة للحزب الحاكم فقد انتهى زمن دعهم يقولون وسنفعل ما نريد. 3- فى عز جبروت مبارك ونظامه القمعى والذى كان يمتلك كل أجهزة الدولة نجح الصحفيون على اختلاف انتماءاتهم بإسقاط القانون 93لسنة 95 وأجبروا مبارك على الالتقاء بمجلس النقابة والنقيب وألغى القرار. 4- لن يتنازل الصحفيون أو الشعب المصرى الذى ذاق الحرية بكل أنواعها عن حرية الصحافة والإعلام, والصحفيون الذين ضحوا بأرواحهم فى ثورة يناير قادرون على التضحية فى سبيل حرية الصحافة لأنها حرية المجتمع. [email protected]