وسّعت، اليوم الخميس، الاحتجاجات المندّدة بعنف الشرطة الفرنسية، لتشمل كامل أرجاء فرنسا. وتهتز الضاحية الباريسية، منذ السبت الماضي، على وقع احتجاجات اندلعت على خلفية إعتداء 4 من عناصر الشرطة على شاب يدعى "ثيو" في ال 22 من عمره، أثناء التثبّت من هويته بضاحية "أولناي سو بوا". وتعرّض "ثيو"، وهو لاعب كرة قدم في ال 22 من عمره، الخميس الماضي، لاعتداء جسدي، خلال ما وصفته الشرطة الفرنسية ب "الحملة للتدقيق في الهوية"، ما استوجب نقله إلى المستشفى لإصابته ب "جرح طولي في القناة الشرجية" و"تمزّق في العضلة العاصرة". وأوقفت السلطات الفرنسية عناصر الشرطة ال 4 عن العمل، واتهمت أحدهم ب "الإعتداء الجنسي"، والثلاثة الآخرين ب "العنف المتعمّد". وأفاد مراسل الأناضول أن الإحتجاجات توسّعت لتشمل، انطلاقا من الليلة الماضية، مختلف المدن والمناطق الفرنسية. وأشار إلى أن المئات من المحتجّين تجمّعوا في العاصمة باريس، وفي مدن بوردو (جنوب غرب) ونانت (غرب) ورين (غرب)، بناء على دعوة أطلقتها جمعية "التحرّك المناهض للفاشية في باريس وضواحيها"، للتعبير عن تنديدهم باعتداء الشرطة على "ثيو". ووفق وسائل إعلام فرنسية، فقد ألقي القبض على العديد من المحتجين (لم تحدد عددهم)، في مدينة نانت، إثر مواجهات مع قوات الأمن. ومطلع الأسبوع الجاري، أوقفت الشرطة الفرنسية نحو 20 شخصا في ضاحية "أولناي سو بوا"، على خلفية الحوادث المندلعة على هامش الإحتجاجات المنددة بعنف الشرطة. وتعقيبا عن الإعتداء، استنكر برونو بيسكيزا، عمدة "أولناي سو بوا" (عن حزب الجمهوريين/ يمين)، تغيير تسمية ما جرى من "اغتصاب" إلى "عنف". وكتب على صفحته عبر موقع "فيسبوك" يقول إن "الشرطة موجودة لحماية مواطنينا (...) ونحن سكان الضاحية لا يسعنا فهم هذا التغيير في التوصيف، ونرى فيه مساسا بالحقيقة (...)". وأضاف أن "الغالبية العظمى من شباب الضاحية يعتبرون قدوة، وهذا الشاب واحد منهم".