البرادعي عميل لأمريكا.. وصباحي وأبوالفتوح ذراعا حزب الله في المنطقة باسم يوسف شاذ جنسيًّا وعلاء عبدالفتاح مُلحد بدأت ثورة 25 يناير 2011 من ميدان التحرير، تطالب بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وقاد عدد من السياسيين وبعض الشباب هتافات الميدان، بالإضافة إلى قيادة الشارع في ذلك الوقت للتعبير عن ثورته، وبعد نجاح الثورة والإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك في 11 فبراير من نفس العام، بدأت حركات تشويه ممنهجة لرموز الميدان، وزادت هذه الاتهامات عقب وصول الإخوان المسلمين للحكم في 2012، وزادت أكثر عقب تظاهرات يونيو 2013، والتي أطاحت بجماعة الإخوان المسلمين، فلم يسلم بعدها أي تيار معارض من التشويه والاتهامات. ويعتبر الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق هو مَن أكثر الشخصيات التي تم تشويهها سواء من قبل الإسلاميين أو أنصار النظام الحالي فتم اتهامه بأنه مدعوم من أمريكا وأنه هو المتسبب في غزو العراق وغيرها من الاتهامات التي نالت من تاريخه. ولم يسلم عدد من نشطاء الثورة من التشويه وكان أهمهم علاء عبدالفتاح الذي اتهم بأنه ملحد، كما تم تشويه الإعلامي باسم يوسف بأنه شاذ جنسيًا. لم يتوقف فقط التشويه لدى أنصار التيار المدني، فقد طال أيضًا التيار الإسلامي وبالأخص جماعة الإخوان المسلمين التي نالها القسط الأكبر من التشويه بأنها يد إيران في المنطقة وأنها تدعم إسرائيل وغيرها من هذه الاتهامات. وقد قال محللون إن رجال أعمال النظام الأسبق هم مَن يديرون المشهد الحالي من خلال استغلالهم الإعلام وتشويه رموز ثورة يناير لدى الشارع العادي للانتقام منهم بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك. وفي إطار ذلك، كله ترصد "المصريون" أبرز الأسماء التي تم تشويهها عن عمد منذ اندلاع ثورة يناير والآثار المترتبة على ذلك. البرادعي.. عميل أمريكا يعتبر الدكتور محمد البرادعي، من أكثر الشخصيات التي تعرضت للهجوم منذ بدء ثورة يناير مرورًا بالفترة الانتقالية الأولى وبعدها حكم جماعة الإخوان المسلمين، ثم الفترة الانتقالية الثانية نهاية بحكم الرئيس عبدالفتاح السيسي. عدة اتهامات نالت من شخص الدكتور محمد البرادعي آخرها اتهامه بالعمالة لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية وأنه يد أمريكا في مصر وهو مَن قام بالتحريض على نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك بإيعاز من الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقد قام أحمد موسى بإذاعة تسجيلات لمحمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية الأسبق، في عهد الرئيس المؤقت عدلي منصور، وشن موسى حملة هجوم موسعة على شخص "البرادعي"، دون وجود أدلة أو إثباتات تؤكد هذه الاتهامات، ولم تكن هذه الاتهامات هي الأولى فقط فقد اتهم مسبقًا أنه وراء الهجوم الأمريكي على العراق وأنه يريد مصر دولة علمانية كافرة بعيدة عن الشرع. صباحي وأبوالفتوح.. ذراعا حزب الله ومن الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية الأسبق إلى كل من المرشحين السابقين لرئاسة الجمهورية حمدين صباحي وعبدالمنعم أبوالفتوح؛ حيث تم اتهامهما بأنهما ذراعا حزب الله في مصر واتهامهما بالعمالة لصالح إيران، وكان بلاغ للنائب العام، قد طالب بوضع حمدين صباحى وعبدالمنعم أبوالفتوح على قوائم الترقب والوصول بالمطارات والموانئ المصرية والقبض عليهما خلال عودتهما من لبنان. وذكر البلاغ أن حزب الله اللبناني عقد مؤتمرًا تحت عنوان "دعم المقاومة ورفض تصنيفها بالإرهاب"، دعا إليه شخصيات من ضمنها حمدين صباحى وعبدالمنعم أبوالفتوح. ورغم صدور حكم قضائي يدين الحزب بارتكاب جرائم إرهابية ضد الأمن القومي المصري، إلا أنهما شاركا في المؤتمر مما يعد إضرارًا بالأمن القومي، وفقًا لمقدم البلاغ. وقد أمر النائب العام، المستشار نبيل صادق، بفتح التحقيق في البلاغ وكلف نيابة أمن الدولة بالتحقيق فيه، بعد إحالته إلى المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة. علاء عبدالفتاح.. مُلحد من ضمن الرموز التي شاركت وكان لها دور بارز في ثورة يناير هو علاء عبدالفتاح، الذي لم يسلم من التشهير به؛ فقد اتهمه المستشار مرتضى منصور بأنه ملحد، وذلك خلال حديث للأخير مع الإعلامي توفيق عكاشة مع بدايات عام 2012؛ حيث كتب ذلك على صفحته الشخصية على "الفيس بوك" قائلاً له: "اتق الله"، وقد اتهمه البعض بأنه يدعم الشذوذ الجنسي عقب رفضه لدستور 2013. وقال على صفحته الشخصية ب"فيس بوك": "الدستور اللي مبيحميش حرية العري والشذوذ والإلحاد مبيحميش أي حريات خاصة.. والدستور اللي مبيحميش حرية التنظيم السري وحرية السعي لقلب نظام الحكم وحرية التبشير بالعري والشذوذ والإلحاد مبيحميش أي حريات عامة". وتابع عبدالفتاح: "الدستور اللي مبيحميش الحقوق الأساسية للإرهابيين والبلطجية والخونة والعملاء وشمامي الكلة مبيحميش أي حقوق لأي إنسان". وأوضح: "لابد أن تكون الحريات والحقوق في الدستور الجديد مطلقة، أما إذا جاء غير ذلك فسوف يكون مضيعة للوقت". باسم يوسف.. أراجوز وشاذ جنسيًّا تم اتهام الإعلامي باسم يوسف بأنه شاذ جنسيًّا، وطالب المستشار مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، بعرضه على الطب الشرعي لإثبات أنه يعانى من الشذوذ الجنسي. وقد شنت إحدى الصحف الخاصة حملة شرسة على باسم يوسف ووصفته بإحدى أرامل هيلاري كلينتون كما كتبت: "أرملة هيلارى.. باسم يوسف يجمع بين المسلمين والشواذ جنسيًا لدعم كلينتون". وقد وصفته جماعة الإخوان المسلمين بالأراجوز عندما كان ينتقد ويسخر من رئيس الجمهورية الأسبق محمد مرسي في برنامجه "البرنامج"، كما وصفه الإعلامي أحمد موسى بنفس الوصف عندما انتقد يوسف الرئيس السيسي بعد قضية "تيران وصنافير" قائلاً: "الخرفان – فى إشارة للإخوان- كمان بيدافعوا؟! ولا حمدين صباحي، حتى الواد الأراجوز عامل نفسه بيدافع- فى إشارة لباسم يوسف-، افتكروا دلوقتي تراب مصر؟!". الإخوان والإرهاب من أكثر الجماعات التي تم تشويهها عقب ثورة 25 يناير كانت جماعة الإخوان المسلمين؛ حيث تم اتهامها بأنها جزء من المخابرات الأمريكية، بالإضافة إلى أنها حليفة قوية للكيان الصهيوني وأنها أداة من أدوات إيران في المنطقة. ومن ضمن الاتهامات التي طالتها أنها تسعى نحو شرق أوسط جديد تحاول فيه تقسيم الدول العربية الكبيرة إلى دويلات صغيرة وأنها تعمل على إعادة مشروع الخلافة الإسلامية، بالإضافة إلى أنها لا تريد عمل المرأة وغيرها من الاتهامات، كما تم اتهامها بأنها تدعم الإرهاب في العالم كله. حملات ممنهجة من جانبهم، رأى المحللون أن هناك حملات كبيرة ضد ثورة يناير ورموزها، وذلك انتقاما منهم على الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك، موضحين أن النظام الحالي يستغل كل إمكانياته وأجهزته المختلفة في إطار تنفيذ هذه الحملات وأن رجال الأعمال يشترون قنوات فضائية وصحفًا من أجل تشويه الثورة والثوار. "الاشتراكيين الثوريين" في البداية، يقول هشام فؤاد، القيادي في حركة الاشتراكيين الثوريين"، إن حملات الاغتيال المعنوي لرموز الثورة لم تكن وليدة هذه المرحلة، موضحًا أنها بدأت منذ تنحي مبارك عن السلطة في 2011، لكن زادت حدتها عقب ظهور الرئيس عبدالفتاح السيسي في المشهد السياسي المصري. وأضاف فؤاد في تصريحات ل"المصريون"، أن النظام يستغل كل إمكانياته وأجهزته المختلفة في إطار تنفيذ هذه الحملات، موضحًا أنه لا توجد جهة بعينها تتولى هذا الأمر، ولكن جميع الأدوات التي يسيطر عليها النظام في الدولة بلا استثناء تلعب هذا الدور وفق مخطط مدروس يقوده في الغالب جهاز سيادي. وتابع القيادي بالاشتراكيين الثوريين، أن النظام يهدف إلى تحقيق غايتين من تبنيه هذه الممارسات؛ الأولى هي الانتقام من هذه الرموز، كونها تسببت في إزاحة النظام القديم، الذي لا ينفصل عضويًا عن النظام الحالي. أما الغاية الأخرى، التي تسعى حملات التشويه بحق رموز يناير إلى تحقيقها، فهي القضاء على أي قدرة قيادية، قد تساهم في حشد المواطنين ضد النظام الحالي، ولعل أبرز مثال على هذا، التشديد على الاتهامات بالعمالة وتخريب البلد، فضلًا عن اعتبار الأوضاع المتردية في كل المجالات لا سيما المجال الاقتصادي، نتائج مباشرة لقيام الثورة. وأشار إلى أن خطورة رموز يناير، ترجع في قدرتهم على التأثير، مضيفًا أن خطة إضعاف الثقة فيهم تتم على قدم وساق بهدف الحد من هذا التأثير، حيث إن النظام الحالي عرف هذه القدرة جيدًا في أيام الثورة، فبالتالي كان إضعافها عن طريق التشويه هدفًا استراتيجيًا تسعى له الأجهزة الأمنية ووسائل الإعلام وأدوات النظام المختلفة بهدف الحفاظ على بقائه. التيار الشعبي: رجال الأعمال يحاولون القضاء على رموز ثورة يناير وفي السياق ذاته، يرى السفير معصوم مرزوق، القيادي بالتيار الشعبي، أنه لا فرق بين النظام الحالي ونظام ما قبل 25 يناير في تشويه المعارضين، مشيرًا إلى أن الإجراءات العدائية التي تُتخذ حاليًا ضد الثورة ورموزها، إنما تأتي في إطار معاقبة هذه الرموز على الإطاحة بمبارك. وأوضح مرزوق في تصريحات ل"المصريون" أن النظام ضُرب ضربة شديدة من الثوار في يناير، لهذا يلجأ بكل قوة إلى تشويه الثورة في خيالات الشعب المصري، حتى لا تراودهم مرة أخرى أحلام الخروج والتظاهر. وتابع القيادي بالتحالف الشعبي الاشتراكي أن عداء الثورة إجراء طبيعي في نظام حالي حكم حدث فيه كما في السابق زواج غير شرعي بين السلطة والمال، مشيرًا إلى أن دولة الفساد والمحسوبية عادت مرة أخرى للسيطرة على كل مفاصل الدولة. ولفت مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى استخدام رجال الأعمال في القضاء على ثوار يناير، عن طريق ضخ أموال يتم استخدامها في إنشاء قنوات فضائية أو صحف، أو شراء إعلاميين يكيلون الأكاذيب ليل نهار ويبثون للشعب ما يشوّه الثورة والثوار، مشيرًا إلى أنهم يعوضون كل ما ينفقونه عن طريق العلاقة غير الشرعية بين السلطة والمال بنفس الطرق والوسائل القديمة.