كشف الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أن إسرائيل اقترحت على شباب الثورة في مصر تقديم مساعدات دون توضيح طبيعتها لكنهم رفضوا، وفق ما صرح به أمس، خلال جولة مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بني جانتس في هضبة الجولان المحتلة. وأضاف بيريز: "لا أحد في الخارج يمكنه إنقاذ مصر، الإنقاذ سيكون فقط من داخلها"، معربًا عن اعتقاده بأن "شباب الثورة في مصر سيعودون للميادين، ومعهم خطة وبرنامج هذه المرة"، فيما قال إن "الجيش المصري يدافع عن حياته ومن المتوقع أن تحدث معركة شديدة هناك، وممنوع علينا كإسرائيليين أن نتدخل سواء بالازدراء أو بالشماتة فيما يتعلق بما يحدث هناك، علاقاتنا مع القاهرة جيدة جدا ولابد من الحفاظ عليها". وبحسب بيريز، فإنه "بدون بكيني .. السياحة المصرية في خطر"، معلقا على صعود "الإخوان المسلمين" بقوله "إذا حظر المصريون ارتداء مايوه البكيني لن يكون لديهم سياحة"، وفق ما نقلته صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية أمس. في غضون ذلك، أعرب السفير الإسرائيلي الأسبق في مصر تسيبي مازائيل عن توقعه بأن الأزمة بين "الإخوان والعسكري من شانها القضاء على الفترة الانتقالية وتنبي بصدام داخلي عداوني"، وفق مقال نشرته صحيفة "أنرجيا نيوز" العبرية أمس. وأوضح مازائيل أن "الحلبة الداخلية المصرية وصلت لحالة غليان فمن جانب يستعرض الإخوان عضلاتهم ويحاولون السيطرة على السلطة، ومن ناحية أخرى يريد الجيش الحفاظ على استقلاليته ومركزه في نظام الحكم المقبل ويتحدى كل من يتجرأ على المس بذلك، الأمر الذي يهدد سلامة المرحلة الانتقالية وتسليم السلطة لمؤسسات مدنية منتخبة ومتوافق عليها، كما يجعل الامور تتدهور في اتجاه صدام داخلي ملئ بالعدوانية". مازائيل قال إن "شهية الإخوان انفتحت؛ فبعد أن حظوا بالأغلبية في البرلمان وسيطروا على لجنة صياغة الدستور، بدت الرئاسة لهم كأمر يمكن تحقيقة، لهذا قاموا بترشيح خيرت الشاطر نائب المرشد للمنصب، وهو الأمر الذي لا يرضى عنه المجلس العسكري؛ خاصة ان سيطرة الجماعة على كل مؤسسات الحكم يمنحهم قوة ستمس دون شك باستقلالية الجيش". ولفت إلى أن التقديرات كانت تشير إلى"وجود تفاهم غير معلن بين الإخوان والعسكري منذ إسقاط مبارك فهم بموجبه الجنرالات الذي يحكمون مصر أن الجماعة هي القوة السياسية المركزية التي ستسيطر على البلاد خلال السنوات المقبلة، ولهذا لابد من الوصول لاتفاق معهم حول مستقبل مصر، لكن الجيش في الوقت نفسه حريص على الحفاظ على استقلاليته وحصانته ضد النظام الجديد". وقال السفير الإسرائيلي الأسبق لدى مصر إن الفترة الحالية تشهد صراعا شديدا بين الإخوان والعسكري حيث طالب حزب الحرية والعدالة الإخواني الذي يملك 47 % من مقاعد البرلمان باستقالة حكومة الجنزوري المعينة من قبل العسكري، وهدد بحجب الثقة عنها وفي المقابل أصدر الأخير بيانا رفض تلك الخطوة من الإخوان لكنهم استمروا في انتقاداتهم.