بدأت جماعة "الإخوان المسلمين"، إجراء مراجعات فكرية بشكل فعلي مستهدفة إحداث تغييرات في إستراتيجيتها التاريخية، تماشيًا مع الظروف التي تعيشها منذ أحداث 3 يوليو 2013، والتي اعتبرها قيادات بالجماعة واحدة من أكبر الصدمات التي تعرضت لها في تاريخها. وتشمل المراجعة - بحسب الدكتور خالد الزعفراني، الباحث في الحركات الإسلامية، والعضو السابق بجماعة "الإخوان" - "إعادة النظر في المشاركة السياسية، وعلاقة التنظيم بالدولة والشعب، ووضع ملامح وشكل للجماعة سرية أم علانية". علاوة على "بحث وضع الشورى داخلها والديمقراطية، أو ما يعرف بمبدأ "السمع والطاعة"، فضلاً عن التراجع عن أفكار سيد قطب، التي تنص على أن "الإخوان هم المؤمنين دون غيرهم، وانعزاليون عن المجتمع ودولة، وتبيح لهم الصدام مع الدولة وليس التعايش مع الفئات الأخرى كالمسيحيين والليبراليين والمدنيين"، بحسب الزعفراني. وقال الزعفراني ل"المصريون"، إن "المراجعة تفرض نفسها على الجماعة، وهو مطلب مهم، ينادي به أفرادها في داخل مصر وبعض الجهات الخارجية مثلما رأينا بعد انفصال إتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا عن الجماعة". وقال الدكتور محمد سودان، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسي ل "الإخوان"، إن الجماعة بدأت فعلاً في إجراء هذه المراجعات، موضحًا أنه تم تأسيس العديد من اللجان لتوثيق التاريخ والأحداث المعاصرة. وأضاف ل"المصريون"، أنه "يتم من خلال هذه اللجنة رصد كل الأحداث ودراستها وبيان الصائب من القرارات وغير الصائب منها لتصحيح المسار، وتوثيق الأحداث، بالإضافة إلى لجنة عمل الرؤية المعاصرة طبقًا لمستجدات الأحداث وخاصة في فترة ما قبيل ثورة 25 يناير وحتى الآن". فيما قلل هشام النجار، الباحث في الحركات الإسلامية من أهمية تلك المراجعات، قائلاً إنها "عبارة عن تكتيك وتراجع على الساحة السياسية لالتقاط الأنفاس وإعادة النظر في التحالفات فقط لتحسين أوضاع الجماعة وحلفائها وليس معنى التراجع التكتيكي مراجعات شاملة لكنه يعود بالجماعة بنفس النهج والفكر من جديد عندما تستعيد قوتها وترتب أوراقها". وأوضح أن "هناك تكتيكًا تتبعه الجماعة في أسلوب المراجعات خلال الفترة الحالية، بدأ بمقال جمال حشمت، عضو مكتب الإرشاد بجماعة "الإخوان" الذي اعترف فيه بأن "هناك أخطاء وقعت فيها قيادة الجماعة منذ ثورة 25 يناير، تتعلق بقرار دخول الانتخابات الرئاسية، كما انتقد اعتماد سياسة الحشد في الرد على المناوئين". وأشار كذلك إلى "محاولات الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، لإعلان التنظيم عن مراجعات وأخطاء ارتكبها". وكانت تقارير صحفية نقلت عن مصادر داخل الإخوان أن القرضاوي عقد سلسلة لقاءات مع عدد من قيادات الجماعة المقيمة في قطر، بالإضافة إلى بعض قيادات التنظيم الدولى للإخوان، لمحاولة إقناعهم بضرورة عمل مراجعات سياسية والتغيير من استراتيجية الإخوان بالإضافة إلى تغيير قيادات الجماعة الكبرى.