يقود الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، وساطة لحل الأزمة بين أطراف الصراع داخل جماعة "الإخوان المسلمين". وذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية، أن القرضاوي، عقد عدة لقاءات في قطر مع أطراف الفريقين المتنازعين داخل جماعة الإخوان لتوحيد "شتات" الجماعة، بالمشاركة مع القيادي في التنظيم الدولي للجماعة "إبراهيم منير". وتعتمد تلك المساعي بحسب الصحيفة، على إحداث تغيير في القيادة العليا للجماعة بالدفع بجيل الوسط، مع إجراء مراجعات في استراتيجية الإخوان باعتماد التهدئة مع السلطة المصرية، ومحاولة الوصول إلى تفاهمات. فيما تحفظ عدد من قيادات "الإخوان" على التعليق حول الأزمة التي تشهدها الجماعة منذ أكثر من عام، رافضين الاعتراف بوجود خلاف بين أطرافها. وكان القرضاوي دعا في مطلع العام الماضي، جماعة الإخوان لإجراء "انتخابات شاملة لمؤسساتها في الداخل والخارج، بأسرع وقت ممكن" للخروج من الأزمة الراهنة التي تمر بها. وطالب القرضاوي، بوقف التراشق الإعلامي بين قيادات الجماعة، داعيًا الطرفين المتنازعين، "إلى العمل والتعاون فيما بينهما في إطار المؤسسات القائمة للجماعة"، حتى إجراء الانتخابات. وكشف وقتها، أنه قام بمشاركة عدد من "الشخصيات التي لها وزنها الفكري، والدعوي، والحركي (لم يسمها)"، ب"التوسط والمساعدة في معالجة المشكلة القائمة، وتقريب مواقف أطرافها". من جهته، استبعد خالد الزعفراني، الباحث في الحركات الإسلامية، والإخواني السابق، قدرة القرضاوي على رأب الصدع بين طرفي الصراع داخل "الإخوان": الجناح الشبابي والقيادات التاريخية للجماعة. وأضاف الزعفراني ل"المصريون"، أن "القرضاوي ليس تنظيميًا في الجماعة، وبالتالي لن يصل للثغرات والخلافات الدقيقة بين الطرفين، ومن ثم فإن محاولاته ستفشل ولن يكتب لها النجاح، لأنه يحمل أفكارًا مختلفة كونه إخوانيًا مرجعيًا وليس تنظيميًا". ورأى أن "العلاقات ستظل متوترة بين الطرفين، وأن الجناح الشبابي ستلاحقه الانقسامات بسبب الفكر القطبي الذي يتبعه". في السياق ذاته، قال سامح عيد، الباحث في الحركات الإسلامية، إن "هناك جهودًا حثيثة من قبل الإخوان لحل الأزمة المتفاقمة بشكل كبير والتي عبر عنها مقال القيادي الإخواني جمال حشمت، وهو ما يدفع العديد للتدخل لحل الأزمة". وكان حشمت، عضو مكتب إرشاد الإخوان، والمحسوب على الجناح الإصلاحي في الجماعة عدد في مقال نشر على أحد المواقع المحسوبة على الإخوان، أخطاء وقعت فيها قيادة الجماعة منذ ثورة 25 يناير، ومن بينها قرار خوض الانتخابات الرئاسية. وأضاف عيد ل"المصريون"، أن "هناك رغبة إقليمية ودولية لحل الأزمة أكبر من الداخل"، موضحًا أن "فكرة العنف في التي تتبنها الجبهة الشبابية لا يقبلها أحد". ودب صراع على القيادة في جماعة الإخوان منذ ديسمبر 2015 بين جبهة القيادات التاريخية التي يتزعمها محمود عزت، نائب مرشد الجماعة، وجبهة الصقور التي تزعمها محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد ومن بعده عدد من أنصاره.