كشف الكاتب الصحفي عادل حمودة، عن استعانة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأربعة من القيادات الاخوانية في رسم سياسته الخارجية خلال الفترة الماضية. وقال حمودة في مقال له إن القائمة شملت كلاً من داليا مجاهد الباحثة الأمريكية والمدير التنفيذي لمركز جالوب للدراسات الإسلامية، ورشاد حسين المبعوث الخاص للحكومة الأمريكية، ومحمد ماجد رئيس جمعية مسلمي أمريكا الشمالية، وهما عابدين نائبة رئيس الموظفين لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون. وإلى نص المقال : "التقية الإخوانية هناك ، تقية سياسية وحضارية، تخفى الرغبة في تغيير أساليب الحياة التي يعتبرونها فاجرة. في عام 2004 ألقت المباحث الفيدرالية القبض على إخواني بارز يعيش في فيرجينيا هو محمد أكرم.. ووجدت في بيته وثيقة من 18 صفحة صيغت عام 1991 توزعها الجماعة سرا على أعضائها وتحثهم على مواجهة الخطايا التى يعيش فيها الشعب الأمريكي بعبارات واضحة تتمثل في يجب على الإخوان أن يفهموا أن عملهم في أمريكا هو نوع من الجهاد العظيم في إزالة الحضارة الغربية وتدميرها من الداخل وتخريب منزلها البائس بأيديهم وبأيدي المؤمنين وستزول بإذن الله وينتصر الإسلام على كل الأديان الأخرى. وكشفت هذه الوثيقة عن أسماء 29 منظمة من أصدقائنا ذات الرغبة نفسها في جعل أمريكا متسامحة مع أهداف الإخوان بتقديم الشريعة بديلا للديمقراطية. لذلك لا تؤمن الجماعة هنا وهناك بحريات الضمير والتعبير والعقيدة والمساواة بين البشر دون تمييز عرقي أو ديني وهى القيم الذي بنيت عليها المجتمعات الحديثة ونجحت وتفوقت وازدهرت. وتسللت شخصيات إخوانية إلى إدارة أوباما ونجحت في تغيير سياسياته والتأثير في قرارات ،حسب التقرير ، شديد الجرأة الذى قدمه فرانك جافني (مدير مركز الدراسات السياسية والأمنية) فى واشنطن إلى الكونجرس وتبناه خمسة من أعضائه (هم ميشيل باخمان وترينت فرانكس ولو جو هميرت وتوم رونى ولين وستمور لاند) وبعثوا برسالة إلى هارولد دبليو جيزل المفتش العام لجهاز المباحث الفيدرالية يسألونه فيها : هل كبار موظفى الدولة الذين لهم صلات ووصلات إخوانية أثروا فى سياسة البلاد داخليا وخارجيا ؟ واستشهدوا بحالة هما (أو هوما كما تنطق بالإنجليزية) عابدين التى اختارتها هيلارى كلينتون مساعدتها الشخصية فى حملة الانتخابات الرئاسية (عام 2008) وأخذتها معها إلى وزارة الخارجية لتعينها نائبا لرئيس الموظفين وكبيرة مستشاريها وهو منصب مؤثر فى القرارات السياسية بعد ان قالت كلينتون في خطاب لها " لدي بنت واحدة فقط ولكن لو كان لدي بنت ثانية لكانت هما و بحسب تقرير فرانك جافنى كانت مرتبطة بشكل مباشر بمنظمة إخوانية هى معهد شئون الأقليات المسلمة التى أسسها ومولها عبد الله عمر ناصيف (الأمين العام الأسبق لرابطة العالم الإسلامى) وهو إخوانى بارز ثبت تورطه فى تمويل تنظيم القاعدة بجانب أن والدها ووالدتها وشقيقها مرتبطون بمنظمات إخوانية أخرى وصف الرئيس الأمريكي السابق رشاد حسين ب العضو المخضرم فى مجتمع المسلمين الأمريكيين لأنه حافظ للقرآن. واكتسب حسين احترام سيد البيت الأبيض لمجرد أنه حافظ للقرآن، رغم أنه تورط لفترة طويلة مع منظمات أمامية للإخوان منها المعهد الدولي للفكر الإسلامي الذي يرتبط به جهاديون مثل سامي العريان الذي اتهم عام 2006 بتقديم مساعدات مالية لحركة حماس ومثل جمال برزنجى الأب المؤسس للجماعة فى الولاياتالمتحدة بجانب تورط حسين مع منظمة إخوانية أخرى هي اتحاد الطلاب المسلمين. وبالرغم من ذلك عين حسين عام 2009 نائبا مساعدا لمجلس البيت الأبيض وكانت ضمن مهامه الحكومية فى هذا المنصب قضايا الأمن القومى ووسائل الإعلام الجديدة.. بمعنى آخر كان مسئولا عن المساعدة فى الإبلاغ عن جهود الإدارة فى التواصل مع المسلمين وقدم نصائحه فى مسودة الخطاب الأول للرئيس أوباما إلى العالم الإسلامى الذى ألقى فى يونيو 2009 تحت قبة جامعة القاهرة وفى فبراير التالي اختاره أوباما مبعوثه جاءت داليا من مصر إلى الولاياتالمتحدة حصلت على شهادتها الجامعية من جامعة ويسكونسن وعلى درجة الماجستير فى إدارة الأعمال من جامعة بيتسبورج وعينت مديرا تنفيذيا وكبير المحللين فى مركز جالوب للدراسات الإسلامية المتخصص فى استطلاعات الرأي. فى سبتمبر 2008 دافعت داليا عن اثنتين من أهم جبهات الإخوان فى الولاياتالمتحدة : الجمعية الإسلامية لشمال أمريكا ومجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية ووصفت تقرير المباحث الفيدرالية بأنهما منظمتان إرهابيتان بأنه عار من الصحة. وظهرت داليا فى المؤتمر السنوى الرابع والثلاثين للمجلس الإسلامى لشمال أمريكا وهو جماعة طالما دعمت الشريعة ودافعت عن الجهاد وأدرج اسمها فى قائمة المنظمات الإخوانية التى قدمتها المباحث الفيدرالية للجهات المختلفة فى إدارة أوباما. يعد محمد ماجد من أمهر ممارسى التقية للظهور فى صورة الإمام المعتدل والمتسامح ونجح فى تحسين علاقته بشخصيات مؤثرة فى الدفاع والخارجية والنيابة العامة وحتى الرئيس نفسه. ويدير ماجد أكبر جبهة للإخوان فى الولاياتالمتحدة (الجمعية الإسلامية لشمال أمريكا) ولكنه يبعد عن نفسه وعنها الاشتباه بالتعاون مع المباحث الفيدرالية بتقديم معلومات عن خصومه فى تنظيمات إسلامية أخرى. ونجح ماجد بإقناع مدير المباحث الفيدرالية روبرت مولر بوجوب مراجعة ملفاتها والتخلص من الوثائق التى تدين الإخوان وأعلن مولر فى 8 فبراير 2012 تطهير أرشيفه من 700 وثيقة خاصة بنشاط الإخوان مقابل معلومات قدمها ماجد عن متطرفين قبض عليهم.