في مشهد لا ينساه العالم، طفلا في حضن أبيه تنهمر عليهم رصاصات غادره من كل صوب وحدب، يحاول أبيه أن يصرخ ويستغيث ولكن بلا اذناً تسمع أو عين ضميراً يري، فقضاء الله نفذ، في مشهد يندي له الجبين، ويتحول ألي أيقونه في العالم وفي الألفيه الجديدة ، وكان مشهد استشهاد الدره بداية حقيقة لانتفاضه الفلسطينه الثانية التي راح ضحياها أكثر من 4400 شهيدا 48000مصابا. "جمال الدرة" والد الشهيد "محمد الدرة فتح قلبه " ل"المصريون": بعدما ما يقرب من 16عاما علي استشهاد نجله حيث ركز كثيرا علي معاناته وافتقاده لدعم السلطة الفلسطينية لقضية الشهيد وعدم مساندته في مساعيه لإدانة الكيان الصهيوني أمام القضاة الدولي غير أن مأساته نجله لم تجعله ينسي اهتمامه بالقضية الأمة حيث يري ان انقسام حماس وفتح يهيئ المناخ لتصفية القضية الفلسطينية ويعطي إسرائيل الذريعة لإعادة الحق الفلسطينية ووصف الدرة قرار مجلس الأمن الأخير بإدانة الاستيطان بأنه حبر علي ورق حيث لن يستطيع أحد ان يوقف الاستيطان كاشفا ان الحرائق التي اندلعت داخل إسرائيل خلال الفترة الأخيرة كانت محاولة لتوسيع الاستيطان وإيجاد ذريعة لابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية في السطور التالية النص الكامل للحوار.. *في البداية لا يمكن التغافل عن التطرق لمشهد وفاة الشهيد محمد الدرة ؟ **قبل استشهاد محمد بيومين أي في28/9/2000كان دخول شارون وتدنيسه المسجد الأقصي، "وللأسف الاقصي يدنس يوميا علي مرأى ومسمع ألامه الإسلامية والعربية"، وفي يوم 30/9 توجهنا ألي مدينه عزه، وكنا نأتي من مخيم ألبريك لشراء سيارة جديدة، ولكن لم نوفق وعند عودتنا من مفترق طريق الشهداء تم إطلاق النار علينا بشكل كثيف،وتم استشهاد محمد وكانت المدي الزمني 45دقيقه التي واصل العدو أطلاق النار علينا وكنت أحاول أن احمي ابني فأصبت بوابل من الرصاص في يدي وجسدي ولكن قضاء الله فوق كل شي. * منذ أشهر قليله أكمل الشهيد محمد الدرة رحمه الله عامه 28 فهل لك أن تقدم لنا نبذة عن أحلامه وأمنياته؟ **طبعا أمنياته كانت مثل إي طفل في العالم، كان يريد أن يكون دكتوراً أو مهندساً وكان طريق التعليم هو هدفه، وانأ ك "أب" أتمني له كل السعادة ويكون أفضل مني في كل شي. *في كل عام تحل ذكري وفاة الشهيد فكيف تري هذا المشهد ؟ **أنا أعيش تلك الواقع المرير كل يوم منذ حدوثه حتى ألان، بالاضافه لأني لا اشفي حتى ألان من الإصابات التي لحقت بي ولم استكمل علاجي. *حتي هذه اللحظة تثير هوية المصور الذي التقط لحظات استشهاد محمد الدرة ضجة ما بين المصور الفرنسي شار اندلان وبين مصور عربي فهل تحسم لنا هذا الجدل وما صحة ما تردد عن تلاعب في الفيديو ؟ **من صور الحادثة هو "طلال أبو رحمه" وهو يعمل مع شارل في قناة "فرنسا2"، أما التلاعب في الفيديو فهي أكاذيب صهيونيه، وتم رفع اكثر من قضيه من قبل الصهاينة في فرنسا ولكن القضاء أنصفني وثبت انه غير مفبرك. *غير أن إسرائيل لم تترك الأمر يمر مرور الكرام حيث ادعت أن الأمن الفلسطيني هو من قتل الدرة ؟ **هذا كذب وهذه هي طبيعتهم في قلب الحقائق تزيف الواقع، فهذا الكيان يعلم من البداية انه قاتل محمد، وعندما بث فيديو الواقعة بأمر من الرئيس الفرنسي "جاك شيراك" ألي العالم تراجع الصهاينة عن مزاعمهم وعندما فقدوا الأمل في تلك الرواية خلقوا أخري بان محمد يأتي ألي الأسواق يوميا لشراء الاطعمه للبيت، ولكن أرسلت بيانا دولياً لتكوين لجنه لفتح القبر وكشف الحقيقة أمام العالم بأكمله ولم يردوا حتى ألان. *هل اكتفين بالشق الإعلامي أو المحلي للمعركة أم ان هناك مساع لتدويل المأساة ؟ **بالطبع تدويل القضية مستمر وكان لي قضايا كثيرة في فرنسا علي ادعائهم بأنني لم أصاب، وربحت قضيتين واستأنف الكيان عليهم، وأرسلت لي المحكمة طبيب ألي غزه لمقابلتي وصور جميع الإصابات علي جسدي ، وناشدت الجميع للوقوف جانبي ولكن لم يقف معي احد. *لم تحظي بمساندة في الساحة الدولية وماذا عن الساحة الفلسطينية ؟ **منذ استشهاد محمد الجميع يتواصل معي في كل شي "إلا في قضيه محمد" طوال 16 عاما لن ولم يقف معي إلا الله والشعوب العربية والاسلاميه وهذا يكفيني شرفاً *هل تكرر الأمر مع أصدقائه ومدرسيه ؟ **دائما وابدأ أري محمد في عيون أصدقائه واشتاق إليهم ودائما نتواصل ونجلس معاً وأيضا مع مدرسيه. * هل سميت أحدا من أولادك باسم محمد؟ **نعم أنا عندي 10 أبناء ورزقني الله تعالي بعد استشهاد محمد بعامين بصبي سميته محمد تخليداً له. *مأساة استشهاد الدرة وآلاف الفلسطينيين تفتح الباب واسعا حول مأساة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ ما يقرب من 70عاما ؟ **القضية هي في أصعب مراحلها ألان والسبب هو الانقسام الفلسطيني الذي هو سبب من الفلسطنين أنفسهم، مابين السلطة وبين حماس، ونري ألان مشعل يجلس مع عزام الأحمد وفي النهاية لا نوصل لشئ سوي حبر علي ورق فقد جلسوا في مصر وفي جميع الدول العربية ولا شئ. *لكن لماذا بد الشعب الفلسطيني غير قادر علي فرض المصالحة علي الطرفين ؟ **يخرج الشعب كل مره في احتجاجات ضد الانقسام ولم يسمع له احد، وهو يخرج من اجل توحيد الشعب والبندقية الفلسطينية، ودعني أؤكد أن القضية ستظل معلقه حتى التصالح فالصهاينة يسألون مع من سنتصالح مع حماس ام السلطة؟ ، ولكن في النهاية هم يفوضوننا 20 عاماً ثم يعودوا يفاوضوننا مره أخري 20عاماً من نقطه الصفر وهكذا. *غير أن القضية الفلسطينية شهدت شبه انفراجة عبر قرار مجلس الأمن بإدانة الاستيطان ؟ **الاستيطان سرطان في المجتمع الفلسطيني، وبل ان امتداد وتشعبه كان رد فعل صهيوني لحالة الضعف العربي لكن هناك أمرا يجب ان الانتباه إليه ويتمثل في أن قرار مجلس الأمن الأخير مجرد حبر علي ورق، حيث سيستمر الاستيطان رغما عن الجميع واتحدي أي دوله عربيه تستطيع أن تقف ضد هذا الكيان، وللعلم الحرائق التي حدثت مقصوده للتوسع في الاستيطان وطرد الفلسطينيين من أراضيهم حتى يستحوذوا علي الأرض ويوسعوا رقعه الاعتقالات أيضا. *خلال الفترة الأخيرة تردد أقاويل حول خلافات بين القاهرة والسلطة الفلسطينية كيف تري طبيعة الدور المصري في دعم القضية ؟ **مصر دائما مع القضية الفلسطينية، بقيادتها وشعبها، ومصر لم تتراجع ولم تتخل عن دورها في ذالك واتمني لها أن تعيد دورها الحقيقي في ألامه العربية والاسلاميه. *تحدثت بمرارة عن خلافات فتح وحماس وماذا إذن عن خلافات عباس ودحلان داخل فتح ؟ **أتمني أن تحل كل الخلافات بين فتح وحماس، ولكن الواقع يقول انه يوجد خلاف فتحاوي أتمني أن يحل حتى لا يزداد التقسيم أكثر مما عليه ألان. *نعود مجددا لرؤيتك للخلافات بين حماس وفتح ولماذا بدا عصيا علي الحلحلة ؟ **الخلاف بينهم هو "صراع سلطات وكراسي" يجلسون كثيرا مع بعضهم ولم يتوحدوا ولم يتصالحوا، وعليهم جميعا الرجوع إلي الشعب الفلسطيني فهم جميعا تركوا الشعب وذهبوا لخلافتهم، وأؤكد لك أن حصار غزه حصار سياسياً، وأتذكر أنني كنت في جنوب إفريقيا ذات مره وكان معنا عمرو موسي وسألني احد من أين أنت؟ قلت له فلسطين، فلم يعرفها وعندما قلت له أبو عمار، عرفني وعرف فلسطين، وهنا هي الاشكاليه وهي القيادة التي لا يستطيع احد أن يملا هذا الفراغ حتى ألان. *منذ توقيع اتفاق أوسلو عام 1994هناك جدل داخل الساحة الفلسطينية حول ايهم اكثر نفعا المقاومة او المفاوضات هل تحسم لنا الأمر؟ **منه شيئا فهذا الكيان يرتكب المجازر يوميا فارتكب أبشع مجازره في غزه في رمضان 2014 ، بل قام بقتل عائلات بأكملها ومسحها من سجل البشرية حتى لا يسمع أحدا بها مره أخري، عائلات كأمله مسحت من الوجود. في ظل هذا الوضع المرتبك التي تعاني منه القضية الفلسطينية هل من رسالة توجه للرئيس محمود عباس ؟ **عليه أن يوحد الصف الفتحاوي وخاصة مع محمد دحلان، وان يكون عامل ضغط قوي علي حماس لإنهاء الانقسام. *وأخرى لرئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل **أتمني أن يكون صادقا أمام شعبه ودينه وضميره في إنهاء هذا الانقسام وترك الخلاف علي الكراسي، ويجعلوا هذا للشعب نفسه.