على الرغم من أنها قصة المقررة منذ عقود بالصف الثاني الثانوي، ولم يلمح أحد إلى أنها محفزة على اعتناق الفكر الإرهابي، إلا أن النائبة منى منير اعتبرت أن "وإسلاماه" من القصص الداعمة للفكر المتطرف، والواجب على وزارة التربية والتعليم حذفها من المناهج الدراسية؛ حتى لا تخلق جيلاً متطرفًا يعتنق الفكر الداعشي، على حد زعمه. وأكد برلمانيون أن قصة "وإسلاماه" من القصص الداعمة للوطنية وبها نماذج من البطولات التي تحث الشباب على الدفاع عن وطنهم بكل ما يملكون، منتقدين هجوم النائبة، الذي رأوا أنه قد يؤدي إلى فتنة. وكانت منى منير عضو مجلس النواب، انتقدت مناهج التعليم في مصر بشكل عام، وقصة "وإسلاماه" بشكل خاص، والتي تتضمن شرح لدق العنق وجز الرؤوس وهي مشاهد يمكن إساءة فهمها من الطلبة في المستقبل وترسخ للفكر الداعشي، معتبرة أنه "من الأفضل تضمين المناهج بطولات للجيش المصري على مر العصور". وأكد الدكتور إبراهيم حجازي، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بالبرلمان، أن قصة "وإسلاماه" لا تحث الشباب على اعتناق الفكر الداعشي أو الأفكار الإرهابية كما يثار. وقال حجازي ل "المصريون"، إنها "إحدى الروايات التي تشجع على الوطنية، كما أنها تحتوي على نماذج من البطولات المشجعة للشباب والمحفزة لهم لحب الوطن والدفاع عنه". وأضاف: "هذه الرواية منذ عام 1905 ولم يدعو أحد إلى مثل هذه المطالبات، كما أنني درست هذه الرواية في الستينات ولم أعتنق الفكر الداعشي أو الإرهابي، بل وصلت إلى مجلس النواب"، مضيفًا أن "بعض التصريحات ربما تأخذ منحى آخر غير ما أراد قائلها، فالبعض قد يأخذ هذا هجوم على الإسلام، على الرغم من أن التصريح لا يدعو لذلك على الإطلاق؛ لذا لابد من التمعن في التصريحات وتوضيحها، حتى لا يعتبره البعض". ورأى عضو مجلس النواب أنه "إذا كان الهدف من تصريح النائبة تعديل بعض المشاهد التي قد تدعو إلى ذلك أو حذفها، فهذا يمكن مناقشته، أم حذف القصة بأكملها فهذا غير مقبول". وأشارت منى منير في تصريحات صحفيه لها، إلى أنه "بدلاً من أن نصدر تلك الصورة المتشددة عن الإسلام للأطفال التي قد تدفعهم لارتكاب ما لا يحمد عقباه على حد قولها، يجب أن نقوم برفع الحس الوطني بداخلهم وزرع روح الوطنية والفداء والتضحية من أجل الوطن عن طريق استبدال تلك القصص بغيرها من قصص أبطال القوات المسلحة الذين يدفعون كل ما هو نفيس وغالٍ في سبيل رفعة الوطن واستقلاله وسلامة أراضيه". ونوهت منير، إلى أن "هناك الكثير والكثير من الأعمال البطولية التي قد قام بها أبطال القوات المسلحة في سبيل ذلك والتى يمكن أن يتم جمعها وصياغتها على شكل محتوى تعليمى ينسب كل فئة عمرية على حدا وان تقوم وزارة التربية والتعليم بطرح تلك القصص فى المناهج التعليمية على المراحل المختلفة مما سيؤدى غلى رفع الحس والروح الوطنية عند النشء بدلا من أن ينشأ على فكرة القتل والذبح والتشدد التى هى من الأساس لا تمثل أى دين سماوى أيًا كان". في نفس السياق، قال عمر حسانين، عضو مجلس النواب، إن مثل هذه القصص لا تدعو على الإطلاق للقتل أو الفكر الداعشي، وإنما الجهل والتخلف هما البيئة المناسبة والراعية للاهارب؛ لذلك كان الأولى بالنائبة تقديم مقترح لتطوير المنظومة التعليمية، وليس المطالبة بحذفها. وأوضح ل "المصريون" أن "بعض النواب يحاولون الاقتراب من المناطق الحساسة التي لا يترتب عليها إلا كل شر"، مشيرًا إلى "أن القصة جزء من التاريخ الإسلامي، والكل سيرفض أي محاولة للمساس بالإسلام بشكل قد يسيء إليه، ومثل هذا قد يترتب عليه مشكلات لا تحد عقباه". ولفت إلى أن القصة تعد وثيقة تاريخيه هامة، متسائلاً: "لماذا نسعى إلى تبديد وثائقنا التاريخية"، منوها إلى أن" جميع دول العالم لو كان لديها مثل هذه القصة لسعت إلى الحفاظ عليها، وليس تشويهها كما نحاول نحن الآن".