أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند، أن الولاياتالمتحدة لا تؤيد مرشحا على آخر في أي مكان في العالم وأنها تريد أن يختار الشعب المصري قراره بنفسه فيما يتعلق بمرشحه للرئاسة. وكانت ترد بذلك على سؤال بشأن ما إذا كانت الولاياتالمتحدة تدعم مرشح "الإخوان المسلمين" المهندس خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية، وتنويه الجماعة بأن المجتمع الدولي يدعم ترشيحه، في إشارة إلى الولاياتالمتحدة. وفيما يتعلق بما إذا كانت واشنطن تنظر إلى جماعة "الإخوان المسلمين" كوقاء من السلفيين على سبيل المثال، قالت المتحدثة إن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أوضحت الأحد المعايير والمبادئ التي تتبناها الولاياتالمتحدة بالنسبة للانتخابات في مصر، مشيرة إلى أنها نفس المبادئ التي توجه المصريون أنفسهم من أجلها إلى ميدان التحرير. إلى ذلك، انتقد الكاتب الأمريكي بريت ستيفنز، الموقف الأمريكي المؤيد لترشيح الشاطر، قائلاً فى مقال نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن موقفه من إسرائيل والذى قد يهدد معاهدة السلام معها والتي اعتبرها تشكل حجر الزاوية لسياسة واشنطن فى الشرق الأوسط ربما يدعو على الأقل للتشكك فى حكمة الولاياتالمتحدة لارتياحها له كمرشح للرئاسة. فى المقابل، وصف ستيفنز عمرو موسى الذى شغل منصب وزير الخارجية فى عهد النظام السابق ب "الديناصور السبعينى" الذى يعد الخيار الأفضل للولايات المتحدة فى كل وقت، نظرًا لكون منافسيه الأبرز (الشاطر وحازم أبو إسماعيل) لا يختلفان فى وجهات نظرهما المتشددة تجاه إسرائيل التي قد تهدد معاهدة السلام مع إسرائيل. وقال إن تسمية جماعة "الإخوان" المسلمين للشاطر لخوض الانتخابات الرئاسية وتراجعها عن وعدها بعدم الترشح للرئاسة بزعم الخروج من حالة الإحباط في مصر جراء إحجام المجلس العسكرى عن التخلى عن السلطة للمدنيين بسرعة أكبر، لم يحظ باعتراض الحكومة الأمريكية، لأن قرار الجماعة يصب فى مصلحتها ولو جزئيًا للحيلولة دون نجاح حازم صلاح أبو إسماعيل الإسلامى "الأكثر تشددًا" ولكون "الشاطر" على علاقة جيدة معهم، على حد قولها. وذكر أن الشاطر على اتصال مستمر مع السفيرة الأمريكية بالقاهرة، آن باترسون، بالإضافة إلى المديرين التنفيذيين للعديد من الشركات الأمريكية، ناهيك عن إشادة بعض المسئولين الأمريكيين "باعتداله" وتأثيره، وذكائه وفقاً لما ذكرته صحيفة "التايمز" الأمريكية. وقال الكاتب إنه لا خلاف على ذكاء وفاعلية الشاطر، لكنه يشكك فى "اعتداله" بسبب مواقفه المعادية لإسرائيل، لافتًا إلى أنه أدان اغتيال الشيخ أحمد ياسين، زعيم ومؤسس حركة حماس، ووصفه ب "الجريمة البشعة" التى تنسجم مع الطبيعة الغادرة لإسرائيل، كما أنه يرى أن "الجهاد" هو الحل الوحيد للقضية الفلسطينية وليس المفاوضات التى يصفها "بغير العقلانية"، فضلا عن اتهامه للولايات المتحدة بالوقوف إلى جانب إسرائيل للحيلولة دون وقوف العرب والمسلمين ضد الكيان الصهيونى "الغاصب". وطالب الكاتب المسئولين الأمريكيين بأن يضعوا تصريحات الشاطر التى قد تطرب لها آذانه والتى يدعو فيها إلى استقلال القضاء، وسيادة القانون، والنمو الاقتصادى، وتداول السلطة سلمياً فى سياقها الصحيح حتى لا ينخدعوا بها. واعتبر أن أهداف الشاطر الأوسع تدعو إلى أسلمة الأفراد والمجتمع؛ بحيث يصبح الأفراد "قرآنا يمشون على الأرض"، والأكثر أهمية إصراره على ثابت أهداف جماعة الإخوان المسلمين (الالتزام بمبدأ الشورى، والتنظيم، والطاعة، والانضباط..) رغم تصريحه بأن اختلاف الأجواء التاريخية يتطلب تبنى تكتيكات مُغايرة. وأوضح أن الشاطر يدعو إلى إنشاء هياكل سياسية ديمقراطية مرنة عبر إطار صارم لمجتمع "شبه شمولى" لافتاً إلى قوله بأنه ينبغى على مجموعة أساسية من المصريين (مليون أو مليونين) يعملون على أن تظل الثورة مستمرة مستشهدًا بما قام به جهاز المخابرات الخارجية السوفيتية KGB فى حالة الاتحاد السوفيتى القديم، والحرس الثورى الإيرانى فى إيران.