طالب الكاتب الصحفي محمد على إبراهيم،الرئيس عبدالفتاح السيسى بوقف نبرة تلقي الجيش والشرطة الرصاصة بديلًا عن المصريين خلال خطاباته في المناسبات الأخيرة، مؤكداً أن ذلك يضع تصوراً خاطئاً في أذهان البعض. وقال "إبراهيم"، في مقاله بموقع "مصر العربية": "تستوقفني دائما خطابات الرئيس خصوصا عندما يرتجل، فالكلمات تخرج من الرئيس بتلقائية وعفوية.. ولو عرف مغزاها لما لجأ مرة أخرى إلى الارتجال". وأضاف: "لا أعرف لماذا الإصرار على الربط بين عدوين اقتتلا وكلاهما مثخن بالجراح من الآخر ويسعى لتشويهه – أكد سيادته على معنى خطير جدا .. وهو أن الجيش والشرطة يتلقيان الرصاص بدلا من المصريين". وتابع: "عفوا سيادتك هل الجيش والشرطة غير مصريين؟ لماذا تفرق بين أبناء الوطن الواحد! هل قال الرئيس السادات أن شهداء حرب أكتوبر دفعوا حياتهم لتحرير المصريين من عار هزيمة 1967 ! أنا كمصري وصحفي قديم لم أعاير الجيش بهزيمة 1967 .. لأن الجيش هو درع الوطن وإذا انهزم فالوطن كله يتجرع كأس الهوان .. وإذا انتصر فقد انتصرت مصر .. لم أتباه وسط أصدقائى فأقول لهم أن ابن عمى استشهد فى 1973 لتعيشوا مرفوعى الرأس والكرامة". ووجه إبراهيم خطابه معاتباً الرئيس، قائلاً: "أنتم جيش مصرى .. لا تمن علينا بالحماية فهذا واجبكم وتلك مسئوليتكم التي ارتضيتم القيام بها .. أنتم لستم جيش انتداب يحمينا طبقا لمعاهدة أو اتفاق". واستطرد: "إذا كنت تريد المقارنة بين الجيش والشعب.. فالمصريين هم الذين خرجوا فى 30 يونيو لينهوا حكما فاشيا دينيا.. تصدوا فيه لميلشيات مسلحة وعناصر خارجية .. لم نقل يوما أننا قدمنا دماءنا". وتابع: "هذا الكلام الخطير الذى تقوله يا ريس معناه أنك تضع الجيش والشرطة فى جانب .. وبقية الشعب فى جانب آخر .. أنتم جيش مصرى .. لا تمن علينا بالحماية فهذا واجبكم وتلك مسئوليتكم التي ارتضيتم القيام بها .. أنتم لستم جيش انتداب يحمينا طبقا لمعاهدة أو اتفاق .. أنتم تحمون الوطن قبل أن تحموا المصريين .. فوضناكم ورفعناكم فوق الأعناق ونتحمل كل الإجراءات الاقتصادية الصعبة صامدين وصابرين وقانعين .. لا ترمى فى جروحنا ملحا فتدميها وتقول أنكم تحمونا". وأكمل: "لقد طلبت منا التفويض وفوضناك أكثر من مرة لمحاربة الإرهاب .. وسيادتك كنت سعيدا وأنت تحصل على التفويض .. وممتنا لأن الجماهير أعطتك تفويضا استندت إليه شرعيتك عند الترشح لرئاسة الجمهورية .. شرعية الحاكم استندت إلى التفويض الذى منحك إياه الشعب لتحارب الإرهاب .. وإذا كنت تقول أننا نتلقى الرصاص فداء للمصريين من الإرهاب .. أقول لك معك حق لكننا كشعب دفعنا ثمنا أغلى من الدم". وأضاف: "كثير من المصريين هبطوا من مستوى الفقر إلى ما دون خط الفقر .. وهى معاناة تفوق سفك الدماء.. فالأب الذى يعجز عن إطعام أولاده والمرأة التى تطلب الطلاق لأن زوجها لا يمكنه توفير". واختتم: "مواجهة الإرهاب ليست فى إعلان عدد قتلى داعش أو المنظمات الأخرى الذين نجحتم في اصطيادهم .. ولكن فى عدد التكفريين الذين ثابوا إلى رشدهم وعادوا للطريق القويم .. كلما زادت أعداء هؤلاء كلما أدركنا أنكم نجحتم فى استئصال شأفة الإرهاب .. نرجوكم ونتوسل إليكم ألا تعايرونا بتلقى الرصاص بدلا عنا .. أنتم لستم أكثر وطنية منا .. وأذكركم أنه سقط مدنيون فى 30 يونيو وما بعدها .. الحلقة التى تربط الشعب بالجيش أقوى من الحبل السرى .. فلا تسارعوا بقطعها لو تكرمتم".