اتهمت عائلة الجندي الإسرائيلي "شاؤول آرون" الأسير لدى حركة "حماس" في قطاع غزة، الحكومة والجيش الإسرائيليين، بإخفاء معلومات تتعلق بمصير نجلها. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الصادرة اليوم الأربعاء، إن "عائلة الجندي شاؤول آرون، الذي اعتبر قتيلًا من قبل محكمة عسكرية- حاخامية عام 2014، تحاول الحصول على محاضر المحكمة منذ سنتين، ولكن دون جدوى حيث يواجه طلبها بالرفض المستمر". ونقلت الصحيفة، عن محامي عائلة الجندي قوله، إن لدى العائلة "تخوف من أن الجيش الإسرائيلي يخفي معلومات جدية تتعلق بمصير آرون"، مشيرًا إلى أن "ما يثير استغراب العائلة هو السرعة التي تم الإعلان فيها عن موت الجندي". وأضاف أن محاضر المحكمة "ضرورية لتوضيح وفهم مصير آرون، والعملية التي أدت إلى الإعلان المتسرع عنه كقتيل لا يعرف مكان دفنه". وذكرت الصحيفة، أن عائلة شاؤول تهدد باللجوء إلى المحكمة، في حال عدم حصولها على المحاضر المطلوبة، وأنها "تشتبه بأن هناك ضغوطًا تم ممارستها على المحكمة لإعلان آرون قتيلًا فور وقوع العملية"، خاصة بعد رفض المحكمة على مدى عامين ونصف السماح للعائلة بالإطلاع على المحاضر. يشار إلى أن المحكمة، برئاسة الحاخام العسكري رافي بيرتس، كانت قد اجتمعت مدة 5 أيام بعد استهداف المدرعة في الشجاعية (قطاع غزة)، وقررت اعتبار شاؤول قتيلًا لم يعرف مكان دفنه. من جهتها، أشارت والدة الجندي إلى إمكانية وجود أهداف سياسية وراء الإعلان المتسرع عن مقتل ابنها في الحرب على غزة (صيف 2014). وأضافت: "لو تم الإعلان عنه كجندي مخطوف، أو أن مصيره غير معروف سيجعل من الصعب على رئيس الحكومة إعلان انجازاته في تلك الحرب للجمهور الإسرائيلي، وسيمس بشكل جدي برغبة نتنياهو في عرض إنجازات الجرف الصامد (الاسم الإسرائيلي للعدوان الأخير على غزة في صيف 2014)". وحسب الصحيفة، تطالب عائلة آرون الجيش بالإطلاع على محاضر مداولات المحكمة العسكرية- الحاخامية، التي أعلنت أن الجندي شاؤول قتيلًا يجهل مكان دفنه، ولكنها تواجه بالرفض. كما تطالب العائلة بالإطلاع على التقرير الكامل الذي بلورته بهذا الشأن وحدة البحث عن المفقودين، والذي لم يتم الكشف عنه حتى اليوم. وشنّت قوات الاحتلال بتاريخ 7 يوليو 2014، عدوانًا عسكريًا واسعًا على قطاع غزة استمر 51 يومًا متواصلًا، وأسفر عن استشهاد نحو 2200 فلسطيني وإصابة 11 ألفًا آخرين. وخلال الحرب، أعلنت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" في 20 تموز/ يوليو 2014، عن أسرها للجندي الإسرائيلي شاؤول آرون خلال تصديها لتوغل بري للجيش الإسرائيلي شرق مدينة غزة، وبعد يومين، اعترف الجيش الإسرائيلي بفقدان آرون مرجحًا مقتله خلال الاشتباكات مع مقاتلي "حماس". وكانت الحكومة الإسرائيلية، أعلنت عن فقدان جثتي جنديين في قطاع غزة خلال الحرب الإسرائيلية (بدأت في 8 يوليو 2014 وانتهت في 26 أغسطس من العام نفسه) هما "شاؤول آرون"، و"هدار جولدن"، لكن وزارة الدفاع عادت وصنفتهما، مؤخرًا، على أنهما "مفقودين وأسيرين".
وفي مطلع أبريل 2016، أعلنت "كتائب عز الدين القسام"، لأول مرة، عن وجود "أربعة جنود إسرائيليين أسرى لديها"، دون أن تكشف بشكل رسمي إن كانوا أحياءً أم أمواتًا. كما لم تكشف عن أسماء الإسرائيليين الأسرى لديها، باستثناء الجندي "آرون شاؤول"، الذي أعلن المتحدث باسم الكتائب "أبو عبيدة"، في 20 تموز/ يوليو 2014، عن أسره، خلال تصدي مقاتلي "القسام" لتوغل بري للجيش الإسرائيلي، في حي التفاح، شرقي مدينة غزة. وترفض حركة "حماس"، بشكل متواصل، تقديم أي معلومات حول الأسرى الإسرائيليين لدى ذراعها المسلح، وتشترط قبل أي حديث الإفراج عن عشرات الأسرى المحررين الذين أفرج عنهم ضمن صفقة تبادل الجندي جلعاد شاليط، وأعادت إسرائيل اعتقالهم مجددا.