شهدت الولاياتالمتحدةالأمريكية 57 حفل تنصيب لرؤساء مروا علي البيت الأبيض، ويسجل دونالد ترامب الرئيس ال 45 حتى عام 2021، لكن هناك تقاليد وأعراف سياسية أميركية لمراسم تنصيب الرئيس الأميركي الجديد. حفلات التنصيب التي مرت علي الأمريكيين خلال قرنين من الزمان، بها العديد من المواقف التي حُفرت في سجل التاريخأ كان أولها ما جاء علي يد «جورج واشنطن»، الذي ألقى فى حفل تنصيبه أقصر كلمة في تاريخ حفلات التنصيب، اذ كان عدد كلمات خطابه 135 كلمة، و في ذات الحفل، أراد قاضي المحكمة الدستورية أن يقسم الرئيس جورج واشنطن على نسخة الإنجيل لكن لسوء الحظ اكتشف القاضي أن النسخة ليست بجيبه، قبل أن يستعير نسخة سريعا من الحضور للكتاب المقدس المورمون. في مخالفة واضحة للدستور الأمريكي الذي يطالبهم بوضع يدهم على الكتاب المقدس "بجزأيه العهد القديم، التوراة والعهد الجديد، الإنجيل. في عام 1801، تولي «توماس جيفرسون» الرئيس الثالث لأمريكا، والذي بدأ فى عهده إقامة الإحتفالات بتنصيب الرئيس في واشنطن، لتوليه الحكم. فبينما توجه توماس جيفرسون ، إلى منصة مبنى الكابيتول وقابله جمهور غفير في حفل وصف بالرمزي البسيط، لم يسمع كلماته سوى المحيطين به فقط لأن الرئيس كان صوته منخفضا للغاية، وأطلق عليه رئيسًا لا يسمعه أحد . ويذكر أن سلفه وخصمه بالانتخابات الرئيس جون أدامز، فقد غادر البيت الأبيض والعاصمة في الليل ولم يحضر حفل الانتقال السلمي للسلطة. في عام 1825، استخدم جون كوينسي آدامس في حفل تنصيبه كتاباً في القانون، في حين اختار ثيودور روزفيلت ألا يستخدم أي كتاب كان في حفل تنصيبه عام 1902. وفي عام 1829، أقيم حفل تنصيب الرئيس أندرو جاكسون ،والذي حضر دون موكب بسبب حداده على زوجته راشيل. لكن التنصيب الرمزي لم يمنع ما حدث بعد ذلك، حين استضاف جاكسون يوما مفتوحا في البيت الأبيض احتفالا بتنصيبه ودعى إليه العامة ورجال السياسة، لكن سرعان ما تحول الحفل إلى شجار وفوضى بين الحاضرين بعدما أفرطوا في الشراب ليتعرض أثاث البيت الأبيض لتدمير كبير. عام 1853، أقيم حفل تنصيب الرئيس" فرانكلين بيرس"، والذي أستخدم كلمة "أؤكد" في أداء يمينه بدلاً من كلمة "أقسم"، بسبب أعتقادته الدينية التي منعته من إلقاء القسم الرسمي . عام 1849، أقيمت حفل تنصيب الرئيس زاكاري تايلور، و الذي أدى اليمين مرتين، في العام نفسه ، وتم انتخابه مجددا في مارس عام 1877. الرئيس التاسع لأمريكا "ويليام هاريسون"، كان أكبر سياسي يتولى المنصب في حينها عند سن 68 عاما، أراد أن يثبت قوته وجدارته البدنية، فألقى خطاب التنصيب دون أن يرتدي قبعته ومعطفه في البرد القارس، وتعمد أن تكون كلمته طويلة للغاية لتحقيق هدفه. لكن لسوء الحظ، أصيب هاريسون بالتهاب رئوي حاد، وتوفي في غضون شهر من استلامه المنصب، ليصبح الرئيس الذي قتلته خطبة تنصيبه. في عام 1923، كان كالفين كوليدج نائبا للرئيس الأميركي وارين هاردينج، ولم يكن لديه مهام كثيرة، لذا ذهب لقضاء عطلة في بيت العائلة في فيرمونت، وبينما هو نائم، أيقظه والده في منتصف الليل ببرقية تفيد أن الرئيس هاردينغ قد توفي، فنام وأستيقظ وأصبح رئيسًا. وذكر كولديج في مذكراته إن أول ما فعله أنه صمت وصلى، ثم استخرج نص القسم الرئاسي من نسخة للدستور، وأقسم أمام والده في غرفة المعيشة على لمبة كيروسين. وبعدها بنصف ساعة، عاد الرئيس الجديد إلى سريره للنوم. لكن فيما بعد، أدى كوليدج القسم في حفل تنصيب رسمي بالعاصمة. وفى عام 1937، حفل تنصيب الرئيس فرانكلين روزفلت ( الرئيس ال32) كان أول رئيس يؤدى القسم كرئيس يوم 20 يناير بدلا من مارس كما كان الأمر المعتاد من قبل ، وقد تم تقنين هذا التغيير وتثبيته وذلك لتقليل المدة التى يبقى فيها الرئيس السابق . وفي عام 1953، شهد حفل تنصيب الرئيس" دوايت إيزنهاور " الذي عرف بالحفل الأكثر طرافة من بين احتفالات تنصيب روئساء أمريكا، بسبب استعانته ب 53 فرقة موسيقية وخيول وفيلة في عرض استمر 4 ساعات ونصف الساعة متخللا تحية خاصة من “راعي بقر” أراد أن يرخي حباله على الرئيس في مشهد طريف لم يفعل الأمن الرئاسي شيئا حياله. وفي عام 1961 ، أقيم حفل تنصيب جون كينيدي ، الذي اشتعلت منصة أداء القسم فيه بسبب عطل في المدفأة تحت المنصة، ليحيط الدخان بالرئيس خلال كلمته. عام 1957، أدى دوايت ايزنهاور اليمين في احتفال خاص، وحذا حذوه رونالد ريجان عام 1985، ثم أدى الاثنان اليمين مرة أخرى في احتفالات علنية في اليوم التالي. ونقلت شاشات التلفزيون حفل أداء اليمين للرئيس ريجان لأول مرة. في عام 1977، أقيمت حفل تنصيب الرئيس جيمي كارتر، وكان أول رئيس يسير على قدميه في طريق الاستعراض من مبنى الكونغرس إلى البيت الأبيض، ولكن الهواجس الأمنية لم تشجع الاستمرار في هذا التقليد منذ ذلك الحين. وفي 2013، شهد تنصيب الرئيس باراك أوباما لفترة ثانية تزامن مع عطلة الأحد، وكان أول رئيس أميريكي إفريقي أدى اليمين الدستورية في احتفال عام يوم العطلة الوطنية بمناسبة ذكرى زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج الابن،وأدى الرئيس باراك أوباما اليمين لدى تنصيبه في ولايته الثانية، مستخدماً الكتاب المقدس ذاته الذي استخدمه ملهمه ومثله الأعلى الرئيس إبراهام لينكولن.