اعتاد الناس فى محافظة المنيا على تشييع موتاهم بالصراخ والعويل، باعتبار أنه مفارقهم إلى الأبد وهذه حقيقة غير أن هناك بعض العائلات، تعتقد أنها تنتمى إلى عائلات عربية، والبعض الآخر يدعى أنه ينتمى إلى آل البيت، كعائلة "القطايعة" وينتمى نسبهم إلى جدهم الأكبر الصحابي عثمان بن عفان، والعائلة الثانية تدعى "الشرفا" وتدعى نسبها الأكبر إلى الإمام جعفر الصادق، والذين يقومون بتشييع موتاهم بالطبل والزمار البلدي، وباستثناء هاتين العائلتين كل الناس يشيعون موتاهم بالصراخ وإقامة المآتم وتلقى العزاء. ففى قرية زهرة بمركز المنيا توجد عائلة الشرفا، والتي ودعت أحد أبنائها يدعى الشيخ "محمد عبدالنبى" العام الماضى بالطبل البلدى والمزمار، اعتقادًا أنه قد زف إلى الجنة، وأنه كان وليًا من الأولياء الصالحين، على اعتبار أنه رفض الزواج أكثر من مرة ووهب نفسه للدين والعقيدة، وزهد فى الدنيا حتى مات العام الماضي. وقد شهد تشييع الجنازة المئات من أهالى القرية ومريديه على حسب تعبير أخته الحاجة أم ياسر التي قالت: "كان أخى من الأولياء الصالحين مثلما تم مع والده الحاج عبدالنبى الذى تم تشييع جنازته بالطبل والدف على اعتبار أنها من الشريعة، مؤكدة أن خروج الميت بالطبل أفضل كثيرًا من العويل والصراخ والعادات السيئة. وأضافت أنها لم تقم مأتمًا أو تلقت العزاء لأخيها؛ لأنه كان وليًا مثل أبيها. على العلم أن أحد رجال الدين قال إنها ظاهرة وبدعة ليست حسنة؛ لأن الميت لا يحتاج إلى طبل أو زمر أو دف لكى تشيع جنازته وإنما يتم التزام الصمت فى تشييع الجنازة. أما العائلة الثانية "القطايعة" وجدهم الأكبر الشيخ "خالد القطيعى" الذى ما زال الناس يذكرون ما أشبه بالخيال أو المعجزة أو الكرامات أنه أنضج اللحوم على قدمه تحت النار وقيل إنه عبر مياه النيل على منديل دون أن يحدث له مكروه. العائلة تقوم بتشييع موتاها منذ سنوات وهو الشيخ خالد بالطبل والزمر وحال تشييع جنازته حدثت بعض الكرامات أن الخشبة التى كانت تحمل الميت كادت تطير من شدة السرعة. ولم يتوقف الأمر على تلك العائلتين فإن هناك بعض الصوفية يعتقدون أنه ولى فى العصر الحديث، وله كرامات ونفحات ما زالت مستمرة أمثال الشيخ "محمود عبدالرازق الدماريسى".