خلق الله الإنسان وكرمه (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )صدق الله العظيم. فالله سبحانه وتعالى خلق للإنسان كل شئ وأسجد له الملائكة (ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة )صدق الله العظيم. ونظرة إلى العالم نرى أن الغرب يصون. لمواطنه كرامته منذ ولادته حتى مماته ولذا فإنهم متقدمون. أما في مصر فالحديث عن الكرامة حديث طوته أوراق الدستور م51(الكرامة حق لكل إنسان وتلتزم الدولة بالمحافظة عليه ). لكن الذي يخزي ويحزن ويقطع من القلب نياطه ويمزق من الرقي بساطه ويبعث في النفس كل الحسرة والأسى ويجعل المجتمع بالتخلف قد اكتسى أن المهانة صارت صفة لصيقة وواقعا وحقيقة في كل ثانية ودقيقة في حياة المصري في العالم العصري وكأنه إنتاج حصري. ومنذ ولادة المصري وإلى مماته يرى المهانة في حياته. فالطعام والشراب لاوجود له إلا بعذاب. والنيل مصدر العافية والحياة الصافية أفسده النظام بصرف صناعي وصرف صحي فأصاب المصري بالكبد الوبائي والفشل الكلوي وأمراض القلب والسرطان حتى انتهى الإنسان. ولم تعد الصحة محل اهتمام عند أبناء النظام. ثم تري المسلك اللئيم والنظام السقيم في القضاء على التعليم. وإذا كان الاجتهاد والكفاح وحاز الطالب أعلى مراتب النجاح ولم يكن لأسرته حظوة أو سطوة ضرب في مستقبله بمطوة. وإذا ذهب المصري إلى مصلحة حكومية لقضاء حاجة يومية ولم يكن ذا معرفة أو رشوة وعطية نظر الموظف إليه نظرة دونية وعامله معاملة سوقية مع أن قدم المصري أشرف من كل الجهات الرسمية. وإنني أتحدى أي مسئول أو كاذب أو منافق في جميع المصالح والمرافق أن يذكر وجها واحدا للتكريم للمصري الضعيف السقيم. أقول للذين جعلوا مهانة المصري لهم عادة لستم أصحاب شرف وسيادة ولا كرامة لكم في نظام أو قيادة ولن يكتب الله لكم راحة أو سعادة. عاشت مصر وتقدمت وارتفعت بكرامة أبنائها وفقرائها وضعفائها لا بكذب وتجبر وتكبر أغبيائها.