فتنة جديدة صنعها أصحاب الأيادى المرتعشة, بعد العقوبات المضحكة التى أصدرتها لجنة إدارة الاتحاد المؤقتة، برئاسة أنور صالح, وكما كان متوقعًا أشعلت العقوبات الصراع مجددًا بين الأهلى والمصرى وأججت المشاعر وعادت بنا إلى نقطة الصفر, فالعقوبات غربية وعجيبة ومريبة وشابها الشك وجانبها الصواب، وبعيدًا عن ردود أفعال مسئولى الناديين كنت أتمنى أن تكون العقوبات طبقًا للوائح والقوانين المعمول بها دوليًا والتى يعرفها كل خبراء اللوائح, ولكن للأسف الشديد جاءت العقوبات على طريقة النظام السابق وخرجت عن المسار الحقيقى وكأنها عقوبات سياسية هدفها احتواء الموقف, كما أنها لم تكن موفقة من حيث التوقيت أو ما تضمنته من تفصيلات "عبيطة" وغير مقنعة، لأن هدفها كان احتواء الموقف سياسيًا وإرضاء جميع الأطراف ولكن الاختلاف عليها يؤكد أنها ظالمة، لأن الحق دائمًا هو ما يرضى الجميع, فقد جاءت العقوبات بطريقة ساذجة، حتى أن مسئولى (الجبلاية)، استحدثوا عقوبات لم نسمع بها من قبل وهى "تجميد نشاط النادى ثم عودته إلى الأضواء، بعد التجميد"، لله در هذه العقول المتحجرة التى لا تستوعب الدروس وتستهين بعقول البشر، حيث إنهم يدفعون مصر إلى الهاوية ويجرون الشباب إلى دائرة الحرب والتناحر والتقاتل, وخير دليل على كلامى، هو بيان الألتراس المنتمى إلى النادى الأهلى، الذى تضمن فيما معناه إشارة إلى ضرورة تطبيق عبارة "خذ حقك بيدك ولا تنظر قرارات الفاسدين "وهو ما يعنى فرض نظام الغائب وغياب سلطة القانون، ما يجرنا نحو مزيد من الفوضى والعشوائية. والمظاهرات التى اندلعت فى بورسعيد، عقب القرار، حيث استغلها صناع الفتنة وشلة المنافقين من الإعلاميين المأجورين، من أجل السعى إلى خراب البلد، بدق طبول الحرب وإشعال الملاسنات والمهاترات على مرآى ومسمع من الجميع, وهو يعنى تكريس وضياع حقوق الشباب بين أنياب هؤلاء وسط صمت من النخب السياسية ورجال البرلمان، لله در هذا الشعب المسكين، هل يريد هؤلاء أن يصنعوا عراق جديد فى مصر، كل الدلائل تؤكد ذلك كما قال زميلى حسام أبو العلا فى مقالة بالأمس فى نفس المكان. خلافات اتحاد الكرة والمجلس القومى للرياضة، امتداد لسلسة التخبطات التى تعيشها منظومة الكرة المصرية, ولو كل طرف يدرك طبيعة عمله وحدوده وصلاحياته، ما تدخل طرف فى شئون الآخر, ويبدو أن مسئولى القومى للرياضة يجهلون الحد الأدنى من لوائح الفيفا، التى تحظر أى تدخل حكومى، إلا إذا كانوا يقصدون دق المسمار الأخير فى نعش الكرة.. آفة المصريين هى إسناد الأمور إلى غير أهلها، فتجد أشخاص غير مؤهلين تسند إليهم مناصب مهمة، فتكون النتيجة التى نحصدها الآن من تخبط وعشوائية, واعتقد أن المباريات الإفريقية المقبلة للأهلى والزمالك، سوف تكشف حقيقة المستوى الذى وصل إليها أبطال القارة السمراء من تدهور, بعد أن جمدت الحياة الرياضية فى مصر، وأظن أن هذا التجميد سوف يجعل كرة القدم فى مصر تعانى لسنوات طويلة, وأظن أن الرياضة بصفة عامة على حافة السقوط أسوة بكل منشآت البلد. [email protected]