الميلاتونين melatonin هرمون تفرزه الغدة الصنوبرية pineal gland بصورة طبيعية لنظيم عملية النوم والصحيان في الإنسان، من اجل ذلك تزيد الغدة من إفرازه في المساء مع حلول الظلام معطية إشارات كي تنشط الأماكن المسئولة عن النوم، بينما يقل إفرازه في الصباح حيث تختفي أو تقل تلك الإشارات طيلة النهار، وقد إستطاع الباحثون من تخليقه صناعياً كي يُستخدم كعلاج حيث يضبط الساعة الداخلية-البيولوجية-بالجسم ويعدل أو يصلح دورات النوم بالجسم، يحتاجه الذين يتطلب عملهم الصحيان ليلاً ومن ثم النوم صباحاً، أيضاً يساعد المكفوفين في ضبط دورة الليل والنهار عندهم، كما يستخدمه الذين يعانون من كافة أنواع الأرق insomnia سواء العادي أو المصاحب لبعض الأمراض المزمنة، كما يستخدمه من لديهم متلازمة النوم المتاخر. يوجد هرمون الميلاتونين في صورة كبسولات تؤخذ عن طريق الفم، أو تحت اللسان، أو بالحقن لبعض الحالات التي تستدعي إمتصاصه مباشرة في الجسم، الجرعات التي حددتها الهيئات الطبية والبحثية المختصة مثل معهد ماساشوستس للتكنولوجيا MIT وهي 1-3مجم يومياً للبالغين، تؤخذ عن طريق الفم، أما من لديهم إضطرابات في النوم وللمكفوفين فالجرعة 3.,-5مجم يومياً لمدة تسعة أشهر، بينما الذين يسهرون ليلاً وينامون صباحاً 2-12مجم، أما من ناحية الجرعات الموجودة بالأسواق، في بحث نشرته مجلة "العلاج الطبي بالنوم Clinical Sleep Medicine" في نوفمبر 2016 أن 71% من عينات الميلاتونين بالأسواق بها 10% زيادة عن الجرعة المقررة والكثير جداً منها تحتوي خمس مرات جرعة أكبر من التي وافقت عليها الجهات المختصة،وأوصي الباحثون بتناول الميلاتونين تحت الإشراف الطبي، وأن يتم شراءه من مصادر معروفة وموثوق بها وذلك لتجنب الأنواع المُزيفة والتي تضر أكثر مما تنفع.
كتب كيفين مكارثي بجريدة النيويورك تايمز في عددها الصادر 6 يناير 2017 تقرير طبي يتساءل فيه: هل النوم عن طريق الميلاتونين آمن للأطفال والكبار؟ وقد خلص في تقريره إلي أن الميلاتونين يُفيد الأطفال والبالغين في التغلب علي حالات الأرق طالما كانت الجرعة معقولة وفي الحدود المسموح بها، وأضاف أن الذين يتناولونه يتعرضون لبعض الأعراض الجانبية مثل الصداع والدوخة طوال النهار وأيضاً عدم الإتزان-ترنح-والتي قد تمثل خطورة للسائقين، هذا بالإضافة الي أن الميلاتونين قد يتعارض مع العلاجات التي يتانولونها مرضي ضغط الدم والنزف الدمويالذي يعالجون بمضادات التجلط مثل الهيموفيليا، كما يتسبب في مشاكل للأطفال منها التأثير سلباً علي الخصوبة والجهاز المناعي والجهاز الدوري مستقبلاً، أضافت منظمة الغذاء والدواء FDA أن إستخدام الميلاتونين أثناء الحمل والرضاعة يعتبر غير آمن لأنه يؤثر يسبب مشاكل عديدة للأم والطفل، ويؤثر أيضاًعلي عملية التبويض في المرأة، هذا بالإضافة الي أنه يتسبب في أعراض أخري مثل الإحباط ويرفع من ضغط الدم خاصة عند مرضي السكر، ويؤثر سلباً علي مرضي الصرع، كما قد يؤدي لظهور طفح جلدي وحساسية شديدة وصعوبة في التنفس وتشنج وتورم في الوجه والفم والشفاة واللسان، كما ولأنه يرفع من وظيفة الجهاز المناعي، فإنه يتعارض مع مثبطات المناعة التي يتناولها الذين يخضعون لعمليات زرع أعضاء والضرورية لنجاح عملية الزرع وعدم رفض الجسم للعضو المنزرع.