شلل كامل أصيبت به حركة النقل فى مصر، وطوابير السيارات بالمئات أمام محطات الوقود الخاوية من البنزين والسولار، وعشرات المشاجرات وصلت إلى حد القتل، والسبب اختفاء البنزين والسولار، ومن قبلهما أسطوانات الغاز. وزير التموين والتجارة الداخلية فجّر المفاجأة وأكد أن أصابع فلول النظام السابق تقف وراء الأزمة، والأسوأ أنه ألقى باللوم على مجدى راسخ، «حما» علاء مبارك، الذى تبلغ حصته وحده 8% من منافذ توزيع أسطوانات الغاز.. وقال معالى الوزير إنه اتخذ قرارا بإيقاف الحصص المقررة له بسبب بيعه الغاز فى السوق السوداء، إلا أن ردود الفعل كانت قيام المظاهرات.. وصراحة فإن اتهام «الفِلْ» الكبير هو «عذر أقبح من ذنب». الوزير المحترم.. الذى أمّلنا أن يحقق العدالة الاجتماعية عجز عن إنهاء أزمة الخبز، واحتواء كارثة أنابيب البوتاجاز، والتعامل مع مصيبة اختفاء وتهريب السولار والبنزين.. فتوجه إلى المستهلكين - مجازا لأنهم لا يجدون ما يستهلكونه - ليطالبهم ب«عدم الانسياق وراء الشائعات وعدم القلق، وعدم اللجوء إلى التخزين»!! أى شائعات تقصد يا سيادة الوزير؟، والمشهد تحول إلى كوميديا سوداء ما بين سيارات فرغ منها الوقود تماما؛ فاضطر سائقوها إلى دفعها بمساعدة «شباب الخير»، وطوابير طالت أمام محطات فارغة.. وتقول شائعات؟. أين جهاز مباحث التموين؟.. ألم تصلكم اختراعات مراقبة سيارات نقل الوقود بالG.P.S؟.. أو حتى بركوب عسكرى بجوار السائق؟!. المصيبة أن إضراب سائقى النقل العام - رغم كارثيته - إلا أنه وفر استهلاك عدة ملايين من لترات السولار، ومع ذلك مازالت أزمة السولار قائمة، حتى أن المخابز هددت - عن طريق شعبتها فى غرفة التجارة- بالتوقف عن العمل خلال الأيام القادمة بسبب نقص السولار فى محطات البنزين، فماذا فعلت الحكومة بملايين اللترات التى «لم تستهلكها» حافلات النقل العام؟ أم أن «الفلول» أيضاً يسيطرون على هيئة النقل العام.. وحافلاتها.. وسولارها.. وسائقيها؟!!. الحكومة الموقرة برئاسة د. الجنزورى ضحت براحتها من أجل المصريين الغلابة، واجتمعت يوم الجمعة، الويك إند الرسمي، لتعلن أن أزمة البنزين والسولار ستنتهى خلال 3 - 4 أيام. أما سيادة اللواء مساعد وزير الداخلية بمباحث التموين فأكد أن «الداخلية» بأكملها فى حالة استنفار للسيطرة على التهريب الذى يتم عبر معابر سيناء، ليتجه إلى الأخوة الأشقاء فى فلسطينالمحتلة، وطبعاً حكومتنا الرشيدة، ومن ورائها مجلس شعبنا الهمام، يدعمان حكومة «حماس»، ولا يصح أن نبخل عليهم بالوقود «المدعوم» أبداً. وطبعاً لا يمكن لجهاز «الشرطة» المنكسر أن يتابع التريلات العملاقة التى ترمح فى طرقنا السريعة محملة بالوقود المهرب، ولا مراكب الصيد الضخمة التى أعيد تجهيزها لتهريب السولار. ناهيك بالتدخل فى «السياسة».. ومنع الوقود عن أشقائنا الفلسطينيين عبر أنفاق سيناء! وحسبنا الله ونعم الوكيل. [email protected]