لا أتذكر موقفًا بينى وبين الممثل عادل إمام والملقب ب "الزعيم "، سوى موقف وحيد يتيم، ففى صيف العام 1995م، وبينما كنت أقف أمام مبنى كلية الحقوق بالإسكندرية وكان الوقت ظهرًا، إذا بشخص نحيل قصير يخفى وجهه بنظارة سوداء يتوقف أمامى بسيارة " نيفا "، ويسألنى عن مكتب الأستاذ الدكتور محمد عوض أستاذ القانون الجنائى والمحامى، فأشرت إلى الطابق الثانى وقد انتبهت إلى انه عادل إمام بشحمه ولحمه، الفضول الصحفى دفعنى إلى السؤال والتساؤل عن السبب .. وعرفت السبب ! السبب يا سادة أن الممثل سعيد صالح كان مقبوضًا عليه بتهمة " التحشيش " مع أحد البوابين فى الإسكندرية، وكان ناظر القضية هو القاضى "حاتم بجاتو"، زوج أبنة الدكتور عوض، و"الزعيم" حتما سأل وعرف أن الدكتور عوض حمى "بجاتو"، ولذلك عرض عليه القضية، ليقف الرجل أمام زوج أبنته ويحرجه وبالتالى يحصل "سعيد صالح" على البراءة .. هكذا تخيل "الزعيم " شفتم الفكر الجهنمى!، وعرفت فيما بعد أن الدكتور عوض رفض القضية، وبشده، متسائلاً كيف يقف أمام زوج أبنته مدافعا عن "حشاش " !. حتى اللحظة والأمور عادية، بل إننى ثمنت هذه الصداقة الحميمة بين "عادل" و"صالح " ( لاحظوا الاسمين )، ولكن الذى لا أفهمه هو موقف الزعيم، بطل فيلم " زهايمر " من الثورة السورية، وعبر لوكالة 'فارس' الإيرانية عن رفضه القاطع لتوجيه ضربة لسوريا معتبراً أنها 'آخر قلاع النضال العربى خط الدفاع الأخير عن الأمة العربية وحاضنة المقاومة الرافضة لإملاءات الغرب منذ عقود'، مشدداً على تمسكه بنهج المقاومة كسبيل وحيد لتحرير فلسطين. وأشار إمام، إلى أنه كان باستطاعة سوريا تجنب كل ما يواجهها من محن تتمثل بالحصار 'الخانق' والعقوبات 'إذا ما انصاعت للشروط الأمريكية، ولو وافقت على تهجير الفلسطينيين من أرضهم، هل هذا كلام معقول، كلام من واحد طبيعى سعى كل هذا السعى لإنقاذ صديقه "المحشش"، ثم غض الطرف على قتل الأطفال والنساء والعجزة على يد شبيحة " الأسد الصغير" .! ثم ما علاقة فلسطين بما يحدث فى سوريا من قتل ودمار، ثم زاد الطين بلة، إذ شبّه الرئيس السورى بالزعيم عبد الناصر، واصفاً إياه ب 'القائد العربى الأخير الذى ما زال صامداً'، لافتاً إلى أنه قرر التوجه إلى دمشق 'لتهنئته لأنه لم يسقط. !، هل هذا كلام شخص فى قواه العقلية، أم شخص مصاب فعلا ب "الزهايمر " ! إن مشكلة عادل إمام، وجماعة الممثلين الذين هم على شاكلته، أنهم لم يستفيقوا بعد من هول ما حدث ويحدث حولهم، فهم فى حالة تأفف من علو الصوت الإسلامى، لأنهم يعلمون علمًا يقينًا أنهم بفنهم الهابط لن يستمرون فى الضحك على الذقون وبيع الوهم للناس . لقد أفسد النظام السابق كل شىء، وأستخدم جماعة الفن السابع فى تزييف إرادة الأمة، لقد قتلوا فينا الأمل، قتلوا الحياء والقيم النبيلة، هل وجدتم فى العشر سنوات الأخيرة فيلمًا مصريًا لا تخجل منه الأسرة ؟ !، لقد أباحوا واستباحوا كل شىء، بخسوا الإنسان المصرى حقه، و"مرمغوه" فى وحل المخدرات والدعارة وصدروها إلى العالم، بدعوى أنها فن، أنهم عاجزون عن تنظيف أنفسهم، وعن التعبير عن هذا الشعب النبيل وقيمه الأصيلة ولذلك أصابهم جميعًا "زهايمر الزعيم"، فمتى يستفيقون ؟! [email protected]