طفل يعانى قسوة الحرمان غطت الدماء ملابسه،بل غطت سواد الليل ذاته،كل ليلة دامية وكل نهار بلا عنوان بلا أوطان، مات والده وأصيبت أمه برصاصة غادرة،يقتسم خبز الموت فى اليوم مليونى مرة،هنا "سوريا" التى تبرعت بدماء أطفالها الى أمة لم يبقى فيها دماء،طائرات الابادة تملأ سماء حلب وصوت الرصاص يتلآلآ فى شوارعها الطاهرة"سيسقط وساكبر ياأمى وسنعود الى ضواحينا الى "سوريا" الى مدينتا "حلب الشهباء" وسأكتب على بابها كانت حلب الشهباء والان حلب الشهداء ومازالت ترحب بكم،ياأمي"لا تتركينى وحدي". بين خذلان العرب وتواطؤ الغرب"شعب يدفع الثمن،هب الشعب السورى سلمياً فى مظاهرات عارمة ضد بشار الاسد منذ ما يقرب من ست سنوات مطالبا بحقوقة المهدورة، لجأ الاسد بعد أن أدرك أن ثورة شعبه قد أسقطت شرعيته الى أشعال نيران الفتنة وأصتناع تنظيمات وميليشيات أرهابية فتحول المشهد الى "حرب عصابات" ومن ثم اللجوء الى قوى دولية متأمرة ليتحول المشهد مجددا الى "حرب أبادة" لم يكن لدي الاسد أى تردد من مصافحتها على طاولات التنازلات حتى وأن كان الثمن "دماء شعبه "،تمكن الاجانب أومكنهم الاسد ونظامة ورقصوا سويا على أشلاء المدن السورية بناءً وبشراً فشكلوا "أحتلال غاشم".
جثث متناثرة هنا وهناك فوق الطرقات وتحت الانقاض أشلاء ودمار ودماء"حرب أبادة"لم تستثنى أحداً،تنقلنا الى أصوات حكام العالم والتى لاتزال نائمة،تنادى سوريا"أين العرب؟!!!" فتجيب فلسطين وبعدها العراق خذلونا كما خذلوكى اليوم،من شهيد فلسطين الطفل محمد الدرة الى شهيد سوريا الطفل أيلان كردى"مات ضمير العالم !!!!! "
لا يوجد أي مبرر للصمت الذى أجتاح حكام العرب الذين رفعوا راية"الذل والهوان مبكرا" فكم من صيحات سوريه تعالت لم تلبيها مجالسهم؟لم نسمع بصوت حاكماً عربياً مدوياً يندد بما يحدث بسوريا عامة وحلب خاصه!!!،لم نسمع عن بيان عربياً يطالب بتحرك دولى عادل للوصول الى حلول سلمية لما يحدث فى سوريا؟لماذا كل هذا التلكؤ فى التحرك العربي الجاد لوضع حد لما يحدث فى سوريا؟ولمصلحة من؟!! التوسع الروسي اليوم فى سوريا فى ظل ما نشهده من تراجع واضح فى موقف الولاياتالمتحدةالامريكية يعطى حالة من الارتباك دوليا، ليظهر تواطؤ غربياً يصدر مشهد الانقسام علناً على مايدور فى سوريا دون النظر الى الحاجة العاجلة الى تمرير قرار واحد عادل بشأن سوريا حتى يتوقف على الاقل حمام الدم.
أمام كل تلك التداعيات والمواقف الاكثرسوءً لابد على كل أنسان أن يدرك أن إدعاء الغرب بأنهم حريصون كل الحرص على حقوق الانسان ونشر الديمقراطية فى أرجاء العالم هو مجرد أدعاء كاذب ولم يعد هناك أي مجال لدى شعوب العالم كله لتقبل المتجارة بتلك الشعارات الخادعه من حكامهم. الى حكام العرب كافة"أدفنوا عروبتكم "فأكرام الميت دفنه.
لا يوجد شئ أسوأ من أنعدام الانسانية،أن تعيش فى عالم لا يعرف كيف تكون الانسانية؟ عالم تديره غرف مغلقة لا تفرق بين الخير والشر،صنعوا السلام ليتغنوا به،يلوحون بمبررات لا وجود لها لتكون فاتحه لحروب وصراعات أغرقت العالم فى بحر من الدماء.
سيظل أطفال حلب الشهداء طوال حياتهم فى رحلة "البحث عن الانسانية" وستظل دماء الشعب السورى تطارد كل من تورط فى أراقتها وكل من ألتزم الصمت وتواطئ أمام تلك المشاهد التى أبصرت الاعمى وأسمعت الاصم ومزقت القلوب.
ستعود سوريا يوما وسيبقى خذلان العرب وتواطؤ الغرب عار سيسجله التاريخ فى مقدمة صفحاته،يرفق أسم كل من قتل سوريا فى قائمة الطغاة المستبدين،من خرج ياسوريا يوما فى ثورتة مطالباً بحقوقة المهدورة قائلا "مالنا غيرك يالله"لايهمه خذلان العرب وتواطؤ الغرب"