"رابعة السورية أو حلب العدوية.. قاتل واحد ودم واحد" لافتة لخصت المشهد الدامي فى بلاد العرب تحت وطأة الحكم الفاشي وعصابات السلطة التى تمارس أبشع جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق شعوبها، فى مشهد درامي لم تجرأ قوات الاحتلال على ارتكابه بتلك الصورة البشعة والأشلاء المتناثرة والدماء المدرجة والصرخات المدوية، التى انبعثت من القاهرة وتردد صداها عاليا فى حلب. مشهد الجثث المحترقة فى ميدان رابعة العدوية على يد مليشيات عبدالفتاح السيسي فى حرب شعواء للاستيلاء على السلطة خلف فى ساعات قليلة قرابة 4 آلاف من الشهداء، لا يحتاج إلى استدعاءه من الذاكرة القريبة، بعدما تكفل بشار الأسد فى استنساخ المشهد الدموي عبر غارات وحشية مكثفة على مدينة حلب قصف خلالها مئات الأطنان من البراميل الحارقة لتحترق المدينة وتباد شعبها وتصبح فى دقائق معدودات أثر بعد عين. جرائم بشار فى سوريا ومن قبله السيسي فى مصر لم تغب لحظة عن المشهد العالمي الذى لم يكتف بموقع المتفرج أو يلعب كعادته دور المستاء من الدماء التى لم تعد الأرض قادرة على تشربها، بل كان أحد مكونات السيناريو الدامي بدعم الطواغيت على مواصلة الجرائم وشحن آلة القتل لدور بأقصي طاقتها لتحصد أرواح الأبرياء تحت لافتة "الحرب على الإرهاب". وتبقي روسيا وإسرائيل أحد القواسم المشتركة فى التنسيق الأمني والاستخباراتي والدعم اللوجيستي فى مصر وسوريا، من أجل حسم المواجهات هنا وهناك لصالح الأنظمة الموالية لها بدعم السيسي فى القاهرة، والقتال إلى جانب بشار فى سوريا، بينما خيم الصمت مخيبا فى سائر الأقطار العربية والإسلامية مجللا بالعار، على وقع مشاهد الدماء التى لم تجد حتى أصوات تشجب أو وجوه تمتعض. الشعوب العربية الحرة لم تنفصل عن الحدث، وبقيت وحدها فى مواجهة القمع فى الشوارع والميادين لمواصلة النضال ضد الأنضمة العميلة، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بفضح الممارسات أمام العالم الحر والحشد الشعبي من أجل إسقاط الطواغيت. #حكام_الخزي_والعار .. كان الهاشتاج الذي تمخطت عنه محرقة حلب ليفضح جرائم القابعين على رأس السلطة فى الدماء العربية المهدرة فى مصر وسوريا واليمن وليبيا والعراق وتونس، والذى ما لبث عن صعد إلى صدارة الترينتدات على مواقع التواصل ليفضح عمالة الحكام وخيانة الطواغيت، حيث انصبت عليهم اللعنات وبقي التساؤل "أين تحالفكم وعاصفتكم ونخوتكم؟".