لا تختلف مذبحة "رابعة العدوية" في تفصيلاتها ووحشيتها عن نظيرتها التي جرت على مدار الساعات القليلة الماضية في حلب السورية، من محرقة جماعية نفذتها براميل بشار الأسد عبر غارات متوالية أتت على الحرث والنسل وخلفت عشرات القتلى والمصابين من الأطفال والنساء والشيوخ في قصف وحشي لم تسلم منه المستشفيات والمدارس وبيوت الله. المحرقة السورية التي لم يحص عدد ضحاياها حتى اللحظة وما زالت الأنقاض تخفي عن مزيد من الدماء المسفوحة، لم تغب عنها أصابع العسكر في مصر، بعدما خرج السفاح بشار الأسد ليكشف عن كواليس التعاون والتنسيق الأمني بين الانقلاب ومليشيات الطائفية في الشام من أجل وأد الثورة ومحاولة تبرير المذابح الدموية والإبادة الجماعية والتطهير العرقي.
وفي مقابلة متلفزة، ظهر بشار متجهمًا في ظل صمود الثوار في كل المدن السورية، على الرغم من توالي الغارات والقصف العشوائي من قبل براميل النظام الفاشي ومقاتلات الحليف الروسي، وحصار الميليشيات الإيرانية وجيوب حزب الله، ليفضح التعاون الملموس والقوي مع دولة السيسي للقضاء على الثورة ووأد المعارضة المسلحة في ربوع الشام.
واعترف بشار بوجود تواصل مباشر لا يتوقف بين سوريا ومصر على مدار الأسابيع القليلة الماضية، عبر تبادل اللقاءات بين مسئولين أمنيين على أعلى المستويات، لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من التجربة المصرية في مواجهة الثورة المستعرة في الداخل السوري، وهو التنسيق الذي تمخض عن مذبحة حلب.
وأوضح أنه على الرغم من الخبرة الكبيرة التي اكتسبها النظام الدموي السوري خلال الأعوام الخمسة الماضية فى مواجهة الثوار وأحرار الشام بمختلف الفصائل والمكونات ومن قبلها الحرب التي شنها المقبور حافظ الأسد على جماعة الإخوان خلال حقبة السبعينيات، فإن التواصل كان ضروريًّا مع مصر لتعميق تلك الخبرات.
وحاول بشار تبرير تلك الجرائم عبر شماعة جماعة الإخوان المسلمين؛ باعتبارها أحد أهم مكونات الثورة السورية، في محاولة بائسة لاستغلال حملات التشوية المستعرة في الداخل والخارج تجاه التنظيم والاستثمار في حرب الإبادة التى يشنها الانقلاب العسكري والمداهمات التي يمارسها النظام الأردني، معتبرًا أن العسكر في مصر لهم السبق في مواجهة الإخوان خلال صدامات الخمسينيات، والتي انتهت إلى موجة من الإعدامات السياسية الفاشية.