فى الليلة الظلماء يفتقد البدر، ربما كان هذا لسان حال الأحرار فى بلاد الشام والشعب السوري المنكوب مع تفاقم جرائم نظام بشار الأسد وحلفاءه الروس ومليشيات الطائفية الإيرانية وجيوب حزب الله، ليستدعي الجميع صور المناضل الذى استصرخ العالم الحر "لبيك يا سوريا". ومع تفشي آلة القتل فى سوريا على وقع براميل بشار وغارات روسيا، كان الرئيس الشرعي محمد مرسي حاضرا بقوة فى المشهد الدرامي فى بلاد الشام، ليذكر العالم بالمناضل الذى حمل مشعل نصرة الثورة على عاتقه ووقف على رؤوس الأشهاد فى ذكري نصر أكتوبر ليلبي النداء "لبيك يا سوريا". الواقع السوري حمل فى طياته صورتين ربما لخصا المشهد فى البلد العربي المنكوب، الأولي عندما حمل الأحرار فى داريا صورة الرئيس المختطف فى سجون العسكر محمد مرسي، للتأكيد على مساندته ودعمه المطلق للشعب السوري فى مواجهة النظام الفاشي. ووجه الشعب السوري المناضل رسالة إلى الرئيس مرسي "أخي أنت حر وراء السدود"، فى إشارة إلى دور الرئيس فى نصرة سوريا بفتح أبواب مصر لاحتضان الفارين من جحيم بشار، وإصدار قرار بمعاملتهم معاملة المصريين، وتعبيد الطريق أمام المنظمات الإغاثية لمساندة الشعب، وفضح جرائم النظام الفاشي دوليا وفى كافة المحافل والحشد ضدته، والعمل على إصدار قرار أممي للإطاحة به. وفى الوجه المقابل للمشهد، جسدت صورة مسربة من إحدي سلخانات التعذيب لنظام بشار الدور القذر الذي يلعبه الإعلام الموالي للنظام السوري فى مباركة جرائم المليشيات الدموية بحق الأبرياء والتعتيم على وحشية الرئيس فاقد الشرعية. وكشفت الصورة التى تداولها النشطاء على نطاق واسع، الصحفية والإعلامية السورية الموالية للسفاح كنانة علوش وهى تأخذ صورة تذكارية "سيلفي" مع جثث السوريين المقتولين داخل سجون النظام، وقد تفحمت جثثهم جراء التعذيب وتحت وطأت الانتهاكات.
علوش وقفت بفخر لتلتقط صورة مريرة في حماية الجيش الصفوي وقد علت الابتسامة الشاذة وجهها القبيح على الرغم من بشاعة المنظر، لتؤكد أن إعلام السلطة وإن كان موجها للشعب إلا أن دوره ليس فى صالح الشعب، وإنما هو أحد أدوات السلطة لتبرير الجرائم ومباركة القمع وتزييف التاريخ وتدليس الواقع، ولا فارق هنا بين إعلام بشار وأذرع السيسي فى ساحة الأكاذيب.