قال موقع ذا ديلي بيست الأمريكي، إنه على الرغم من تصريحات الرئيس المنتخب دونالد ترامب، بأنه ضد الانغماس في الصفقة مع إيران مثل أوباما، إلا أنه قد ينتهي به الأمر إلى فعل الشيء نفسه. وأوضح الموقع في تقرير له، أن ترامب يريد العمل مع روسيا، وهو يريد احتواء إيران، لافتًا إلى أنه في سوريا وغيرها تجد أن روسياوإيران يشكلان فريقًا واحدًا؛ حيث قال: "ترامب قدم أوراقه"، موضحًا أنه يريد أن ينضم إلى الجانب الروسي في الحرب السورية، بينما يعارض بشدة الجانب الإيراني.. ولكن في عالم الواقع الحقيقي فإن الطرفين على نفس الجانب". وتأكيدًا لهذا، قال الموقع إن الإيرانيين لم يخفوا فخرهم بتحقيق الإنجاز في حلب بمساعدة روسيا، مضيفًا أن وزير الدفاع الإيراني، «يحيى رحيم صفوي»، قال يوم الأربعاء إن: «حلب تحررت وذلك بفضل التحالف بين إيرانوسورياوروسيا وحزب الله.. لقد أظهرت هذه المعركة قوتنا.. وينبغي على الرئيس الأمريكي الجديد أن يعي نفوذ إيران». ولفت إلى أن هذه الجملة الأخيرة لا ينبغي أن تقرأ كتحذير روتيني مجرد للرئيس المنتخب «دونالد ترامب». وأضاف أن ترامب شجب الصفقة مع إيران، ووصفها بأنها «أحد أسوأ الصفقات على مر التاريخ»، وتعهد بإعادة تقييم الصفقة، وهنا يبدو اختيار ترامب لفريقه جديرًا بالملاحظة. على سبيل المثال، هناك المرشح لوزارة الدفاع المتقاعد «جيمس ماتيس» الذي قال في أبريل الماضي: "أعتقد أن من بين التحديات الكثيرة التي تواجه الشرق الأوسط هي إيران.. النظام الإيراني، في رأيي، هو التهديد الوحيد الأكثر ديمومة لتحقيق الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط ". يوجد ممثل آخر وهو مايك بومبيو وهو من أشد منتقدي الصفقة مع إيران والآن سيضعه ترامب مديرًا لوكالة المخابرات المركزية، قد دعا في وقت سابق الكونجرس «للتحرك الفوري لوقف جميع شحنات النفط من إيران، وإعادة العقوبات الاقتصادية». كما ربط «بومبيو» الخطة الشاملة المشتركة، وهو اسم الاتفاق رسميا، بالتوسع الإيراني، مشيرًا إلى أنه لا يوجد في البروتوكول ما يقيد طهران من استمرار تمويل الأنشطة الإرهابية، من حزب الله إلى حماس، ومن الحوثيين في اليمن إلى الميليشيات الشيعية في العراق. جون بولتون، هو أيضًا ضمن تشكيلة ترامب كنائب وزير الخارجية، هو يتفق مع ماتيس أن إيران هي الممثل الأكثر تدميرًا في الشرق الأوسط ولكن يذهب إلى أبعد من ذلك، مؤكدًا أنه لابد من تغيير النظام. وأخيرًا، عين ترامب مستشار الأمن القومي، المثير للجدل الجنرال مايكل فلاين، هو أيضا من دعاة تغيير النظام الإيراني المعادي للمصالح الأمريكية. ويعرف عن فلاين كذلك قربه من موسكو، وهو الأمر الذي أثار الدهشة في الأوساط المحافظة. حيث كان يجلس بجانب فلاديمير بوتين في قناة التلفزيون الحكومية الروسية العام الماضي. وهو يرى أن روسيا يجب أن تقدم المساعدة في هزيمة تنظيم الدولة. وهنا يكمن التناقض المركزي في جميع أنحاء أهداف السياسة الخارجية ل«ترامب». فقد قال ترامب مرارا أنه يريد العمل مع «الأسد» و«بوتين»، الذي يعجبه، في هزيمة «أبو بكر البغدادي»، (ناهيك عن أن كليهما لم يتمكنا من هزيمته وإجباره على الخروج من المدينة القديمة تدمر، وهما منشغلان في قتال فصائل المعارضة الأخرى في المدن السورية ذات الكثافة السكانية العالية). إذن كيف يزعم أنه يفعل ذلك، فيما يقوم باحتواء وردع إيران في نفس الوقت؟ بالطبع فإن «ترامب» وفريقه ليسوا بالضرورة مخطئين في تقديرهم عن تمدد إيران الضار في المنطقة، على الرغم من أن الغريب أنه لم يستخدم كارثة سوريا للحديث عن هذه النقطة مؤخرًا. وقال المسؤولون في إدارة أوباما في الآونة الأخيرة أن سعيهم لاتفاق نووي مع طهران كان سببًا رئيسيًا لعدم رغبتهم في المزيد من المشاركة في الحرب الأهلية السورية وأن سقوط حلب هو نتيجة مباشرة لهذا الخيار. ويبدو أن احترام «الدور الإيراني» في بلاد الشام، كان جزءًا لا يتجزأ من تسوية لطالما سعت لها الإدارة. ويبدو أن السياسة الخارجية ل«ترامب» سوف تكون مثيرة للسخرية أيضًا، ومع إدانته تواصل «أوباما» مع الأعداء في إيران خلال حملته الانتخابية، فقد ينتهي به الأمر إلى فعل الشيء نفسه، ومن المرجح أنه سوف يفشل أيضًا.