كتبت - نورهان حجازي: بعنوان "ترامب العرب" أعد معهد "كارنيجي" المتخصص في دراسات الشرق الأوسط تقريرًا عن تأثير فوز الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية على دول المنطقة. ولفت المعهد إلى أن نتيجة الانتخابات الأمريكية هذا العام كانت صادمة، بعد فوز دونالد ترامب الرئيس ال45 للولايات المتحدة"، موضحة أن مؤسسات السياسة الخارجية الأمريكية تسودها حالة من الرهبة إزاء المستقبل الذي سيشهده العالم العربي، خاصة مع التصريحات المروعة التي قالها ترامب خلال حملته الانتخابية فيما يتعلق بالشرق الأوسط. ووأوضح أنه لا يجب أن نكلف أنفسنا عناء قراءة محتوى الكثير من هذه التصريحات المؤسفة، والتي تعتبر دعاية إعلامية وتحتوي على القليل من القرارات السياسة المستقبلية له"، مضيفًا أن حملة ترامب لم تضم أي من مستشاري السياسة الخارجية.
وتساءل "كيف نتمكن من معرفة حقيقة سياستة تجاه الشرق الأوسط؟"، موضحة أنه للأسف الإجابة على هذا السؤال صعبة، ما يُفسِّر القلق العميق لمعظم المعنيين بالسياسة الخارجية الآن. أنباء جيدة لبشار وبوتين وقال المعهد الأمريكي: إن "انتصار ترامب هو خبر رائع لبشار الأسد، خاصة أن الأخير مسؤول عن موت مئات الآلاف من السوريين وتشريد ملايين آخرين، كما يعد الانتصار نبئًا جيدًا أيضًا بالنسبة لنظيره الروسي فلاديمير بوتين"، مضيفًا "بينما يبدو النفوذ الروسي بسوريا مستمرًا، إلا أن قدرة موسكو على ترجمة هذا إلى نفوذ إقليمي أوسع، ربما كان مبالغًا فيه". داعش والإرهاب ولفت التقرير إلى أن رغم انتقادات ترامب المتكررة لإدارة أوباما فيما يتعلق بدحر داعش، حققت تلك الجهود ثمارًا كبيرة في الأشهر الأخيرة بالأخص في العراق، وذلك بعد استعادة الموصل"، موضحة أنه سرعان ما سيكتشف ترامب أن إلقاء داعش في الجحيم أصعب من التصريحات التي تعهد فيها بذلك. اتفاق النووي في خطر وعن الملف النووي الإيراني لفت "كارنيجي" إلى أن الاتفاق مع الغرب كان أحد أهم الإنجازات لإدارة أوباما، لكن نفس الاتفاق أصبح يواجه خطرًا شديدًا، حيث وصفه ترامب بأنه كارثي. لكن المعهد نوه إلى أنه من غير المرجح أن يلغي ترامب الاتفاق بهذه البساطة، فهذا سيؤدي لأزمة نووية يمكنها ابتلاع رئاسته، في وقت تستفيد فيه طهران وواشنطن من الاتفاق، كما أن احتمالية نشوب حرب بين الولاياتالمتحدة وإيران في الشرق الأوسط هي أمر مُروع للغاية. حلفاء ترامب وذكر المعهد في تقريره أن هناك احتمالية أن يري ترامب فرص جيدة لإعادة تفعيل الشراكات المضطربة مع بعض الحلفاء التقليديين مثل إسرائيل والسعودية، فعلي المدى القصير، قد ينجح في هذا المجال مع اجتماعات رفيعة المستوى و كبار المسؤولين بالرياض وتل أبيب، وذلك في أوائل العام المقبل 2017. وأضاف أن استمرار تجاهل أمريكا لشؤون الشرق الأوسط - من المرجح أن يرجع التوترات مرة أخرى، وهذا هو الحال بصفة خاصة مع الرياض بسبب نهج ترامب في قضية سوريا"، أما فيما يتعلق بإسرائيل لفت إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو قد تستفيد من إدارة ترامب، خاصة عدم اهتمامة بالصراع العربي الإسرائيلي.