أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي، زيارة إلى دولة أوغندا اليوم، استمرت يومًا واحدًا، بهدف توقيع اتفاقيات دولية في عدة مجالات لتبادل الخبرات بين الجانبين. وتأتي الزيارة التي تأتي بعد أيام من قيام وزير دفاع الكونغو بزيارة القاهرة للتعاون العسكري بين مصر وبلاده. وجاءت في وقت تتوسع فيه المملكة العربية السعودية داخل إفريقيا، إذ قام مستشار العاهل السعودي بالديوان الملكي أحمد الخطيب بزيارة إلى سد النهضة، في زيارة أثارت جدلاً في مصر. وبجانب سد النهضة، فإن تحركات السعودية إفريقيا بدأت تثير مخاوف النظام المصري، خصوصًا في ظل اختلاف وجهات النظر بين البلدين في عدد من الملفات، أهمها الأزمة السورية، حيث تعتبر السعودية ثاني أكبر استثمار أجنبي داخل إثيوبيا. بدورها، ترتبط أوغندا مع إيران بعلاقة وثيقة جدًا، إذ شهدت الأيام الماضية، توقيع 4 اتفاقيات بين الجانبين في المجال الاقتصادي والتجاري. واتفقت إيران مع أوغندا على عدة أمور أهمها تدشين مصنع لتجميع الجرارات، وتنمية الثروة السمكية، وتخصيص بعض الأراضي لمؤسسات إيرانية بهدف إيجاد منطقة زراعية نموذجية، كما تم التوقيع على مذكرات تفاهم حول برامج إذاعية وتليفزيونية. فيما تسعى مصر إلى توطيد علاقاتها بأوغندا ضمن ما تعتبرها مرحلة مهمة للتعمق إفريقيا وتغيير السياسة القديمة نحو دول حوض النيل. وقال الدكتور هاني رسلان، الخبير في الشأن الإفريقي، إن "زيارة الرئيس السعودي لأوغندا كان مرتبًا لها منذ أسبوع"، معتبرًا أن "تلك الزيارة لم تكن رد فعل، وذلك لأن الرئيس السيسي قام بزيارة سابقة إلى أوغندا في نفس العام". وأضاف ل "المصريون": "هناك محوران تعتمد عليهما مصر حاليًا في التعامل الإفريقي، أحدهما شق ثنائي والآخر إقليمي"، موضحًا أن "زيارة السيسي لأوغندا بحثت ملفات عديدة ومنها الإقليمية، وذلك لكون أوغندا دولة مهمة جدًا في دول حوض النيل". وأشار إلى أن "زيارة السيسي لأوغندا لكونها تمتلك قوات في القرن الإفريقي، وأيضًا إثيوبيا لديها قوات أيضًا وبالتالي فإن زيادة التعاون بين مصر والدول الإفريقية التي تمتلك قوات بالقرن الإفريقي يعني وسيلة من وسائل الضغط على إثيوبيا". من جانبه، رأى الدكتور ضياء القوصي، الخبير المائي، أن اتجاه السيسي نحو العمق الإفريقي هو شئ إيجابي والهدف منه هو سد النهضة، نافيًا أن تكون هذه الزيارة هدفها توصيل أي رسائل إلى السعودية، لوجود تعاون قوي بين أوغنداوإيران. وأوضح القوصي ل "المصريون"، أن "اهتمام الدولة بالعمق الإفريقي تأخر كثيرًا ولكن حدوثه حاليا أفضل من عدمه"، مؤكدًا أن أوغندا هي أحد أهم دول حوض النيل وتحسين العلاقات معها مفيد في ظل سعي إثيوبيا للاستحواذ على الدول الإفريقية، والتي كان آخرها السودان. وقبل زيارة الرئيس السيسي لأوغندا بساعات قليلة، قام الأمير سلطان بن محمد بن آل سعود الكبير، مؤسس شركة المراعي، بزيارة إلى أوغندا، وذلك بعد أن وصل إليها بطائرته الخاصة لاستكشاف فرص استثمار في قطاع الزراعة. واستقبله هناك سفير المملكة وسفير أوغندا في السعودية.