دعا الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إلى ضرورة رفع الظلم عن المسلمين في ميانمار، حيث يتعرضون لاضطهاد عرقي من جانب البوذيين، عارضًا الوساطة بين قيادات الأديان والعرقيات في ميانمار، من أجل إنهاء الاحتقان بينهم. وخلال استقباله مينى لوين، سفير ميانمار بالقاهرة، قال الطيب إنه على استعداد للقاء مجموعة من الشباب المؤثرين والقادة الدينيين من جميع الأديان والعرقيات في ميانمار، وخصوصًا في المناطق الملتهبة، من أجل إزالة الاحتقان وتحجيم هوة الخلاف بين الجميع. وأوضح، أنه "لا بد من وجود نتائج ملموسة لهذا اللقاء بحيث يتم رفع الظلم عن المواطنين المسلمين وينطلق مِن خلاله سلام شامل ودائم بين كافة أطياف الشعب البورمي". من جهته، أطلع سفير ميانمار، شيخ الأزهر على مجمل الأوضاع في بلاده، وقام بشرح جغرافيا التوتر التي يعاني فيها المواطنون المسلمون من العنف والاضطهاد من بعض المختلفين معهم في الدين. وأكد أن وزارة الخارجية في حكومة ميانمار رحبت بتقدير كبير باهتمام الأزهر لإنهاء حالة التوتر المحتدمة هناك، وإحلال السلام بين جميع الأطراف، وذلك لما للأزهر من خبراتٍ كبيرةٍ في إطفاء نار الفتن وحقن الدماء، ولشيخ الأزهر من علاقات متميزة مع كل الأديان وجهود لإقرار السلام العالمي. ويعيش نحو مليون من مسلمي الروهينجا، في مخيمات بولاية "أراكان"، في الجنوب الغربي من البلاد على الحدود مع بنجلاديش، بعد أن حُرموا من حق المواطنة بموجب قانون أقرته ميانمار عام 1982. وتعتبر حكومة ميانمار مسلمي الروهينجا مهاجرين غير شرعيين، من بنجلاديش، بينما تصنفهم الأممالمتحدة ب "الأقلية الدينية الأكثر اضطهادًا في العالم. ومع اندلاع أعمال العنف، ضد مسلمي الروهينجا، في يونيو 2012، بدأ عشرات الآلاف منهم بالهجرة إلى دول مجاورة، على أمل الحصول على فرص عمل، ما أوقعهم في قبضة متاجرين بالبشر. ومنذ أكثر من شهرين تشن سلطات ميانمار عمليات عسكرية في ولاية "أراكان" إلى جانب ولايتي وشان وكاشين، أسفرت عن مصرع وإصابة مئات السكان المدنيين، وتدمير الممتلكات والبيوت في قرى يقطنها مسلمو الروهينجا، فضلاً عن تهجير مئات آخرين إلى بنجلاديش.