في ظل غلاء الأسعار والحالة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، يقبع معدومو الدخل في زاوية منفردة بعيدًا عن ضجيج السياسة ورجالها، ليبحث عما يكفيه شر الحاجة هو وأسرته، لكن هناك سؤالاً مُلحًا حول طعام محدودة الدخل وكم يتكلف يوميًا وهل يتواكب طرديًا مع دخله لا سيما بعد تحرير سعر الصرف الذي كبده أعباء إضافية. «المصريون» تحدثت مع أكثر من أسرة للوقوف على كيفية قضاء يومهم في ظل هذا الغلاء؟ وكم تتكلف كل وجبة من وجبات اليوم؟ وما الأصناف المعتادة في هذه الوجبات؟ وكانت البداية مع أسرة محمد عماد، عامل باليومية، وهو أب لطفلين يسكن هو وزوجته وطفلاه الاثنين في شقة مكونة من حجرتين بمنطقة عزبة العسال بحي شبر تشعر من الوهلة الأولى بآلام هؤلاء، ملابس بالية ووجوه يكسوها التعب؛ حيث قال عماد إنه يعمل باليومية فهو لم يمتهن مهنة ولم ينل حظًا من التعليم، فيخرج كل صباح ليبحث عن لقمة العيش له ولأولاده إلا أن الحياة أصبحت صعبة ولم يعد الحال كما كان، فكل شيء أصبح غاليًا ولم تعد الأسرة مننا تأكل إلا وجبتين. وأضاف عماد: "أخرج كل يوم على باب الله فيوم ربنا يرزقني ب100 جنيه ويوم مفيش بس الحمد لله على كل حال"، موضحًا أن الأيام الآن أصبحت أصعب في كل شيء، قائلاً: "كانت ال100 جنيه منذ شهور بتجيب فاكهة وخضار وبنعرف نمشي حالنا بيها وبناكل ثلاث وجبات، دلوقتي أصبحنا نأكل وجبتين بالعافية". لتتدخل زوجته بصوت يبدو عليه الحزن والألم قائلة: "كنت باخد ال50 جنيه وبعرف أمشّي حالي بيها وأعمل أكلة معقولة للولاد إلا أنها اليوم لم تعد تجيب شيء فكل حاجة بقت غالية، حتى الفول والطعمية اللي بنعتمد عليهم كل يوم غلوا، بقيت أروح لمحل الفول والطعمية وأجي أطلب منه بجنيه فول يرد عليه ويقول أقل حاجة بجنيه ونص وبقت القرص الطعمية اللي كنا بنجيبه بربع جنيه بقى التلاتة بجنيه". وأضافت: "علشان ناكل وجبة دلوقتي فيها لحوم وخضار محتاجة أقل حاجة 100 جنيه وده طبعًا صعب في ظل عدم توافر هذا المبلغ كل يوم"، موضحة أكثر الأكلات التي تدخل بيتهم الآن هو الفول والطعمية والجبنة والبيض والكشري وده طبعًا بيكون بوجود صنف عن صنف وإن ربنا رزق زوجها يبقى في خضار وده لا يحدث إلا كل شهر مرة- بحسب قولها. كمال محمود صنايعي جبس يقول إن الوضع الحالي لا يساعد في أن يعيش عامل اليومية ولا الكثيرين من أمثالنا حياة آدمية ولا سيما بعد غلاء الأسعار الذي أصاب كل شيء، لافتًا إلى أن 15 جنيه في عهد المعزول مبارك كانت تكفيه هو وزوجته وابنه أم الآن أصبح عندي أربعة أولاد والحياة أصبحت صعبة ولا أستطيع أن أوفر لهم إلا القليل الذي لا يكفيهم إلا اليوم. وأضاف محمود ل"المصريون" أن العمل لم يعد مستمرًا كما كان قائلاً: "الشغل كان كل يوم وفي دخل بيدخل وبنعرف نصرف دلوقتي بيقت مبشتغلش إلا 10 أيام في الشهر كله بسبب عدم الغلاء الذي جعل الناس تبحث عن الأولويات"، موضحًا أن الشهر يمر عليه هو وأولاده ولا يذوقون فيه طعم اللحوم". وبسؤال زوجته عن تكلفة وجبات الطعام الثلاث، قالت إنهم في ظل هذا الغلاء لم يستطيعوا الحصول إلا على وجبتين، وجبة الفطار ووجبة الغداء، فالوجبة الأولى تتكلف ما بين 10 إلى 15 جنيهًا وتكون عبارة عن فول وطعمية وعيش ومخلل، أم الوجبة الثانية وهي وجبة العداء فتتكلف أكثر من 50 جنيهًا وتكون خالية من اللحوم والخضار، موضحة أنهم يأكلون مرة واحدة في الشهر لحومًا، وتتكلف الوجبة حينها ما يزيد على 150 جنيهًا وهذا اليوم نسميه "عيد". وكان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، قد قال الثلاثاء الماضي، إن 27.8% من سكان مصر تحت خط الفقر، ولا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم من الغذاء وغيره. وأوضح اللواء أبو بكر الجندي، رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، خلال المؤتمر الذي عقده للإعلان عن نتائج بحث الدخل والإنفاق لعام 2015، أن 57% من ريف الوجه القبلي فقراء مقابل 19، 7% بريف الوجه البحري، مشيرًا إلى أن 27.4% في حضر الوجه القبلي مقابل 9.7% بحر الوجه البحري. ولفت الجندي إلى أن 15% من سكان المحافظات الحضرية فقراء، مشيرًا إلى أن أعلى مستويات الفقراء تستحوذ عليها محافظتا أسيوط وسوهاج بنسبة 66%، ثم محافظة قنا بنسبة 58%. وبين أن محافظة القاهرة يصل نسبة الفقراء بها نحو 18% في حين تمثل محافظة بورسعيد أقل المحافظات في نسبة الفقراء والتي تبلغ 6، 7% يليها محافظة الإسكندرية بنسبة 11. 6 %. وأضاف أن 14.7% في أغنى فئة إنفاقية ويبلغ إنفاقهم السنوي أكثر من 12 ألف جنيه في حين نحو 10.8% في أدنى فئة إنفاقية والذي يبلغ إنفاقهم السنوي أقل من 4 آلاف جنيه.