ندت قوى ثورية وأحزاب وشخصيات مصرية معارضة، اليوم الأربعاء، بالمأساة الإنسانية، التي يعيشها أهالي مدينة حلب التي تحاصرها قوات النظام السوري. وشددت تلك القوى والأحزاب في بيانات وتصريحات منفصلة، على تضامنها مع الشعب السوري، وعلى أن "الجرح والمصير المصري والسوري واحد". وقال أحمد عبد العزيز، عضو الفريق، في رسالة موجهة للشعب السوري،، "باسم الرئيس محمد مرسي، وفريقه الرئاسي، أجدد التضامن مع الشعب السوري الشقيق في نضاله ضد (الخائن) بشار الأسد". وأضافت الرسالة "لقد كنا أول من قال لبيك سوريا (إشارة إلى خطاب مرسي قبيل الإطاحة به من الحكم)، قلناها بصدق وعزم". من جهته، قال أحمد، نجل مرسي، في منشور عبر صفحته على موقع "فيسبوك": "قال الرئيس محمد مرسي لبيك يا سوريا فأسروه، أين حكام العرب من اغتيال وقتل وهتك أعراض العرب، أين القومية العربية التي دوماً صدعتمونا بها". وتساءل "هل تنتظرون الشيعة وإيران ليحتلوا الحرم المكي، هل تنتظرون أن يصلي أهل السنة سراً خوفاً على حياتهم". من جانبها، أدانت جماعة الإخوان المسلمين، المأساة التي تشهدها حلب. وقالت الجماعة في بيان لها، "نبرأ إلى الله نحن جماعة الإخوان المسلمين، مع كل إنسان حر في هذا العالم، من مذبحة حلب التي لم يجر مثلها في التاريخ الحديث".
وشدد البيان على أن "المجزرة بدأت مع خذلان القريب وانتهت بتحالف الغريب، الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا، ليرى العالم كله جثث النساء والأطفال والعجائز متناثرة وسط برك الدماء وخراب المدينة ودمارها". في السياق، دعا حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية في مصر، جموع المصريين وعلى رأسهم علماء الأزهر الشريف إلى الانتفاض من أجل انقاذ السوريين، والوفاء لحلب المسلمة التي تتعرض لمجازر بشعة على يد قوات بشار الأسد. كما أدان كل من حزب "غد الثورة" و"الوطن" الانتهاكات والمجازر في حلب، وذلك في بيانين منفصلين صدرا عنهما. أما هيثم محمدين، القيادي اليساري بحركة "الاشتراكيون الثوريون"، فقال تعليقًا على حصار حلب، إن "الشعب السوري هو من يدفع ثمن هزيمة الثورة المصرية". وفي تدوينة له على موقع "فيسبوك"، قال محمدين "السوريون يدفعون ثمن هزيمة الثورة المصرية، خيّبنا آمال الشعب السوري وهو الآن يُحرق وحده.. يا للقهر". وقالت شخصيات ثورية ومعارضة في بيان :" إن ما يحدث في حلب هو وصمة عار على جبين الإنسانية جمعاء، وهو نتاج تخلي العالم الحر عن دعم طموحات الشعوب في الحرية. وإننا نرفض أن تستخدم السياسات الدولية وحسابات المكاسب الاستراتيجية كوسائل لتبرير الخسائر الفادحة في أرواح المدنيين في حلب وسوريا. وتابع :" وكما أن الموقعين على هذا البيان يجتمعون على رفض العنف وقتل الأبرياء في مصر، فإنهم كذلك يرفضونه ضد المدنيين في حلب وسوريا..لقد عانى العالم من فظائع وويلات المذابح ضد المدنيين طوال العقود الماضية، ولم يتحرك العالم لوقفها في حينها، والأن تتكرر في حلب وستتكرر غدا في أماكن أخرى وسوف يعاني العالم اجمع من تبعات تنامي خطاب العنف والكراهية الذي يستغل هذه المآسى الإنسانية". وأمس، توصلت المعارضة السورية وقوات النظام المدعومة من قبل روسيا، لاتفاق وقف إطلاق النار وإجلاء المدنيين من شرق حلب وذلك بوساطة تركية. وجاء الاتفاق بعد نحو خمسة أشهر من الحصار والقصف المكثف لقوات الأسد وحلفائه على أحياء حلب الشرقية، ما أسفر عن مقتل وجرح المئات. وفي وقت سابق اليوم خرقت قوات النظام السوري والميليشيات الطائفية المتحالفة معها، اتفاق وقف إطلاق النار، مستهدفة الأحياء المحاصرة في المدينة بعشرات قذائف الهاون والمدفعية إلى جانب القصف الجوي.