عقب الانفجار الذي شهدته الكنيسة البطرسية أمس، الأحد، بساعات، توجه عدد من الإعلاميين، المعروفين بدعمهم الكامل للنظام، لتغطية الحادث، فيما تعرض أغلبهم للضرب والإهانة من قِبل الأقباط الغاضبين على ذويهم. أقباط أكدوا أن الاعتداء على بعض الإعلاميين المحسوبين على النظام الحالي، والمعروفين بموالاتهم له، أمام الكنيسة البطرسية في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، دليل على معرفتهم بمدى خداع هؤلاء الإعلاميين، وارتفاع مستوى تكذيبهم لدى الشعب. وكان انفجار وقع أمس الأحد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أسفر عن 26 حالة وفاة و49 مصابًا، غالبيتهم من النساء والأطفال. أمين حزب الكرامة، أمين إسكندر، أكد أن الاعتداء على "أحمد موسى ولميس الحديدي وريهام السعيد" يدل على تطور عميق في مستوى الوعي، وإدراك حقيقة المسلسل السخيف الذي نعيشه منذ سنوات. وفي تصريحات خاصة ل"المصريون"، أضاف "إسكندر"، أن الإعلام الحالي بات لا يعرف سوى "التطبيل" للنظام في كل الأحداث، وعبّر عن اقتناعه أن ذلك الإعلام لا يعرف أن ينقل سوى ما يرضى النظام عنه؛ حتى وإن كان مخالفًا للحقيقة، حسب قوله. وأشار إلى أن المصريين فقدوا الثقة في الإعلام؛ لأنهم تأكدوا أنه يغطي الحقائق، ولا ينقل الأحداث بشكل حقيقي وواقعي، وإنما يتعمد أن يغمي أعين الناس عما يحدث، ولهذا كان حضور هؤلاء الإعلاميين مستفزًا لبعض الأقباط. وأوضح أن الأقباط كانوا في حالة نفسية لا تمكنهم من التعامل مع الإعلاميين والتسجيل معهم، مؤكدًا أن الحادث كان أليمًا ولا يمكن تقبله بسهولة. ومن جانبه، قال المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية، بولس حليم، إن الاعتداء على الإعلاميين مجرد تصرفات فردية من قِبل بعض الأقباط، ولا يعبر عن الرأي الرسمي للكنيسة. وأضاف "حليم"، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن ما حدث مجرد واقعة قد تحدث في أي وقت آخر، فقد يرفض البعض التسجيل مع الإعلام، خاصة إذا كان الحادث مأساويًا. وعن موقف الكنيسة من الإعلاميين المعتدى عليهم، أكد المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية، أن الكنيسة ليس لديها أزمة مع أي إعلامي وكل الإعلاميين لديهم على حد السواء طالما ينقلون الأحداث بشفافية وموضوعية. فيما رفض يحيي قلاش، نقيب الصحفيين، الاعتداء على الإعلاميين المذكورين، قائلًا: «سلوك مرفوض». وأكد نقيب الصحفيين في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن دق طبول الحرب على الإعلام، أكبر دعم للإرهاب، محذرًا: «انتبهوا هي مؤامرة اجتنبوها». أما المحامي الحقوقي جمال عيد، فقال في "تغريدة" له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن "الشعب انتقم وهاجم إعلاميي النظام". وكان بعض الإعلاميين منهم "أحمد موسى وريهام سعيد ولميس الحديدي"، تعرضوا إلى الاعتداء والضرب المبرح من قبل الأقباط المتجمهرين حول كاتدرائية العباسية، بمجرد وصولهم لتغطية أحداث التفجير. ومن جانبها، استنكرت "الحديدي" الاعتداء عليها، قائلةً: "أنا النهاردة موجوعة بزيادة، عشان تعرضت لشيء لم أتعرض له في حياتي، لا في عصر الإخوان ولا في غير عصر الإخوان، بالنسبة لي شيء عجيب". وأضافت أثناء تقديم برنامجها "هنا العاصمة" على قناة "سي بي سي": "بقدر تفهمي للغضب، بقدر عدم تقبلي للعنف، والعنف ده فيه ناس لازم تدفع تمنه، لكن أنا وزملائي هنفضل نقوم بدورنا إلى النهاية وعشان كده أنا موجودة النهاردة". فيما قال أحمد موسى: "أصررت على الذهاب للكنيسة رغم نصيحة البعض لي بعدم الذهاب ولكن أنا مش أحسن من حد، وهدفنا بلدنا". وأضاف "موسى"، خلال برنامجه "على مسئوليتي" على قناة "صدى البلد": "الناس اللي حاولت الاعتداء عليّ ليسوا مصريين، وليس لهم علاقة بالبلد وفى كل حتة تلاقيهم يعتدوا على الناس". وتساءل: "أنتم رايحين عشان تواسوا أهالي الشهداء ولا ليكم مصلحة؟ وضد مين؟ وإيه مصلحتكم وهدفكم من شتم الدولة؟"، مؤكدًا أن هؤلاء ضمن مجموعات ضد قداسة البابا ونظام الحكم. وتابع: "أنتم فاكرين لما تعملوا ده هتخوفونا وإحنا عارفينكم وشفتكم قبل كده.. وكل حاجة ضد البلد أنتم واقفين فيها، هؤلاء دخلاء، والأهالي المصريين احتضنونا ودافعوا عننا وحمونا من الأوباش اللي بيشتموا في الدولة من الصبح".