مصطفى بن مليح في حواره ل «المصريون»: سوء توزيع الثروات والموارد قضى على حلم التنمية.. والموازنة العامة تطير كالدخان على رواتب وأجور العاملين الحكومات المتعاقبة تجاهلت الإمكانات المصرية الهائلة.. وقصر النظر جعلهم لا يرون سوى الدلتا والوادي التعاون المصري الأمي يأتي لمكافحة الفقر.. والتعديلات الإنمائية الأخيرة ستحقق الاستقرار الاقتصادي أكد مصطفى بن مليح، ممثل الأممالمتحدة بمصر، أن الفقراء المصريين أشعلوا "الربيع العربي" ليزدادوا فقرًا، وأن التنمية المستدامة الضحية الأولى لتظاهراتهم. وقال بن مليح في حواره مع "المصريون" إن سوء توزيع الثروات والموارد قضى على حلم التنمية، وأن الموازنة العامة تطير كالدخان على رواتب وأجور العاملين. وإلى نص الحوار..
** في البداية.. ما المشروعات التي يعمل فيها البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة؟ البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة يقوم بدعم كل أولويات مصر في مجال التنمية، وخاصة في مجالات مكافحة الفقر، وخلق فرص العمل، بالإضافة إلى دعم كل برامج المرأة ودعم سياسات حماية البيئة في مصر، كما أنه يوجد لدينا مشاريع كثيرة في دعم سياسيات العمل، ودعم المقاولات الصغيرة، والصغيرة جدًا، كدعم مشروع حياة، والذي يقوم بدعم قرى كثيرة في محافظة المنيا، ويقوم بخلق فرص عمل للمرأة، وكذلك للشباب، ولذلك نستطيع أن نقول إن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة يدعم كل ما هو متعلق بمجال تنمية الموارد البشرية.
** ما حجم المساعدات التي تقدمها الأممالمتحدة لمصر؟ في الحقيقية ليس لدي رقم دقيق لحجم هذه المساعدات، ولكن الأهم للأمم المتحدة ليس حجم المساعدات المالية، بقدر اهتمامها بتكوين شراكة مع دول ومنظمات أخرى؛ لأن غالبية أنشطتنا هدفها تكوين شركاء آخرين، كما حدث مع دول كاليابان وسويسرا والاتحاد الأوروبي، حتى تساعد مصر أن تصل إلى الخبرات الدولية في مجالات عدة، فمساهمة الأممالمتحدة ليست مساهمة مالية ولكنها مساهمة بخبرات دولية في مجال التنمية.
** هذا بسبب أن المساعدات المالية المقدمة من الدول المانحة ضعيفة؟ القضية هنا ليست ضعف المساعدات المالية، ولكن القضية هنا أن هناك شراكة بين الأممالمتحدة ومصر لدعم أولويات مصر. ** هل تعتقد أن المساعدات التي تقدمها المنظمات التابعة للأمم المتحدة تستطيع أن تحقق طفرة في مجال التنمية في مصر؟ بالطبع.. فقد حققنا طفرة في مجالات التنمية في مصر، وعلى سبيل المثال، في قضية ختان الإناث، عملت الأممالمتحدة برامج في مجال ختان الإناث مع أغلبية محافظات الصعيد، أدى إلى تجريم ختان الإناث على مستوى مصر، بدعم من الأممالمتحدة، أما بالنسبة للنمو الاجتماعي والتنمية البشرية، فقد عملت الأممالمتحدة مع كثير من الوزارات كوزارة التخطيط، ووزارة التضامن الاجتماعي على تطوير سياسات مصر في مجال التنمية الاجتماعية وكذلك التنمية البشرية، وهذا يؤكد أن الشراكة بين الأممالمتحدة وكثير من الوزارات والمحافظات أدى إلى تحسين الإطار السياسي للتنمية.
** لماذا قمتم بتعديلات على إطار عمل المساعدات الإنمائية للأمم المتحدة؟ حتى يكون إطار التعاون بين الأممالمتحدة ومصر ملائمًا مع أولويتها، وفي إطار القالب الجديد في مصر.
** هل هذه التعديلات ستحقق الاستقرار الاقتصادي لمصر؟ بالطبع.. لأننا ندعم مشاريع مصر في التنمية، لذلك نتمنى أن يؤدي هذا الدعم إلى استقرار مصر الاقتصادي.
** كيف ترى تأثير ثورات الربيع العربي على مصر؟ مصر واجهت الكثير من الصعوبات خلال الأعوام الخمسة الماضية، وما زالت تواجه هذه الصعوبات في مجال السياحة، وفي انخفاض معدل النمو الاقتصادي، ولكن كل هذا التراجع طبيعي؛ لأنه حدث صدمات كثيرة في الماضي، ونتمنى أن ترجع مصر إلى النمو التي كانت عليه في السابق.
** كيف نستطيع إنقاذ الاقتصاد المصري خاصة أن مصر تعتمد بشكل رئيسي على السياحة؟ مصر لديها الكثير من الإمكانيات والموارد التي إذا تم استثمارها ستنهض وتكون في صفوف الدول المتقدمة، وذلك إذا تم إعطاء الفرص للقطاع الخاص والقطاع الخاص الصغير، لأنه سيساعد في تنمية الاقتصاد المصري بطريقة أكبر، فمصر لديها إمكانيات نمو هائلة تتعدي النيل والسياحة لم يتم استغلالها، لذلك عليها أن تنظر إلى ما وراء الدلتا والقاهرة.
** ما سبب تأخر التنمية لدينا؟ لأنه ليس لدينا استثمار في العنصر البشري، وليس لدينا اهتمام بالتعليم وجودة التعليم، فيجب إعطاء أهمية أكبر لنوعية وجودة التعليم وخاصة أن المحيط والسوق العالمي يتطوران، وكذلك يجب أن نطور التعليم حتى يواكب متطلبات القرن الواحد والعشرين وليس متطلبات القرن التاسع عشر، أغلبية الدول العربية يصمم بعقلية أوائل القرن العشرين.
** هل لبرنامج الأممالمتحدة دور تنموي في التعليم؟ الأممالمتحدة ككل لها دور في تنمية التعليم، ولها دور في كل الوسائل التي تمس التنمية البشرية، الشخص يحتاج إلى تعليم وصحة جيدة وموارد، لذلك حاولنا مع كل الشركاء أن نوصل هذه الفكرة أن التنمية هي البنية التحتية، فالتنمية هي الاهتمام بالجانب الاجتماعي والجانب التعليمي.
** كيف نستطيع مواجهة عجز الموازنة الدائم حتى نستطيع السير في طريق التنمية الحقيقي؟ إذا كانت كل مواردنا تتجه إلى سد خانة الأجور لن نخرج من هذه الدائرة، مصر لديها إمكانيات لتقوم بالابتكار والتغيير، ويجب عليها الاستفادة من خبرات الدول الأخرى.
** ماذا عن القروض الخارجية لدعم الموازنة؟ هناك جانب من هذه القروض يغطي الاحتياجات الاجتماعية حتى لا يكون للتنمية انعكاسات سلبية، ولذلك على متخذي القرار في مصر أن يأخذ بعين الاعتبار أن أي استثمار لديه انعكاسات سلبية وإيجابية.
** ما رأيك في القروض لسد عجز الموازنة؟ مصر لديها احتياجات وهذا شيء طبيعي، ليس هناك أي تغيير سيحدث دون أي موارد، ولكن في نفس الوقت يجب على مصر أن تأخذ بعين الاعتبار أن يكون هناك اهتمام بالقضايا الاجتماعية وأن يكون هناك عدالة في التوزيع.
** ماذا عن التنمية المستدامة.. هل حدث فيها تطور في الفترة الأخيرة؟ هناك مسئولون في مصر لديهم اهتمام كبير بالتنمية المستدامة بما في ذلك مصر مشاركة في أهداف التنمية المستدامة، كما أنها متطوعة في متابعة وإعداد تقرير سنوي في التنمية المستدامة.
** فما سبب زيادة نسبة الفقر في مصر حتى وصلت ل80%؟ من الواضح أن هناك انخفاضًا كبيرًا بالنسبة للسياحة، وكذلك انخفاضًا كبيرًا في النمو، وهذا بالطبع انعكس على مستوى الفقر.
** هل تستطيع المشروعات التنموية التي تقوم بها الأممالمتحدة في مصر من تقليل نسبة الفقر في مصر؟ الأممالمتحدة تحاول أن تحصد خبرات العالم لصالح مصر، ولكن دعم الأممالمتحدة لا يساهم بشكل مباشر لتقليل الفقر.
** لماذا؟ لأن تقليل الفقر يعتمد على البرامج التنموية الخاصة بمصر.
** هل الميزانية المخصصة للبرنامج كافية لكم؟ ليس هناك ميزانية كافية لاحتياجات التنمية.
** كممثل دائم لأمم المتحدة.. كيف ترى الوضع في مصر الآن؟ هناك جدية لدى المسئولين، لكن يجب أن يكون هناك مسئولية أيضًا على القطاع العام والخاص.