جددت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الثلاثاء، نداءها بضرورة توفير الوقود لمشافيها لإنقاذ الوضع الصحي فيها. وتسلمت الوزارة الأحد، الماضي دفعة طارئة من الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية في المشافي، بعد أن وجهت "الصحة" الفلسطينية بغزة نداءً عاجلا من أن مخزون الوقود في مشافي القطاع يكفي لساعات فقط، مشيرة إلى أن الدفعة الطارئة تمدد العمل في المشافي لخمسة أيام قادمة فقط. وقال أشرف القدرة الناطق باسم الوزارة ل "قدس برس": "إن وزارة الصحة تواجه أزمة غير مسبوقة في كافة مرافقها الصحية جراء نقص الوقود وتناشد كافة الجهات الحكومية الإغاثية بسرعة التدخل لإنقاذ الوضع الصحي المأزوم". وأضاف: "إن مرافق الوزارة تأثرت بشكل كبير بجدول توزيع الكهرباء اليومي تزامناً مع تكرار الأعطال في الخطوط المغذية لقطاع غزة، ما يزيد من استنزاف كميات الوقود التي تحتاجها المستشفيات"، مشيرًا إلى أن مشافي القطاع تحتاج شهريا 420 ألف لتر من الوقود. وأوضح القدرة أن كمية الوقود التي تسلمتها الأحد الماضي، تمدد العمل في المشافي لخمسة أيام قادمة فقط في ظل خطة التقشف وتقنين الاستهلاك التي بدأتها الوزارة تماشياً مع حالة النقص الشديد في الوقود. وشدد على أن هذه المنحة تنتهي يوم الخميس القادم والأزمة مستمرة وفي حال لم يتم تموين المشافي بالوقود سيكون لدينا خيارات قاسية، مجددا ندائه إلى كافة الجهات المانحة والمؤسسات الشريكة إلى دعم حاجة المستشفيات والمراكز الصحية من الوقود لضمان استمرار تقديم الخدمات الصحية للمواطنين في قطاع غزة. وأشار إلى أن المشافي كلها تعمل على الكهربا لا سيما وجود 570 حالة فشل كلوي تقوم بعملية غسيل الكلى من 3 إلى 4 مرات أسبوعيا إضافة إلى وجود حضانات الأطفال وأكشاك الولادة، وحالات الولادة القيصرية والعناية المكثفة وأقسام الطوارئ المختبرات وبنوك الدم وثلاجات التطعيمات، مؤكدا ان كل هذه المرافق لا يمكن قطع التيار الكهربائي عنها ثانية واحدة. وقال القدرة: "هذا كله سيتأثر ويكون له تداعيات خطيرة على الوضع الصحي، وسيكون عندنا خيارات قاسية ولكن نحن سنخفف الوطء عن المواطن لأن في النهاية المواطن يحتاج إلى رعاية صحية، نحن نحاول أن نبعد شبح الخيارات القاسية عن المريض وننجح حتى هذه اللحظة، وذلك من خلال استثمار ما لدينا من وقود من اجل إعطاء فرصة للطواقم الطبية للقيام بعملها". وكشف الناطق باسم وزارة الصحة في غزة عن اتصالات تجريها وزارته على المستوى الحكومي وعلى مستوى المؤسسات المحلية والدولية، معربا عن أمله أن تكون هناك حلول قادمة لإنقاذ الوضع الصحي، معربا عن ثقته في شركاءهم المحلين والدوليين في التدخل لإنقاذ الوضع الصحي. ويعيش قطاع غزة أزمة كهرباء كبيرة حيث يصل التيار الكهربائي لكل بيت ثماني ساعات ويقطع مثلها، وما يعرف بنظام (8 ساعات وصل و8 ساعات قطع)، وفي حال توقفت المحطة سيقلص ذلك ليصل 6 ساعات فقط ، وما يعرف بنظام (6 ساعات وصل و12 ساعة قطع). ويشار إلى أن إرباكًا كبيًرا طرأ خلال الشهرين الماضيين على جدول الكهرباء في قطاع غزة وزادت عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي عن عشر ساعات في اليوم الواحد. وتسببت الوسائل التي يستخدمها الفلسطينيون في إنارة منازلهم خلال فترة انقطاع الكهرباء بالعديد من الحرائق و"المآسي" الإنسانية. ويعاني قطاع غزة المحاصر منذ عشر سنوات من أزمة كهرباء خانقة في فصلي الصيف والشتاء نظراً لارتفاع الاستهلاك المحلي وعجز شركة توزيع الكهرباء وسلطة الطاقة عن توفير احتياجات الغزيين من الكهرباء. ويحتاج قطاع غزة، الذي يقطنه نحو مليوني فلسطيني، إلى 500 ميغاواط يومياً، لكن لا يتوفر منها سوى قرابة 222 ميغاواط في أحسن الأحوال، وتأتي من ثلاثة مصادر، هي: محطة غزة 80 ميغاواط، وخطوط كهرباء قادمة من الاحتلال بمقدار 120 ميغاواط، وأخرى مصرية تقدّر بنحو 22 ميغاواط.