صمت مبهم من الحكومة حيال الفيلم الوثائقى الذي أذاعته قناة الجزيرة القطرية تحت عنوان "العساكر"، والذي أجمع المصريون على اعتباره "مسيئًا" للجيش المصري غير أن تساؤلات طرأت حول السر وراء ذلك الصمت؛ فهل اكتفت الحكومة بإطلاق أنصارها للهجوم على الجزيرة ومن خلفها قطر، أم رأت أنها أكبر من تلك "الترهات"، أم أنها تعد ردًا مفحمًا غير متوقع. في حب الجيش ربما أزعج مغردو تويتر، صمت الحكومة ورفضوا أن يغضوا الأبصار عن تلك الإساءة فخرجوا منددين رافضين الإساءة بهاشتاج غرد في حب الجيش المصري. وعبر الهاشتاج، قال خيري عاطف: "المارشال الفرنسي مارمون عندما تولى قيادة الحلفاء فى حرب القرم: لا ترسلوا لى فرقة تركية ولكن أرسلوا لي كتيبة مصرية". فيما هاجم حساب باسم مصرية جدا، قطر، قائلة: "سيذكر التاريخ أن قطر جمعت قمامة أمريكا، تركيا أطفأت حريق إسرائيل وجيش مصر أشعل إسرائيل إيلات". ورأت سارة فهمي أن فيديو الجزيرة ما هو إلا تعبير عن مشاعر الكره في نفوس القطريين تجاه مصر، قائلة ميكرهش حماة الوطن غير أعدائها، عاش الجيش المصري مصنع الرجال". وقالت عروس النيل: "الشعب المصري كلو جيش جيشنا الشعب وشعبنا جيش الجيش في القلب وع الرأس وإحنا خدامينه بس هو يأمر". ولم تقف ردود الأفعال عند تويتر، عند هذا الحد، حيث اخترق هاكرز مصري موقع حكومة قطر الإلكتروني ووضع على الموقع صورة للجيش المصري مكتوب عليها "العسكرية المصرية شرف.. الانضمام لصفوف جيشنا العظيم حامى الأرض والعرض هو شرف لكل مصري". ويأتى اختراق موقع الجزيرة نت كثاني الاختراقات، حيث وضع الهاكرز صورة مكتوب عليها هاش تاج بعنوان "#الجيش_القطري_خير_هنود_الأرض"، ناشرين صورة لعسكريين قطريين. فيما أعلن هاكرز "أنونيموس مصر "من خلال صفحته بموقع "فيس بوك"، عن مسئوليتها لاختراق العديد من المواقع الالكترونية القطرية ردًا على محاولات تشويه قناة الجزيرة للجيش المصري، وحملت الحملة شعار "صبح على قطر باختراق مواقعهم". في هذا السياق قال محمد سامي، رئيس حزب الكرامة، إن الإعلام هو المعنى بالرد على تجاوزات قناة الجزيرة القطرية في حق الجيش، لافتًا إلى أن الأمر إعلامى بالدرجة الأولى أكثر منه سياسي. وأشار سامى، في تصريحات ل"المصريون": "أننا لا ننتظر شيئا من الحكومة في هذا الشأن"، لافتًا إلى أن قطع العلاقات أو سحب السفير أو رد رئيس الوزراء لم يكن حلاً للأزمة، قائلاً: "الإساءة لم تصدر من مسئول أو وجهة رسمية في قطر لترد عليها جهة رسمية أخرى وإنما من جهة إعلامية وعلى وسائل الإعلام الرد". بنكبر الأقزام هكذا يري محمد السعدنى، الخبير السياسي، رد فعل النشطاء والإعلاميين عن فيديو قناة الجزيرة للإساءة للجيش، لافتًا إلى أن أفضل رد على هؤلاء "الأقزام" هو التجاهل. وقال السعدنى، في تصريحات ل"المصريون"، كيف لدولة بها 90 مليون مواطن أن تنساق وراء دولة لا يتجاوز تعدادها 900 ألف، مشيرًا إلى أن جيش مصر أكبر من هذا بكثير ولا يحتاج لمدافعين. وأشاد السعدني، بموقف الحكومة، قائلاً: "كيف لمصر أن تصبح رد فعل لدولة بحجم قطر مؤكدًا أن الحل الدبلوماسي المتمثل في قطع العلاقات ليست الحل لأن العلاقات الدبلوماسية لا تحكمها وسائل الإعلام، مستشهدًا بالانتقادات التي وجهت للجيش الأمريكي وكذلك الاتهامات ولم تقف أى جهة رسمية في أمريكا لأنهم أكبر من ذلك.