للأزهر قيمة تاريخية سامقة عند المسلمين جميعا ..علما راسخا وتاريخا ناصعا .. ونموذجا راقيا...الأزهر بيت الفتوى ودار العلم ..ومكتبة المخطوط والمكتوب والمدون ..محراب العلماء .. ومكة الدعاة ...وملجأ السائلين والمتعلمين والحفظة والمرتلين...لكن الحال اليوم هل هو كذلك .. ؟..الكثير يعتقد أن سمعة الأزهر خُدشت في ال20 سنة الماضية ... والبعض يعتبر أن الأزهر أضحى جامعة كبقية الجامعات وتقلص دوره إلى مستوى مخيف جدا .. وتخلى عن مكانته ورمزيته في العالم الإسلامي لأنّه ببساطة لم يحافظ على استقلاليته التامة بعيدا عن التجاذبات السياسية . *******
اليوم الأزهر الشريف كمرجعية علمية جامعة ..وكبيت كبير للدين والفكرو للفتوى..ومقام للعلم والتعلم .. تشوهت سمعته بفعل تصرفات بعض من ينتسبون إليه وبفعل من يعادونه أو يستهينون بدوره ...وانحصر دوره وضعف أداؤه.. ربما لأنّه لم يواكب الأحداث ولم بنأى بموقعه عن الصراعات والمناكفات السياسية والحزبية ...مما انعكس سلبا عما يصدره عنه من فتاوي وتوجيهات تخدم الأمة في معاركها الحضارية والتنويرية.
*******
نأمل أن يكون الأزهر في المستقبل فوق السلطة وفوق السلطات ..فوق الرؤساء والمرؤوسين برمزيته وهيبته وتجميعيته وقوته ورزانته ..بأن يكون عامل تجميع لا أداة تفرقة وشرخ بين أطياف الأمة ..أن يرتقي لمن ينتمي للأزهر إلى مراتب القدوات والمرجعيات الكبرى ..ليتمكن من إرسال رسائله للدولة والمجتمع ويبسط هيبته من موقعه المميز والمرموق في مخيلة الناس ..وان يكون ملاذ الجماهير التواقة لمرجعية دينية فريدة وعالية وحصينة .. تمنع الناس من الغلو والشطط والشذوذ والتطرف ...بأن يصنع منارات علمية جديدة تقرأ الدين الصحيح وتسمو بالناس إلى روح الإسلام السمح.. و الحق المنير بعيدا عن التسطيح والتدليس والانعزالية والموت البطيء لسمح الله . ---------- ** كاتب جزائري