فى حوار مع "المصريون": الداخلية ارتكبت جريمة باقتحام نقابة "الصحفيين" لجنة الإفراج عن المحبوسين "ضد العفو".. وأداؤها يدعول"الشك" دعوات التمديد للرئيس استبدادية.. والدفاع عن "تيران وصنافير" شرف قدرة الإخوان على الحشد "أسطورة".. وعهد "مرسى" لم يشهد حريات لهذه الأسباب رفضت المشاركة فى 11/11 قضيتى أكبر من أن يتدخل فيها محمود بدر.. ومازلت مختلفًا معه وسط أركانها ودروبها الشاهدة على واقعة هزت الرأى العام، ليس المصرى فقط بل العالمي، التقت «المصريون» فى قلعة الحريات ومنبرها، بواحد من أبطال تلك الليلة الظلماء على الصحفيين، "عمرو بدر" رئيس تحرير بوابة يناير. بدر، روى لنا، كواليس ليلة الاقتحام، والقبض عليه وزميله محمود السقا قبل أن يُفرج عنهما بعد قضائهما أكثر من 120 يومًا مسلوبى الحرية لدعوتهما لها، واللذان مازالا قيد قضية "الدعوة للتظاهر والتحريض على قلب نظام الحكم"، نافيًا فى الوقت ذاته علم نقيب الصحفيين تواجدهما أو التستر عليهما. كما عرج على توالى أحكام مصرية جزيرتى "تيران وصنافير"، مؤكدا أن الدفاع عنهما شرف. وفى الحوار، علق على تشكيل لجنة الإفراج عن المعتقلين، واصفا أداءها بالسيئ. وعن علاقة البرلمانى محمود بدر، بالإفراج عنه، وأضح الكاتب الصحفى حقيقة ذلك وعلاقتهما الحالية. وفى نهاية الحوار، عقد مقارنة بين الحريات فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، والرئيس الحالى عبد الفتاح السيسي، ورسالته للرئيس. فى البداية.. كيف استقبلت رفض "القضاء الإداري" استشكال الحكومة على مصرية "تيران وصنافير".. وتوقعاتك لقرار الدستورية العليا بعد تأجيل نظر "منازعة التنفيذ" ل8 يناير المقبل؟ بنفس قناعتى الأولى أن هذه أرض مصرية، قالها الكثير من الصحفيين والكتاب والسياسيين والقضاء المصري، بحكمين "حكم الدرجة أولى فى محكمة القضاء الإدارى والاستشكال الأخير"، لذلك استقبلته بنفس قناعتى التى تترسخ يومًا بعد يوم بأنها أرض مصرية والدفاع عنها شرف، وأن أى ثمن ندفعه يستحق. وأما عن قرار الدستورية العليا، نتمنى أن الأحكام تصدر موافقة فى الحد الأدنى للإرادة الشعبية التى أكدت أنها أرض مصرية وأنه يجب الدفاع عنها- وإن شاء الله- الأحكام تصدر بنفس الشكل. فيما يتعلق بقضيتكما.. ما مصيرها حاليًا.. وهل تعرضتما لأى انتهاكات فى أثناء الاعتقال؟ ما زالت القضية مفتوحة أمام القضاء، نحن خرجنا من حبس احتياطى ولكن القضية ما زالت فى نيابة أمن الدولة العليا. أما على مستوى الحبس، فلم أتعرض لأى تعذيب أو إساءة بمعناها المباشر أو المادي، ولكن بالطبع تعرضنا لضغوط نفسية وعصبية كبيرة جدا أكبر من أن يتحملها بشر، على سبيل المثال، أستطيع أن أقول إننا كنا محبوسين فى زنزانة مساحتها 3 أمتار تقريبًا، وظللنا سبعين يومًا داخل الزنزانة ولم نخرج منها ولو دقيقة واحدة، كما تم منع الزيارات عنا لمدة 21 يومًا، ومنع الجرائد، وعندما نطلب كتبا كانوا لا يسمحون بغير كتاب واحد فقط. على ذكر قضيتكما.. برأيك لماذا تأخر الإفراج عن محمود السقا أكثر من شهر بعد الإفراج عنك؟ كانت هذه إجراءات قانونية ليس لها علاقة بأى شيء، أنا خرجت فى استئناف على حكم الحبس الاحتياطي، المحكمة قررت ذلك، "محمود" قدم استئنافا وتم رفضه قبل أن أقدم استئنافى من عشرة إلى 15 يوما، ولذلك كان عليه أن ينتظر شهرًا لكى يقدم استئنافا جديدًا وفقًا للقانون، وجرى ذلك وفقًا للإجراءات القانونية، وليس تعنتا به. انتشرت أنباء أن الإفراج عنك جاء بعد تدخل البرلمانى "محمود بدر" المعروف علاقته بك فضلا عن علاقته الوثيقة بالسيسي.. ما حقيقة ذلك.. وهل حاول التواصل معك فى أثناء اعتقالك.. والحديث الذى دار بينكما؟ لا محمود بدر ولا غيره، الموضوع كان أكبر بكثير منه، وهو نفسه أكد أنه ليس له علاقة ولا كان يقدر يخرجني. أظن أن القضية كانت واضحة أنها أكبر من أن يتدخل فيها أى شخص، وبالمناسبة على سبيل المثال "مالك عدلي" خرج قبلي، لو كان هناك تدخل لما كان عدلى يستطيع أن يخرج الأول. واضح أنه كان هناك اتجاه من الدولة أن القضايا الخاصة بجزيرتى "تيران وصنافير" توشك على الانتهاء لذلك كان من المنطقى أن تنتهى أى قضية مرتبطة بها. بالطبع محمود بدر جاء لزيارتى مرة واحدة، وفيما يتعلق بالحديث أنا لا أستطيع الإجابة، لأنه شيء إنسانى يتعلق بينى وبين ابن أخي، لأنه معلوم أن علاقة الدم، أبقى من أى خلاف سياسي، والذى ما زال موجودًا. ماذا عن محاكمة نقيب الصحفيين يحيى قلاش وزميليه.. كيف تراها خاصة أنه يحاكم بتهمة إيوائكما؟ هذه جزء من تبعات قضيتنا الأصل، الداخلية ارتكبت جريمة باقتحام نقابة الصحفيين، فحاولت أن تغطى على جريمتها بأشياء كثيرة، منها حبسى أنا ومحمود السقا لأكثر من 120 يومًا، وافتعال قضايا للزملاء النقيب وأعضاء مجلس النقابة، فهى جزء من التغطية على الجريمة الأساسية والأصل، فليست القضية تستر النقيب عنا، ف"قلاش" لم يتستر على أحد. القضية الأساسية، التى ستُكتب فى التاريخ أن الداخلية لأول مرة فى تاريخ نقابة الصحفيين، تقتحمها للقبض على صحفيين، وأنا عضو نقابى من عشر سنوات، وذلك تكذيب لما قالوه إننى لست عضوا نقابيًا، لم يراجعوا حتى أوراقهم، بطاقتى الشخصية التى تُصدر من جهتهم مكتوب فيها أننى عضو نقابة، فهذه تبعات القضية، للتغطية على الجريمة الأصل، ألا وهى اقتحام النقابة. فى مطلع الشهر الجارى أعلن الرئيس تشكيل لجنة للإفراج عن المعتقلين.. بم تصف القرار.. وتعليقك على التشكيل؟ بمجرد الإعلان عن تشكيل اللجنة لم أكن متفائلا، ولكنى تمنيت أن تتخذ خطوات حقيقية وأن الشباب المسجونين بتهم متعلقة بالرأى والتعبير والتظاهر يفرج عنهم. لكن الحقيقة مع الوقت، اتضح أن اللجنة أداؤها فى منتهى السوء والارتباك، وتصريحات إحدى عضواتها تعطى إيحاء عن "خلافات ومناوشات كبيرة" بين الأعضاء فيما بينهم، وتظهر أن اللجنة المشكلة لكى تسهل العفو على الشباب، تعمل ضد العفو من الأصل، يعنى لما تلك العضوة تصرح بأن "فلان وعلان وكذا" لن يخرجوا من السجن!! من المفترض يعنى أن تلك العضوة أنها فى لجنة تؤمن بحرية المعتقلين!! الحقيقة أنها تعمل على عكس الأهداف الأساسية للجنة. وأيضا أن العضوة نفسها تقول إن رئيس اللجنة الدكتور أسامة الغزالى حرب "مش طايقنى علشان أفكارى وحجابي" وكأن جزءًا من أهداف اللجنة أن تناقش هل الحجاب صح أم غلط؟ كل هذا شككنى فى اللجنة وفى طبيعة عملها وفى إمكانية أنها تعبر بشكل حقيقى وترضى الشباب المنتظر زملاءه وأقاربه المسجونين للإفراج عنهم. كيف تقيم دعوات التظاهر قبل 11/11.. ولماذا لم يشارك الثوريون؟ رؤيتى تتخلص لما بعد اليوم، أولا: أن قدرة جماعة الإخوان المسلمين على الحشد "أسطورة" انتهت فعليًا لأسباب كثيرة، أولها الضربات الأمنية التى تعرضت لها الجماعة طوال الثلاثة أعوام الماضية، ثانيا، أزماتهم الداخلية وانقساماتهم. أما ثانى أمر قرأته فى دعوات 11/11، أن رجل الشارع العادى أذكى من كل الناس، الذى أستطيع أن أؤكده أن المصريين غاضبون، وغير راضين على الوضع الاقتصادى والاجتماعي، لكن هل ذلك كاف لخروج الناس للاحتجاج فى الشارع ما بعد 11/11؟ لا، لأن التظاهر ليس مجرد إطلاق فكرة فى الهواء، أنا شخصيًا كنت رافضًا ل11/11 لأنها كانت فكرة فى الهواء، فليس من المنطقى شخص خارج مصر أو حتى داخلها أن يطلق فكرة فى الهواء ويعتقد أن الناس ستخرج للتظاهر، "ده كلام فارغ ملوش علاقة بالسياسة". لكى تستطيع أن تضغط بالشارع لابد من توافر قوى اجتماعية وسياسية منظمة واضحة تدعو للاحتجاج بسبب كذا وكذا..؛ فالناس فى ذلك الوقت سيُقيّمون هل هؤلاء الداعون صادقون أم كاذبون؟، بناء عليه يقررون، لكن أن تبقى فكرة فى الهواء أنا لا أعرف صاحبها ولا من خلفها ولا أعرف أهدافها والناس تستجيب لا.. الناس أذكى من ذلك. إذًا الذى قرأته، أن المصريين غير راضين عن الوضع الحالي، لكن أيضا لن يذهبوا للمجهول، الأسهل فى مصر حاليًا الاحتجاج، لكن الناس يريدون ثانى يوم الاحتجاج ماذا سيحدث؟ وليس يوم الاحتجاج نفسه، بمعنى أن يعلموا قبل خروجهم للاحتجاج ماذا سيحدث غدًا؟ وإلا سيصير مجهول، وبناء عليه إذا لم تكن هناك قوى سياسية منظمة تقدم برامج وبدائل فلن يستجيب الشارع. ذكرت أن المصريين رفضوا الخروج فى 11/11 خوفًا من المجهول.. إذا لماذا خرجوا فى 25 يناير.. ألم يكن مجهولاً أيضا؟ بالعكس أنا أختلف معك، لأسباب كثيرة، أولا 25 يناير كانت متأثرة بأجواء حاكمة مناخ العالم العربي، فى مصر قرأوا ماذا سيحدث على الأقل جزء منه، وذلك عندما هرب الرئيس التونسي، فأصبح هناك نموذج يحرك الجماهير للخروج والتأثير لدرجة أن تجبر الرئيس أن يرحل، إضافة إلى أن المناخ العام كان مختلفًا، فأنت لاتستطيع أن تقارن بين 25 يناير 2011 مثل بعد 5 سنوات، الشعب دخل فى تجارب وأنظمة مختلفة، فالوضع مختلف. الإعلام حاليًا يروّج بأن المواطنين راضون عن الإجراءات الاقتصادية ولذلك لم يخرجوا فى 11/11.. ما تعليقك؟ كلام فارغ وتضليل وغير صحيح، وهم أنفسهم متأكدون أنه غير صحيح أن الناس غير راضين والأزمات الاقتصادية تطحن الطبقة المتوسطة والفقيرة، ورئيس الجمهورية نفسه أكد ذلك. للأسف الإعلام تحول دوره للتضليل وتزييف العقول على عكس الحقيقة، وذلك على مدار 3 سنوات سابقة. انتقادات كثيرة دولية ومحلية وُجهت للنظام بسبب الحريات.. لو عقدنا مقارنة بين الحريات فى عهد الرئيس الأسبق مرسى والحالي.. كيف ستقيمها ؟ أنا قناعاتى أن مصر لم تعش حريات على مدار تاريخها، وحتى ما يقال إن فترة حكم الإخوان كانت توجد انفراجة، فإنه كلام غير دقيق، لأن الحريات لا تعنى أن يترك الرئيس الناس تتظاهر بمزاجه، الحريات تعنى أن تنشئ نظامًا كاملًا يؤمن بالحريات، والإخوان المسلمون لم يفعلوا هذا. ونظام كامل يعنى أفكارًا تتصدر للمجتمع تجعله يؤمن بالحريات وبالديمقراطية، وقوانين وتشريعات ترسخ لهذا المبدأ، والإخوان حكموا عامًا ورحلوا، فمثلا هل قوانين حبس الصحفيين فى قضايا النشر تغيرت؟ بالطبع لا، وأنا لا أقرأ الحريات فى أنك تقدر تتظاهر، صحيح أن أيام حكم الإخوان كنت تستطيع التظاهر وأن تعود إلى بيتك فى أمان، لكن ليست هذه هى الحريات، فهى أن يؤسس نظام الحكم مناخًا كاملاً داعمًا لقضية برمتها، والإخوان لم يفعلوا هذا، "قعدوا بقى سنة سنتين، كانت مدتهم قصيرة ومعرفوش يغيروا، ممكن نتكلم لحد الصبح فى القصة دي، لكن الأصل إن هو مغيرش البيئة الحاكمة". ما رأيك فى الدعوات التى تطالب بالتمديد للسيسي؟.. ورسالتك للرئيس؟ بشكل عام أنا ضد كل دعوة لا تعبر عن الديمقراطية، وهذه الدعوات فى النهاية تعبر عن عقليات استبدادية ومؤمنة بالاستبداد، وأى بلد يريد أن يقال عليه إنه على أعتاب التقدم، فإنه ينتخب رئيسه وينتخب مسئوليه بنفسه، أما هذه الدعوات فتنافى كل هذا، ولن يستجيب لها أحد. أما عن رسالتى فأقول له: "إن الحريات العامة مش ترف، وإنها مطلب من المطالب الكبرى التى رفعتها الجماهير فى 25 يناير، وإن لم يقتنع أن كبت الحريات وقمعها خطأ، فإنه سيدفع ثمن هذا قريبًا جدًا".