العيون الحورانية!

أهفو للمرسى الآمن
للحقل اليانع
والنهر الرائق
والمنهل العذب الفرات
أهيم فى الدروب
أبحث تائها
أتجرع عذاب الشتات
مذ رأيتك لم أجد كذا حسنا
عبيرا وومضات
بريق درات وألماسات
كان اللقاء البارحة
منذ سنوات
ومازالت الثورة بين جوانحى
تعربد
تفور وتزبد
ترعد بأحلى النغمات
أتقلى فى لهيب
لا فرار منه
لا جدوى
بتنهدات وزفرات
يا أميرة الشغاف ترفقى
فلهواك المستبد
لسعات وجمرات
وجيب قدك
يزلزل فى المآقى عبرات
أرنو لعينيك الحورانيتين
ياقوت ومرجان
راجمتا سهام
وأنا الفريسة التى ليست تهرب من مرمى النيران
لطالما هوت السجن والسجان
تحتلان صحرائى الجديبة
تغزوانى
تشرقان فى بهيمى
تعصمانى من العثرات والهوان

هنالك الأشجار الصحراوية
تأبطت ربيع عمرينا
كانت تزكى لهيب عشقنا
بالافتراق والاشتياق
بالأمانى العذاب
وبالعودة المنشودة
نسترد الاستحقاق
أين لنا الآن من عذاب البعاد
الذى يسلمنا لسعادة الاقتراب
انشد فيك سلام عقلى وروحى
فأنت التى للأعصاب الترياق
كم ارتشفنا من مراتع السحر
رحيق الصبوات
وارتقينا الأكمة والربوات
وصلك عبير أزهار البرتقال
كعطاء الأرض
بلون الكستناء الفخيم
جسور ككفاح الثوار
شجى كهزيج الأطيار
مخضوضر كأوراق الأشجار
هادر كهبوب الإعصار
استعمرى أصقاع حياتى
أقيمى مليكتى فيها دولة حسنك
كأنك أميرة أسبرطية
لا تبرحى
ففى سلطان سحرك
لا هوان ولا انقهار
دعينا نمرح فى المروج
نستنشق الزهور
نغتنم الحبور
نستقى حلو الأنهار
نرتكب نزوات الأبرار
أنت فى اليقظة
للسعادة حلم طوباوى
وفى الكرى تنبه وانبهار
كل صباح
تشرقين دفئا
تشرقين نقاء
تشرقين بهاء
أستجدى الأسر
فى قصور هواك
استحواذ لتدانينا
سيدة الخميلة .... ملأتها
خيرا ونماء
حقا ونقاء
عفافا وتقاء
وأنا لا أظمأ فيها أبدا
كيف وأنت النهر المتدفق
للتائه فى البيداء رواء.