شهدت مصر خلال الأيام الأخيرة، 8 أحداث مهمة، دفعت البعض إلى الربط بينها، بينما رأى آخرون أنها غير مرتبة، وليس هناك ما يؤشر على أنها جرت بتخطيط مسبق. "المصريون" رصدت أبرز 8 مواقف شهدتها مصر الأسبوع الحالي: ظهور طنطاوي في ميدان التحرير ظهر المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع الأسبق في ميدان التحرير يوم الجمعة الماضية، بالتزامن مع "ثورة الغلابة"، حيث لاقى ترحيبًا كبيرًا من قبل المواطنين، وحرصوا على مصافحته والدعاء له، وكذا الدعاء للجيش المصري، وتأكيد أن "الشعب والجيش إيد واحدة" في مواجهة كل أشكال الحروب والمؤامرات في الخارج والداخل. واستقبل طنطاوي، تعليقات المواطنين بمحبة وابتسامة، وهو جالس في المقعد الأمامي من سيارته إلى جوار السائق، وسط عبارات "الله أكبر و تحيا مصر". وعند سؤاله عن إعدام الإخوان، قال: "إن شاء الله ما فيش إعدام ولا حاجة"، وسأله أحد المواطنين عن الفريق سامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة سابقًا، ليرد قائلاً: "عنان كبر بقى وقاعد في بيته". البرادعي يصدر بيانًا يتبرأ فيه من فض رابعة أصدر الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، بيانًا كشف فيه عن أن جهة سيادية هددت بتدميره، عندما كان في منصبه، إذا استمر في محاولات العمل للتوصل إلى فض سلمي لاعتصامات الإخوان المسلمين. وروى البرادعي تفاصيل ما حدث معه، قائلًا: "عن أحداث أغسطس 2013، اتهمت في السادس منه، عندما كنت نائبًا لرئيس الجمهورية، من كاتب معروف في مقال مطول بجريدة حكومية بأنني (رجل خطر على الشعب والدولة)، وشن في ذات المساء هجوم شرس علي في التلفزيون من بعض الضيوف". وأضاف: "بعد ذلك تلقيت رسالة من أجهزة سيادية في اليوم التالي، تخبرني أن ذلك كان مجرد تحذير، وأنها ستدمرني إذا استمررت في محاولات العمل للتوصل إلى فض سلمي للاعتصامات في رابعة وغيرها أو صيغة للمصالحة الوطنية". وأكد البرادعي انه وفي 14 أغسطس بعد بدء استخدام القوة في الفض كانت هناك موجة هستيرية من قبل القوى الوطنية ترحب بشدة باستخدام العنف. وقال: "تلك القوى الثورية كانت تهاجمني بقسوة لاستقالتي الفورية بمجرد علمي باستخدام القوة رفضا لتحمل أي مسؤولية عن قرار لم أشارك فيه وعارضته لقناعتي". واختتم البرادعي قائلاً: "في تلك اللحظة تيقنت بحزن أنه في هذا المناخ لا توجد مساحة لي للمشاركة في العمل العام وأنني لن أستطيع أن أسبح بمفردي عكس التيار". وأشار إلى أن "أفضل البدائل التي كانت متاحة له آنذاك، هي الابتعاد عن مشهد يخالف "رؤيتي وقناعتي وضميري". إلغاء إعدام مرسي أصدرت محكمة النقض الثلاثاء الماضي، حكمًا بإلغاء إعدام الرئيس الأسبق محمد مرسي، وخمسة من قيادات جماعة الإخوان المسلمين بينهم المرشد العام محمد بديع . وكانت محكمة الجنايات أصدرت هذه الأحكام بالإعدام في يونيو 2015 في القضية المعروفة إعلاميا باسم "اقتحام السجون"، والتي واجه فيها مرسي وقيادات الجماعة اتهامات بالهروب من السجون إثر اقتحامها على أيدي أنصارهم في 28 يناير 2011، بعد ثلاثة أيام من اندلاع الثورة التي أدت إلى إسقاط حسني مبارك إخلاء سبيل نجلي مبارك الثلاثاء الماضي، أصدرت محكمة النقض حكمًا بإخلاء سبيل نجلي الرئيس المخلوع حسني مبارك. ورفضت المحكمة الطعن المقدم من النيابة العامة على قرار محكمة الجنايات الصادر 12 أكتوبر 2015 بإخلاء علاء وجمال، على ذمة قضية القصور الرئاسية، وأيدت إخلاء سبيلهما . وكانت محكمة جنايات القاهرة قررت إخلاء سبيل علاء وجمال مبارك من على ذمة قضية القصور الرئاسية لانقضاء مدة العقوبة 3 سنوات. إعلان العوضي الترشح للرئاسة 2018 أعلن المحامي طارق العوضي، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أنه ينوي الترشح لانتخابات رئاسة مصر عام 2018، طالبًا متطوعين في فريق لوضع برنامج رئاسي قابل للتطبيق. وكتب العوضي قائلاً: "موعدنا بعد عام ونصف.. مش هنقاطع ولا هنسيبها.. مين قال هترشح ومين قرر يتطوع في فريق وضع برنامج رئاسي قابل للتطبيق.. مش هنسيبها مش هنقاطع.. والله نقدر نعملها". عودة شفيق مجددًا من أبرز الأحداث التي وقعت خلال الأسبوع الحالي هو قبول تظلم الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء على قرار وضعه على قوائم ترقب الوصول. وبهذا الحكم الذي أصدرته الدائرة السادسة جنايات شمال القاهرة الابتدائية بالعباسية، بات من حق شفيق العودة لمصر في أي وقت، وهو ما عبر عنه رئيس هيئة الدفاع المحامي يحيي قدري بقوله إنه يعتزم العودة إلى القاهرة، لكنه لم يحدد موعدًا بعد. الظهور الأول لعنان شارك الفريق سامي عنان، رئيس أركان القوات المسلحة السابق، الأربعاء، في تقديم واجب العزاء في الفنان الراحل محمود عبد العزيز، بدار مناسبات مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد. ويعد ظهور عنان، هو الأول منذ عام تقريبًا، حيث اعتاد على عدم الظهور في المناسبات كثيرًا عقب خروجه من منصبه في 2012. العفو عن 82 سجينًا أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، الخميس، القرار الجمهوري رقم 515 لسنه 2016 ، بالعفو عن بعض الشباب المحبوسين على ذمة قضايا، ويضم القرار 82 شابًا، بينهم الإعلامي المثير للجدل إسلام بحيرى، والأغلبية لطلبة الجامعات. وقال الدكتور صلاح هاشم، المحلل السياسي، إنه ليس هناك أي ارتباط بين الأحداث السابقة وبعضها. وأوضح أن الهدف الرئيسي من القرارات التي صدرت خلال الأسبوع هي دعوة للاستقرار وتجاوز حالة الشقاق بين المجتمع المصري بكافة أطيافه. فيما رأى الدكتور خالد سعيد، القيادي ب "الجبهة السلفية"، أن "ظهور طنطاوي في التحرير، وتصريحه المرتب حول عدم وجود إعدامات وما تبعه من إلغاء حكم الإعدام بحق عدد من قيادات الإخوان على رأسهم الرئيس مرسي، ثم تصريح أردوغان بأن هذا غير كاف وكذلك حذف اسم شفيق من قوائم الترقب، كل هذه المعطيات قد توحي بأنه ربما تكون هناك ترتيبات إقليمية لتسوية وضع مصر بشكل كامل بالتنسيق بين الأطراف واللاعبين الإقليميين". وأضاف: "ولكن ومع وضع كل الاحتمالات في الاعتبار، فإنه ربما تكون بعض هذه الأحداث أو أغلبها؛ مجرد مفارقات قدرية، وقد لاتجمعها منظومة واحدة كما يميل كثير من المحللين السياسيين في الآونة الأخيرة، وربما كان تزاحمها لمجرد تسارع الأحداث إقليميًا وعالميًا فقط وليست دلالة على التنسيق بالضرورة". واستدرك: "السنوات الأخيرة علمتنا أن النظام المصري الحالي لا عهد له ولا وفاء لأي طرف إلا بمقدار ما يفيضه من عطايا كما علمتنا أن المنطقية الشديدة معه ليس صحيحة ولا دقيقة، فهو عار تمامًا عن المنطق والرشاد". وقالت الدكتورة جيهان رجب، عضو الهيئة العليا بحزب "الوسط"، إن "هذه الإحداث غير مرتبة ولكن الحدث الأهم فيها هو ظهور المشير طنطاوي مرة أخرى بعد اختفائه عن الساحة المصرية وهي تدل على أنه يريد العودة مجددًا، بالإضافة أنه علمه بالحكم المسبق على محمد مرسي وإلغاء الحكم بإعدامه، والذي يدل على أن الساحة السياسية سوف تشهد تغييرات جديدة خلال المرحلة المقبلة". وأضافت أنه "لا مجال لاستقرار الحياة السياسية المصرية في ظل الانتهاكات التي يرتكبها النظام الحالي بحق المواطنين والارتفاع غير المسبوق في الأسعار والانهيار الاقتصادي الرهيب". فيما رأى الدكتور خالد متولي، العضو المؤسس بحزب "الدستور" أن الأحداث التي شهدتها مصر خلال الأيام الأخيرة تمس الأنظمة الثلاثة السابقة، "مبارك والمجلس العسكري ومرسي"، وهي رسائل قوية وواضحة بأن المصالحة هي مطلب من الجميع. وأضاف: "كل حدث هو رسالة من النظام لهذه الأنظمة والتي يؤكد من خلالها على مضيه قدمًا نحو تحقيق مصالحة شاملة بين جميع الأطراف".