قالت الأممالمتحدة، اليوم الاثنين، إن أعداد النازحين من مدينة الموصل، شمالي العراق، ارتفع إلى 54 ألف شخص منذ بدء العملية العسكرية لاستعادة المدينة من تنظيم "داعش" الإرهابي في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وفي مؤتمر صحفي عقده في مقر المنظمة الدولية، قال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، إنه "اعتبارا من اليوم (الاثنين) صار هناك 54 ألف من المشردين داخليا (من الموصل)". وأضاف "هذا الرقم يمثل زيادة قدرها 6600 شخص منذ 11 من نوفمبر (تشرين ثاني) الجاري، حيث لجأ نحو ثلاثة أرباع الأسر النازحة إلى المخيمات، والربع المتبقي للعيش في المجتمعات المضيفة". وتابع "حق" "برنامج الأغذية العالمي قدم المساعدات الغذائية على وجه السرعة لأكثر من 100 ألف شخص فروا من الصراع في الموصل، بما في ذلك توزيع المساعدات يوم أمس الأحد على 25 ألف شخص في كوكجلي، أول حي تمت استعادته داخل مدينة الموصل". "إلى جانب توفير تلك المساعدة يبذل برنامج الأغذية العالمي وشركاؤه جهودا للوصول إلى الأسر العالقة في الموصل والمناطق التي استردت حديثا"، بحسب المتحدث الأممي. وأشار إلى أن البرنامج الذي يتبع الأممالمتحدة "يقدم الحصص الغذائية الأسرية، مما يتيح لأسرة مكونة من خمسة أفراد ما يكفي لمدة شهر واحد من المواد الغذائية الأساسية، بما في ذلك الأرز والدقيق والحمص والزيت النباتي والسكر والملح". وحذر مختصون عراقيون في أحاديث سابقة مع الأناضول من "كارثة" إنسانية ستواجه نازحي مدينة الموصل، خلال الأيام القادمة، في ظل تقدم قوات الجيش نحو مركز المدينة، التي تضم أكثر من مليون و500 ألف شخص، في حين أن إمكانات الحكومة لا تسمح سوى بإيواء 100 ألف نازح. وأعلنت وزارة الهجرة العراقية، السبت، نزوح 47 ألف شخص من مدينة الموصل، منذ انطلاق العمليات العسكرية في ال17 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أغلبهم نقلوا إلى مخيمي "الخازر" و"حسن شام" قرب الموصل. ويقع مخيم "الخازر"، على بعد نحو 30 كلم شرق الموصل، وشيدته الحكومة المركزية بالتنسيق مع حكومة الإقليم الكردي شمالي البلاد، ويتسع لنحو 8 آلاف عائلة، وتشرف عليه وزارة الهجرة. أما مخيم "حسن شام"، الواقع في منطقة الخازر أيضا، فيتسع لنحو 24 ألف نازح، وأقامته الأممالمتحدة بالتنسيق مع حكومة الإقليم المشرفة عليه. وفي 17 أكتوبر/تشرين أول الماضي، انطلقت معركة استعادة الموصل، بمشاركة 45 ألفاً من القوات التابعة لحكومة بغداد، سواء من الجيش، أو الشرطة، مدعومين بالحشد الشعبي، وحرس نينوى، إلى جانب "البيشمركة" (قوات الإقليم الكردي). وتحظى الحملة العسكرية بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة. واستعادت القوات المشاركة خلال الأيام الماضية، عشرات القرى والبلدات في محيط المدينة من قبضة "داعش"، كما تمكنت من دخول مدينة الموصل من الناحية الشرقية.