ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية, أن فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالسباق إلى البيت الأبيض, لم يشكل المفاجأة الوحيدة في انتخابات 2016. وأضافت الوكالة، في تعليق لها, أن إخفاق وسائل الإعلام الأمريكية في التنبؤ بنتيجة الانتخابات, شكل مفاجأة أخرى صادمة, ووضعها في مأزق غير مسبوق. وتابعت: "وسائل الإعلام الأمريكية اتسم أداؤها بتعجل النتائج بما يعني تحيز بعضها لطرف من الأطراف، أو فشل بعضها الآخر في قراءة ورصد أفكار الناخب الأمريكي, وفي الحالتين, فإن هذا ينال من مصداقيتها". وكانت انتخابات الرئاسة الأمريكية شهدت مفاجأة كبيرة بعد أن تقدم المرشح الجمهوري دونالد ترامب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في أصوات المجمع الانتخابي, الذي يحتاج أي من المرشحين إلى 270 من أصواته الإجمالية البالغة 538 صوتا للفوز بمنصب الرئاسة. وحصل ترامب على 276 صوتا, مقابل 218 صوتا لمنافسته كلينتون, بينما يتطلب الفوز الحصول على 270 صوتا على الأقل، وذلك بعد إعلان النتائج الرسمية في أغلب ولايات الشرق والوسط الأمريكي. وفاز ترامب في ولايات أوهايو وكنتاكي وإنديانا وفرجينيا الغربية وكارولاينا الشمالية والجنوبية ومسيسيبي وتينيسي وألاباما ووايومينغ وتكساس وداكوتا الجنوبية وداكوتا الشمالية ونبراسكا وأركنساس ومونتانا، وفلوريدا وآيوا, بينما فازت كلينتون في ولايات فيرجينيا وماساشوستس وميريلاند ونيوجيرسي وديلاوير ورود آيلاند و إلينوي ونيويورك وكونكتيكت ونيفادا. ويصنف ترامب بأنه قريب من اليمين المتشدد في الحزب الجمهوري، واشتهر بعدائه للمهاجرين خصوصا المنحدرين من أصول مكسيكية, الذين يتهمهم بإغراق الولاياتالمتحدة بالمخدرات والعنف، ودعا لإعادة النظر في قوانين الهجرة، ووقف منح الجنسية الأمريكية للأطفال الذين يولدون فوق الأراضي الأمريكية. كما أطلق ترامب تصريحات مثيرة للجدل فيما يخص السياسة الخارجية الأمريكية المرتبطة بالعالم العربي، من قبيل دعوته لإعادة احتلال العراق والاستيلاء على حقول نفطه للتصدي لتنظيم الدولة, وأكد أيضا دعمه المطلق لإسرائيل واعترافه بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل، وعدم اهتمامه برحيل النظام السوري. ويبدو أن الأسوأ بانتظار العرب والمسلمين, خاصة أن الأغلبية في الكونجرس الأمريكي ستكون أيضا من حزب ترامب, بعد أن فرض الحزب الجمهوري سيطرته على مجلسي النواب والشيوخ عقب ظهور نتائج الانتخابات التشريعية, التي تزامنت مع انتخابات الرئاسة. وحسب "الفرنسية", فإن الحزب الجمهوري حاز على 236 مقعدا في مجلس النواب مقابل 199 للحزب الديمقراطي، كما تمكن مرشحه دونالد ترامب من التغلب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بحصده 276 من أصوات المجمع الانتخابي. ويعني هذا الفوز أنه سيكون من السهل على ترامب تمرير التشريعات بعد فوزه بالرئاسة. وكان الحزب الجمهوري أكد أيضا عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) أنه احتفظ بالسيطرة على مجلس الشيوخ. ويهيمن الجمهوريون منذ 2014 على مجلس الشيوخ, الذي يؤدي دورا حاسما في آلية تسمية قضاة المحكمة العليا وكبار المسؤولين الحكوميين.