رغم أن قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان طالما هاجم الإخوان المسلمين في الفترة الأخيرة واتهمهم بأنهم أشد خطرا من إيران، إلا أن تصريحاته النارية الأخيرة ضد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي من شأنها أن تفجر عاصفة غضب ضده في دول الربيع العربي التي وصل فيها الإسلاميون للحكم. ففي 5 مارس، أعلن خلفان أن بلاده ستصدر مذكرة إلقاء قبض على الداعية المصري المقيم في قطر يوسف القرضاوي بتهمة سب دولة الإمارات العربية المتحدة والتهجم عليها عبر قناة "الجزيرة" القطرية، مذكراً في هذا الصدد بما سماه "تاريخ القرضاوي الأسود". وشن خلفان على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" هجوما على القرضاوي لانتقاده إبعاد سوريين عن الإمارات عقب مشاركتهم في مظاهرة منددة بنظام الرئيس بشار الأسد أمام قنصلية بلادهم بدبي. وأضاف "كل من سب الإمارات كدولة أو حكومة ووصفها بأقبح الأوصاف سألاحقه بحكم العدالة، عدد الذين تم ترحيلهم لا يتجاوز 30 شخصا وكانوا من جماعة الإخوان ويعملون ضمن تنظيم سري"، مؤكدا أن الإمارات لم تقم بترحيل سوى30 من أصل 2000 سوري تظاهروا أمام قنصلية بلادهم في دبي. ووصف خلفان تعليقات القرضاوي على هذا الأمر بأنها "سفاهة"، قائلا :" ما بقى يشتم إلا فينا، شتم العالم كله، لم يبق ولم يذر، تاريخه أسود في الجزائر، ارتكب حماقات شنيعة". وتابع "متى رمينا السوريين في الشارع؟ تنقل إليه أخبار كاذبة فيصدقها مع الأسف، وهو رجل دين عليه ألا يتسرع في الحكم على عباد الله، القرضاوي يعمل بأسلوب يا تخلوا تنظيم الإخوان يأخذ راحته أو أشتمكم في الجزيرة وفي خطبة الجمعة، هذا التصرف بلطجة". وفيما اتهم خلفان الشيخ القرضاوي بأنه بدأ يحزب الناس ويؤسس لمشروع يهدف إلى إحداث بلبلة في منطقة الخليج، هاجم أيضا بشدة تنظيم الإخوان المسلمين وقال إنه قبض على عناصر من التنظيم "في حالة تلبس مع عاهرات". ولفت قائد شرطة دبي أيضا إلى ما سماه "الماضي المشين" للقرضاوي الذي فر من بلاده سراً مع فتاة، ولديه تاريخ أسود في الجزائر، حيث ارتكب حماقات شنيعة هناك، وتساءل" لماذا لا ينتقد القرضاوي دولة قطر التي سحبت جنسيات المئات من مواطنيها مؤخراً". وكان القرضاوي هاجم بشدة في برنامج "الشريعة والحياة" على قناة "الجزيرة" الإمارات بسبب ترحيلها مواطنين سوريين تظاهروا أمام سفارة بلادهم في دبي، واتهمها برميهم في الشارع، كما اتهمها بمنعه من دخول أراضيها. ومن جانبها، ذكرت صحيفة "القدس العربي" اللندنية أن قناة "الجزيرة" حجبت الحلقة المذكورة عن الإعادة، كما لوحظ أيضا أن القناة حذفت المقطع الذي استهل به القرضاوي البرنامج في الحلقة المخصصة لموضوع "الإسلام والدولة المدنية" من موقعها الإلكتروني والذي قال فيه إنه يود في البداية الكشف عن رسالة وصلته من رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون بشأن ترحيل الإمارات مواطنين سوريين تظاهروا احتجاجا على الأوضاع في بلادهم. وفيما أفادت أنباء بوصول السوريين المبعدين من الإمارات إلى مطار القاهرة الدولي، توقع كثيرون أن تشتد حدة الحرب الكلامية بين خلفان والقرضاوي عبر وسائل الإعلام خلال الأيام المقبلة. بل وهناك من يرجح أن تفجر تصريحات خلفان عاصفة غضب بين أنصار تنظيم الإخوان في كافة أنحاء العالم العربي وليس في دول الربيع العربي فقط، بالنظر إلى أنها تطرقت للهجوم الشخصي ومحاولة التجريح في سمعة الإخوان عبر الإعلان أنه قبض على عناصر منهم"في حالة تلبس مع عاهرات"، وذلك بعد أن وصفهم في وقت سابق بأنهم أشد خطرا من إيران. وكان خلفان اتهم في 5 فبراير الماضي جماعة الإخوان المسلمين بأنها أشد خطرا من إيران، ويستمدون أجندتهم من خارج بيئة الخليج، كما اتهمهم بأنهم طامعون في السلطة. وقال خلفان في تصريحات نشرتها صحيفة "الرياض" السعودية حينها إن إيران والإخوان المسلمين متساويان، وأشار إلى أن ولاية الفقيه محل انتقاد وعدم رضا، كما هو حال الإخوان المسلمين الذين يكون ولاؤهم خارجياً لمرشدهم، مضيفا"لم يعد الفقيه فقيها ولا المرشد مرشدا". وتابع" المفتي من المفترض أن لا يكون على علاقة بالسياسة، وأن لا تكون له أطماع سياسية ولا مناصب في الدولة، الإخوان المسلمون في الخليج يستمدون دائما توجيهاتهم من قيادات خارجية ويسعون لتطبيق أجندتهم علينا، كما يسعون إلى الحكم بسفك الدماء". ونبه مجددا إلى أن الإخوان المسلمين أشد خطراً من إيران، قائلا :"هم طامعون في السلطة ويكرهون حكام الخليج، ويستمدون أجندتهم من خارج بيئة الخليج وعاداتها وتقاليدها التي تستمدها أصلا من الإسلام الحنيف وشريعتنا السمحة التي تربينا عليها، بعيدا عن سفك الدماء وقطع الرؤوس وتغيير المواقف والوصولية والانتهازية". وفيما اعتبر خلفان تنظيم الإخوان المسلمين تهديدا للأمن الخليجي، استطرد قائلا:"إن أمريكا تؤيد الإخوان المسلمين، وأقولها بكل صراحة إن الإخوان لا يتمنون رؤية شيوخنا حكاما في الخليج". ورغم أن كثيرين يربطون بين هجوم خلفان المفاجئ على الإخوان وموقف الإمارات المتحفظ تجاه ثورات الربيع العربي التي وصل فيها الإسلاميون للحكم، إلا أن تصريحاته الأخيرة فيما يتعلق بمحاولة التجريح في سمعة التنظيم وشخص القرضاوي اعتبرت في نظر البعض متجاوزة وبعيدة عن تصريحات المسئولين المعتادة في مثل هذه المواقف، ما قد يعرضه لحملة انتقادات لا حصر لها.